برفانات باريس تخرج من هنا.. قرية نجريج بالغربية المصدر الأول لتصدير الياسمين لفرنسا.. أطفال صغار برفقة أسرهم يجمعون الزهور..ويصرخون: إحنا الأيد الناعمة اللى بتجيب العملة الصعبة من بره اهتموا بينا شوية

الإثنين، 05 سبتمبر 2016 04:49 ص
برفانات باريس تخرج من هنا.. قرية نجريج بالغربية المصدر الأول لتصدير الياسمين لفرنسا.. أطفال صغار برفقة أسرهم يجمعون الزهور..ويصرخون: إحنا الأيد الناعمة اللى بتجيب العملة الصعبة من بره اهتموا بينا شوية المهندس ماهر شتيه عمدة قرية نجريج ببسيون
الغربية: عادل ضرة – مصطفى عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على طريق ممتد من طنطا إلى بسيون تقع قرية نجريج، المصدر الأول لتصدير الياسمين لفرنسا وروسيا وأكرانيا، "اليوم السابع" تدخل القرية وتكشف أسلوب حياة مواطنيها. إنها قرية "الياسمين" كما يقال عليها وتعد أكبر قرية على مستوى الجمهورية تقوم بزراعة تلك الزهرة الطيبة والتى تفوح رائحتها الذكية فى سماء القرية وتنقلها الرياح ليتنفسها الأهالى فى الصباح الباكر عند ذهابهم لعملهم وتبعث بالسعادة فى قلوب الجميع.

 

والقرية لها شهرة عالمية فى تصدير الياسمين لفرنسا وروسيا وأوكرانيا والعديد من الدول الأوروبية وزادت شهرتها بابنها اللاعب المصرى محمد صلاح والمحترف فى صفوف نادى روما الإيطالى.

 

هنا "نجريج" تلك القرية التى عندما تستقل سيارة قاصدا قبلتها ما أن تبدأ فى السير على طريقها تختلط أنفاسك برائحة الياسمين الفواحة والتى تنتشر زراعتها على جانبى الطريق فيتساءل عقلك لماذا تنتشر زراعة الياسمين بالقرية؟.. فتجد الإجابة أن القرية تعمل فى زراعة الياسمين وتعد المهنة الأساسية لسكانها منذ عام 1976 تلك المهنة التى يعمل فيها الشيوخ والرجال والنساء وحتى الأطفال بأعمارهم المختلفة من سن 5سنوات فقط تحتاج تلك أن تقطف زهور الياسمين الناضحة والتى تبهج القلب وتخطف النظر وبرائحتها الطيبة يمتلأ القلب.

 

ومع دقات الساعة الثانية صباحا بعد منتصف الليل يبدأ الجميع فى الاستيقاظ وترك فراش النوم ليبدأ يومهم بنشاط وحيوية ويتجمع كل من يعمل فى جمع الياسمين سواء شخص بمفرده أو أسره بأكلمها أب وأم وأطفال وتبدأ رحلة الكفاح إلى مجمعات الياسمين لقطف الزهور متحملين رطوبة الجو ويجمعون الياسمين فى "جرادل" من البلاستيك ونقله إلى الميزان ثم إلى "أقفاص" كبيرة تمهيدا لنقله بسيارات لمصانع الياسمين ورغم حلاوة تلك المهنة إلا أنها لها سلبيات خاصة وأن الياسمين يسبب حساسية الصدر والجلد

"اليوم السابع" قضى يوما وسط مجمعات الياسمين لمعرفة تاريخ تلك الزراعة وكيفية زراعتها ورصد مشاكل العاملين بها.

 

فى البداية تقابلنا مع الحاج ماهر شتية عمدة القرية والذى تحدث باستفاضة عن زراعة الياسمين خاصة وأنه كان أحد المزارعين له فى عام 1976، يقول "شتيه" لـ"اليوم السابع" إن زراعة الياسمين بدأت منذ عام 1976 بالقرية على مساحات صغيرة وتطورت المهنة على مدار السنوات الماضية ويقوم الفلاح بشراء كميات كبيرة من أعواد الياسمين بسعر 3 جنيهات ونصف للعود الواحد وتعتبر من الأشجار المتسلقة وتبدأ الزراعة فى شهر مارس وفى العام التالى يتم جمع الإنتاج بداية يونيو وتنتهى فى ديسمبر وبعد انتهاء موسم زراعته يقوم صاحب الأرض بتقليم الأشجار بشكل دائرى لتنبت الشجرة مرة أخرى بشكل جيد وتنتج أكبر قدر من الزهور ويتمكن الأنفار من قطفها بسهولة ويسر.

 

وأضاف نظرا لزيادة الحاجة لدى الناس فإن تلك المهنة يعمل فيها الكبير والصغير وليست مرتبطة بمرحلة عمرية معينة وهناك أطفال صغار يشاركون أبائهم وأمهاتهم فى جمع الياسمين.

 

وأشار أن جمع الياسمين فى الفترة من شهر سبتمبر تواجه عمليات جمع الياسمين صعوبة فى العمالة نظرا لبدء المدارس وينشغل الأطفال بالدراسة، خاصة وهو ما يتسبب فى تأخر الجمع خاصة وأن تلك المهنة تعتمد على الأطفال بشكل أساسى وفى تلك الفترة يعمل الأطفال فى فترة ثانية فى الجمع من العصر وحتى المغرب ويقومون بجمع زهرة الياسمين قبل أن تتفتح وتسمى "بجما" ويتم فرشها على الأرض فى المساء وفى صباح اليوم التالى تتفتح الزهرة وتم تجميع كميات ونقلها للميزان تمهيدا لنقلها للمصانع، وأضاف أن الياسمين أصبح من الأساسيات فى دخل المواطن وتدر بدخل مناسب للعاملين فى تلك المهنة وتزداد الأرباح بزيادة الكميات التى يتم جمعها.

 

وأضاف أنه تم إلغاء نظام اليومية ويتعامل عمال جمع الياسمين مع صاحب الأرض بالمناصفة أو بنظام الثلث والثلثين وحسب الكمية التى يتم جمعها تتم المحاسبة بين صاحب الأرض والعامل وأن متوسط إنتاج العامل الواحد ويتراوح بين 2:3 كيلو ياسمين فى اليوم.

 

 

الطفلة "شيماء" ذات العشر سنوات إحدى العاملات فى جمع الياسمين، فتقول: "إنها تعمل مع والدتها فى تلك المهنة منذ عامين وتخرج من بيتها فى الثانية بعد منتصف الليل وتتوجه برفقة والدتها للأرض لجمع الياسمين، مضيفة أنا بحب المهنة وبحس بالسعادة وأنا بجمع الياسمين وحبى ليها ينسينى تعبها وبقبض المرتب كل 15 يوما.

 

وتتابع عزيزة أحمد المزين ربة منزل لـ"اليوم السابع" أنها تعمل منذ 5 سنوات فى جمع الياسمين فى أراضى مختلفة، وتصطحب بناتها الثلاث شيماء 10سنوات ومنى 12سنة ورضوى 8 سنوات وتترك ابنها الرضيع "سعيد" لدى أقاربها.

 

وأضافت أنها تخرج وبرفقتها بناتها فى الفجر ويذهبن للأرض لجمع الياسمين قائلة: "مفيش شغل تانى ناكل منه عيش، مؤكدة أنها وهى وبناتها تعانى كثير من مشقة العمل وأصبن بأمراض فى الصدر بسبب رائحة الياسمين التى تتسبب فى الإصابة بالحساسية.

وطالبت برفع ثمن بيع الياسمين حتى تتمكن من توفير عائد مادى يسد حاجاتها وحاجات بناتها خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك والعام الدراسى الجديد.

 

أما الطفلة "منى رجب" تبلغ من العمر 12 عاما فقالت إنها تعمل مع والدتها فى جمع الياسمين منذ 3سنوات وتأتى إلى الأرض فجرا لجمع الياسمين ونغادر الأرض فى العاشرة صباحا ثم نعود عصرا لجمع"البجم"، وأضافت: أن جمع الياسمين يشغلها عند دراستها ولا تتمكن من الذهاب للدروس بالإضافة لإصابتها بحساسية الصدر، مشيرة أنها تحصل على نصف ربح بيع الياسمين ويتم محاسبتها بالكيلو حيث تتحصل على 11جنيها فى الكيلو.

 

أما صفية سعد الجزار فقالت إنها تعمل منذ 20 عاما فى جمع الياسمين وتخرج من ببيتها فى الفجر وتذهب لمجمع الياسمين لجمع الزهور، مشيرة أنها تجمع 5 كيلو ياسمين يوميا وتحصل على نصف الربح، وطالبت"صفية" بزيادة ثمن بيع الياسمين، حيث إن سعره الحالى لا يكفى لسد احتياجاتها اليومية.

 

أما محمد على فيقول أنا يشتغل فى جمع الياسمين من 16سنة ومراتى و3 بنات بيشتغلوا معايا، وأضاف بنخرج من بيتنا الفجر علشان نجمع شوية ياسمين ونروح بـ22جنيها ونرجع تانى العصر نجمع "بجم" واللى جاى على أد اللى رايح، مضيفا اللى بيجى من الياسمين مبيأكلنيش عيش وبشتغل مهنة تانية علشان أكفى حاجة بيتى.

وتابع: بنتى أصيبت بحساسية فى صدرها بسبب رائحة الياسمين والآن تجلس فى المنزل ترعى شقيقتها الصغرى.

أما نصره إبراهيم أحمد أبو حبسة فقالت إنها تعمل فى جمع الياسمين منذ 30 عاما برفقة زوجها وأبنائها ولا يوجد أمامها سوى ذلك حتى تساعد زوجها فى مصاريف البيت وسد حاجة أسرتها.

 

وأضافت أنها أصيبت بحساسية الصدر منذ فترة زمنية كبيرة بسبب رائحة الياسمين وتتناول أدوية الحساسية وتتوجه للمستشفى بين الحين والآخر لعمل جلسات استنشاق وفى آخر اليوم تحصل على 10جنيهات فى الكيلو الواحد قائلة مفيش قدامى شغل غير ده.

 

وقال على محمد أنا بشتغل فى الأرض أنا ومراتى وعيالى التلاتة ومفيش شغل غيره وبنتبهدل فى الأرض والعائد بسيط.

 

وأضاف أولادى فى سن الحضانة بجبهم معايا الأرض علشان يتدربوا لأن مفيش قدامهم غير جمع الياسمين علشان نعرف نجمع فلوس نعيش بيها.

 

وطالب الحكومة بالنظر للفلاح البسيط والاهتمام بزراعة الياسمين ومواجهة احتكار أصحاب مصانع الياسمين وزيادة سعر الياسمين حتى نتمكن من الحصول على مقابل مادى يمكنا من العيش.

 

أما مبروك حامد غالى صاحب مجمع ياسمين فقال أنا بشتغل فى جمع الياسمين من 30 سنة ويومى بيدأ من الفجر واتوجه للأرض مصطحبا زوجتى وأبنائى لجمع الياسمين.

 

وأضاف أن نقوم بإحضار الشتلات فى شهر فبراير ونزرعها فى الأرض ونجمع الزهور فى العام التالى:

مشيرا أن زراعة الياسمين تكلفهم نفقات باهظة لشراء المبيدات والكيماوى الخاص بالزراعة ونفقات لرى الأرض وتقليم الأشجار، مضيفا أنه يتم توريد الإنتاج للمصانع فى القاهرة ومصانع بقرية شبرا بلولة مركز قطور وقرية محلة منوف مركز طنطا لتحويله لعجين تصدر بعد ذلك لدول أوروبا.

 

وطالب برفع سعر بيع الياسمين، حيث إن سعره الحالى يتراوح من 27 جنيها حتى يتمكن من سد احتياجاته وفرض رقابة على أصحاب مصانع الياسمين وذلك لتحكمهم فى الفلاحين.

 

وتضيف سعاد عبد السلام عندى 65 سنة ومش ملاحقة على أكل عيشى ومضطرة أجمع ياسمين علشان أصرف على نفسى، وأضافت أن نجلتها تم تطليقها ولها 3 بنات فى سن المدارس يعملون معها فى جمع الياسمين قائلة: "ولو مشتغلناش هنجوع ومش هناكل واللى جاى على أد اللى رايح".

 

وطالبت "سعاد" بأن ينظر المسئولون لها ولنجلتها وبناتها الثلاثة بعين الرحمة لتوفير حياة كريمة لهن، وتتابع فاطمة الفيومى إنها تعمل فى جمع الياسمين منذ أكثر من 10 سنوات وأصيبت بحساسية الصدر وحساسية الجلد مؤكدة أن جمع الياسمين مصدر رزقها الوحيد، مشيرة أن تضطر لمنع أبنائها من الذهاب للدروس لمساعدتها فى جمع الياسمين لتوفير نفقات حياتهم.

 

وأضافت أنها تأتى للأرض فجرا لجمع الياسمين وتعود للمنزل فى العاشرة صباحا لقضاء حاجات منزلها ثم تعود للأرض مرة أخرى عصرا لجمع الياسمين.

 


المهندس ماهر شتيه عمدة قرية نجريج ببسيون

عمدة القرية يشرح كيفية زراعة الياسمين

وعاء به مجموعة زهور ياسمين

طفلة تمسك بزهور ياسمين

طفلة تقطف زهور الياسمين

مجمع ياسمين

سيدة تقطف زهور الياسمين

ربة منزل ونجلتها يجمعن الياسمين

عمال يجمعون الياسمين

سيدة مسنة تجمع ياسمين

أطفال يجمعون الياسمين

أدوية حساسية الصدر بسبب رائحة الياسمين






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى

كملو باقية المعلومات

غير نجريج ببسيون توجد كمان قطور قرية شبرا بلولة, لابد من إعطاء القارئ المعلومة الكاملة عن أى سلعة أو غيرة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة