قرر عاطل وزوجته اختطاف نجل عقيد شرطة بالمعاش طمعا فى ثروة والده، أملا أن ينتشلهما مبلغ الفدية الذى سيحصلان عليه من الفقر الذى يحاصرهما، وكانت الوسيلة الأسهل لتنفيذ مخططهما استغلال نجل المتهمة الذى يرتبط بعلاقة صداقة بالضحية لاستدراجه واختطافه، ونجح المتهم وزوجته فى تنفيذ سيناريو الجريمة، والتفاوض مع أسرة الطفل حتى الحصول على مبلغ الفدية، إلا أن رجال المباحث تمكنوا من القبض عليهما وبحوزتهما مبلغ الفدية، وإعادة الطفل إلى أسرته سالما بعد احتجازه لمدة 4 أيام بمسكن المتهم.
التقى "اليوم السابع" بأسرة الطفل "عبدالله" ورصدت وقائع اختطافه منذ استدراجه حتى إخلاء سبيله، حيث روى والده عقيد الشرطة بالمعاش طارق عبد الباسط تفاصيل الحادث فقال "ابنى عبدالله يبلغ من العمر 9 سنوات، ونظرا لعدم وجود أشقاء ذكور له، فإنه يجد ملجأه للعب دائما بصحبة أصدقائه بالمدرسة، أو من يتقابل معهم بـ"السايبر نت" المجاور للعقار الذى نقيم به بمنطقة فيصل بالجيزة.
وأضاف والد الطفل قائلا: "أثناء انشغالى بإنهاء إجراءات تجهيز محلات جديدة خاصة بى تم إنشاؤها حديثا، فوجئت باتصال من زوجتى تخبرنى أن "عبدالله" تعرض للاختطاف، وأنها تلقت اتصالا على هاتفها المحمول من شخص مجهول أخبرها المتصل أنه أختطف "عبدالله" وطلب منها دفع مبلغ مليون جنيه فدية مقابل إطلاق سراحه، وهو ما دفعنى لاصطحاب زوجتى والتوجه إلى قسم شرطة بولاق الدكرور ولقاء المقدم هانى الحسينى رئيس مباحث القسم وتم إخباره بأمر اختطاف نجلى.
وذكر والد "عبدالله" قائلا: "بدأ رجال المباحث فى إجراء التحريات وتتبع رقم الهاتف الخاص بالمتهم حتى تم تحديد محيط مكان إجراء المكالمات والتوصل لهوية الخاطف، إلا أنه نظرا لكون المتهم يقيم بشقة مستأجرة غير معلومة للجهات الأمنية فإن ذلك أدى إلى تأخر إلقاء القبض عليه، حتى انتهت مرحلة التفاوض مع المتهم بإشراف رجال المباحث وتم تحويل مبلغ 75 ألف جنيه عبر حوالة بريدية له ورجوع الطفل بعد إخلاء المتهم سبيله، ليتم ضبط المتهم وزوجته بعد هروبهما للسويس، وبصحبتهما نجل المتهمة الذى ساهم فى استدراج ابنى واختطافه".
ووجه والد الطفل شكره لضباط مديرية أمن الجيزة وقسم شرطة بولاق الدكرور لجهدهم المتواصل خلال 4 أيام حتى تم الكشف عن هوية المتهم والقبض عليه وعودة الطفل دون تعرضه للأذى، مع إعادة مبلغ الفدية عقب ضبطه بصحبة المتهمين.
ومن جانبها روت والدة الطفل المختطف كيفية تفاوضها مع المتهم فقالت: "ابنى عبدالله تعرف على طفل يدعى "أحمد" أثناء لعبه بمحل "السايبر نت" الذى اعتاد الذهاب إليه، ويوم الحادث تلقيت اتصالا من شخص مجهول أخبرنى أنه اختطف "عبدالله"، وطلب منى تجهيز مبلغ مليون جنيه لدفعه مقابل عودته مرة أخرى، فسارعت للتفاوض معه بعد تأكدى من غياب ابنى واتفقت معه على دفع مبلغ 75 ألف جنيه مع وعدى له بعدم إبلاغى رجال المباحث حرصا على سلامة نجلى".
وأضافت والدة الطفل: "عقب إنهاء الاتصال اتصلت على زوجى وأخبرته بالأمر وأبلغنا قسم شرطة بولاق الدكرور بالواقعة، ثم استكملت مرحلة التفاوض مع المتهم بإشراف رجال المباحث حتى طلب الخاطف تحويل المبلغ له عبر حوالة بريدية، وأنه سيلتزم بإخلاء سبيل الطفل عقب حصوله على النقود، وأبلغنى باسمه الحقيقى ورقم بطاقته حتى أتمكن من تحويل النقود له، وبعد إتمام عملية التحويل بدقائق تلقيت اتصالا من نجلتى أفادت فيه أن "عبدالله" عاد إلى المنزل".
وأكملت والدة الطفل حديثها قائلة: "المتهم خلال إجراء المفاوضات معه وأثناء تواجدى بمكتب البريد طلب منى تحويل رصيد لهاتفه قيمته 5 جنيهات، حتى يتمكن من الاتصال بها ومتابعتها خلال تحويل النقود، مؤكدا لها أنه لا يملك أى نقود مما يدل على أن المتهم ارتكب الجريمة طمعا فى الحصول على مبلغ فدية ينقذه من الفقر الذى يحاصره".
وقص الطفل عبدالله تفاصيل تعرضه للاختطاف فقال: "تعرفت على طفل يدعى "أحمد" أثناء لعبى بمحل "السايبر نت" وتوطدت علاقتى به، حيث كان يصاحبنى إلى المنزل عدة مرات، ويوم الحادث طلب منى "أحمد" بإلحاح التوجه بصحبته إلى مسكنه دون إخبار والدتى، فوافقته، وفور وصولى لمسكنه تقابلت مع والدته وزوجها، ولعبنا فترة من الوقت وعندما حاولت الانصراف فوجئت بوالدته وزوجها يطلبان منى البقاء والمبيت بصحبتهم، وأكدا أنهما اتصلا على والدتى وحصلا على موافقتها، مما دفعنى للموافقة والمبيت بصحبة صديقى "أحمد"، وفى صباح اليوم التالى طلبت منهم الانصراف إلا أن والدة أحمد وزوجها رفضا الاستجابة لى وأغلقا باب الشقة بالمفتاح وأكدا لى أنى لن أعود إلى منزلى إلا بعد دفع والدى مبلغ مالى، وحاولا الاحتيال على فأخبرتنى والدة صديقى أنه نظرا لفقرهما سيستخدمان النقود فى علاج "أحمد" من مرض السرطان، فأخبرتهم أن مرضى السرطان يعالجون مجانا فى مستشفى "57357" وأنه عليهم التوجه للمستشفى بدلا من احتجازى".
وأكمل الطفل "عبدالله" حديثه قائلا: "قام زوج والدة صديقى بتقييدى بالحبال وإيداعى داخل غرفة بالشقة، ثم طلب منى التحدث لوالدتى عبر الهاتف للتأكيد لها أنى بخير، وخلال احتجازى لمدة 4 أيام حاولت الهرب عدة مرات إلا أن المتهم كان يتمكن من إحباط محاولة هروبى ويعود لتقييدى بالحبال مرة أخرى.. وعقب دفع والدى ووالدتى مبلغ الفدية فوجئت بالمتهم يخبرنى أنه سيخلى سبيلى وانى سأعود لمنزلى، ثم اصطحبنى واستوقف توك توك وطلب من سائقه توصيلى للشارع الذى أقيم به".
ومن جانبه ذكر رمضان فاروق حارس العقار الذى يقيم به الطفل أن رجال المباحث اشتبهوا به فى البداية حتى أكدت التحريات عدم تورطه بارتكابه الواقعة فأخلوا سبيله، مضيفا أن كافة سكان العقار والعديد من أهالى المنطقة كانوا يتابعون واقعة الخطف باهتمام وحزن حتى عادت الفرحة لهم مرة أخرى، بعودة الطفل إلى أسرته مرى أخرى.
وفى ذات السياق أكد مصدر أمنى أن تحريات اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعميد رضا العمدة مدير المباحث الجنائية توصلت إلى أن المتهم عقب حصوله على مبلغ الفدية سافر للإقامة لدى أقارب زوجته بمحافظة السويس، فتم إعداد عدة أكمنة وتوجهت مأمورية أمنية أشرف عليها العقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة وشارك فيها النقيبان أيمن سكورى وياسر همام معاونى مباحث قسم بولاق الدكرور، وتم ضبط المتهمين، وبحوزتهم المبلغ المالى "الفدية"، وبمواجهتهم اعترفوا أمام العميد درويش حسين رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة بارتكاب الجريمة، فحرر محضر بالواقعة وتمت إحالتهم إلى النيابة للتحقيق.
الطفل عبدالله بصحبة والديه بعد تعرضه للاختطاف
لطفل عبدالله يروى لليوم السابع كيفية استدراجه واحتجازه
.jpg)
عبدالله بصحبة والدته
عبدالله تعرض للاختطاف وطلب خاطفيه فدية مليون جنيه
والد عبدالله وجه الشكر لضباط مديرية أمن الجيزة وقسم شرطة بولاق الدكرور لجهدهم فى إعادة نجله
عبدالله أكد أن صديقه استدرجه للعب بصحبته ثم احتجزه زوج والدته
حارس العقار الذى يقيم به عبدالله
