بكر أحمد العتمونى يكتب: العولمة سجن العرب

الإثنين، 05 سبتمبر 2016 06:00 م
بكر أحمد العتمونى يكتب: العولمة سجن العرب ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط المارد الشيوعى السوفيتى وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية تساندها أوروبا على المشهد العالمى ظهرت العولمة
وكالعادة فرح بها أصحاب العقول التى لا تعى ولا تفهم شيئا وفهموا حينذاك أنها ستقرب الدول من بعضهم البعض وتجعل العالم كله كتلة واحدة ثقافة واحدة سوق تجارى واستهلاكى واحد ولكن أى منتج الذى سيصدر وأى ثقافة التى ستسود وأى لغة التى ستستخدم فى كل التعاملات هذه هى العولمة بمفهومها الحقيقى اللعين وبوجهها الاستعمارى للدولة النامية.
 
فالعولمة هى أمركة العالم واستخدام شعوب الدول النامية عموما والعربية خصوصا لترويج وتصدير كل ما لديها لتصبح أمريكا وأوروبا مستعمرين لهذه الدول ليس عن طريق احتلال أراضيهم ودخول قواتهم لا هذا كان قديما.
 
ولكن الآن احتلال واستعمار هذه الشعوب ونهب خيراتها واستغلال طاقتها اقتصاديا عن طريق العولمة.
 
مع استخدام صندوق النقد الدولى والبنك الدولى للتعمير والإنشاء واتفاقيات الجات ومركز التجارة العالمى وإرغام حكومات هذه الدول لتوقيع اتفاقيات ومعاهدات لركب حضارة العولمة واللحاق بالسوق المشتركة.
 
ولا تدرى هذه الحكومات أنها بانضمامها لهذه المنظمات قد لفت الطوق حول رقبة شعوبها ودخلت السجن طواعية منها وبالفعل رأينا الشركات متعددة الجنسيات تدخل ديارنا وتتحكم فى اقتصادنا وتحتكر سوقنا المحلى لمنتجها عالى الجودة شديد التطور منتهى الكفاءة  بل وتم ضرب سيادة الدول فى قضائها حيث ان جل الدول العربية انضمت إلى اتفاقية نيويورك 1995 الخاصة بتقنين التحكيم وجعله مثل القضاء يلتجأ اليه من يشاء من هذه الشركات ولا يلجأون عند وجود منازعة إلى قضاء الدولة.
 
لذلك فإن العولمة هى مفهوم سياسى ثقافى اقتصادى اجتماعى الغرض منه وضع نموذج امريكى اوربى للعالم اجمع عن طريق بث حضارتهم بكل الطرق الممكنة من انترنت وقنوات استخدمته أمريكا ودول الشمال لاستعمار دول الجنوب مستخدمين التكنولوجيا ورؤوس الأموال والطاقات السلبية الاستهلاكية للشعوب العربية.
 
فاللغة المستخدمة فى حياتنا العملية هى الإنجليزية والدولار هو سيد الموقف  ليس هذا فحسب.. بل انظر إلى ثقافتنا الداخلية قد انكسرت وحلت محلها الثقافة الغربية من صناعة سينما أو موضات ملابس أو سلوك افراد وكأنك فى وطنك الغربى لا وطنك العربى والأدهى والأمر أن جل احتياجاتنا اليومية التى يعتمد عليها حياتنا من مأكل ومشرب وملبس ومركب وطاقة كل هذا نستورده منهم فأفيقوا إخوتى من غفلتكم وهبوا إلى الإنتاج وكفاكم استهلاكا متى استطعتم إلى ذلك سبيلا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة