أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الغيطى

الزوجة النكدية والموت الإكلينيكى للحب

الخميس، 29 سبتمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد معاناته مع زوجته النكدية، هدى الله الزوج إلى فكرة عبقرية ظن أنها سوف تريحه قليلا من النكد اليومى، اقترح على زوجته أن يقتسم معها أيام الأسبوع، يوم نكد ويوم دون نكد، وبعد موافقة الزوجة على مضض طار الزوج فرحا لنجاحه فى إتمام الاتفاق الذى بمقتضاه سيفوز بنصف عمره بلا نكد، وفى  ول يوم كان من نصيبها وتفننت الزوجة فى كل أساليب وصنوف النكد على الزوج وهو صابر حتى ينتهى اليوم، ولكن ما إن جاء اليوم التالى حتى وجد الزوجة تغنى «بكرة بكرة النكد بكرة»، وبذلك نكدت عليه يوم إجازته من النكد.
 
ربما لا يدرك البعض دلالة النكتة وحجم معاناة الزوجين على أرض الواقع، النكد فى مصر أحد أخطر أسباب الطلاق، ولا أعلم لماذا التصقت التهمة بالزوجة، دائما نقول زوجة نكدية ولا نقول رجلا نكديا الذى معه تصبح الزوجه مجرد رد فعل لسلوكه، وعلى كل معظم البحوث أكدت أن النكد صفة مربوطة بالزوجة المصرية، وغالبا ما يسمى الزوج أنه يعود لمنزله، وكأنه يدخل جهنم، هو يشكو أن العبوس والتكشيرة عنوان وجه شريكته، وأنها كثيرة الشكوى، وأنها لا تقدر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه والعكس صحيح، والنتيجة أن الحب يهاجر والسلام النفسى للطرفين ينتحر فى جحيم الصراخ المتبادل، ويحدث الشرخ الرهيب الذى يؤدى إلى طلاق صامت أو طلاق رسمى أو نكدا اختياريا بقية العمر.
 
الدراسات تؤكد أن أهم أسباب الشرخ الزوجى والعاطفى يعود لإهمال المشكلة وتركها تتفاقم دون حل، وأن إهمال كل طرف للآخر يخلف الموت الإكلينيكى للحب ويهدم جسر التواصل حتى لو كان الزوجان أمام الناس فى برواز المثالية المظهرية، أن كليهما يفضل الشكل الاجتماعى النموذجى فى العلن، بينما هما يعيشان جحيم الخلاف والاختلاف وكما يقول خبير العلاقات الزوجية سيمون بال: «القلعة ليست أهم من الملك الذى يقيم فيها، هما حريصان على الشكل، بينما الجوهر تعاسة، وتراكم للصديد داخل شرايين العلاقة التى تنزف كل يوم، وتصف الدكتورة هيرفون فى كتابها النكد الزوجى بأنه «التعكير الدائم لصفو الآخر وهو تماما كالحرب النفسية التى لا تعرف منتصرا ومهزوما، لأن الطرفين يخرجان مهزومين».
 
ولعل التاريخ قد خلد أشهر زوجة نكدية وهى زوجة سقراط الذى وافق على تجرع السم والموت، وهو الحكم الذى صدر ضده بسبب أفكاره، عن استكمال حياته مع زوجته التى كانت تسخر من فقره واحترافه الفلسفة، وكانت تلاحقه وتطرد تلاميذه وتسبهم، الطريف أن أفلاطون تلميذ سقراط سجل آخر كلماته ومنها «النساء فخ منصوب لا يقع فيه إلا من اغتوى به، النساء سلم منصوب ليس للشيطان نفسه حيله إلا الصعود عليه ما بالك بآدم، من تملكه عشق النساء هالك لا محالة، أسير النساء غير مفكوك القيد أبدا، المرأة تقنع الرجل أنها لعبته، بينما هى لعبة إبليس والضحيه رجل، النساء زهور تشد ناظريك، وما إن تقترب لتلمسها حتى ينغرس شوكها فى لحم يدك».
 
همسة رجل: أنا من صنعت منه وهما وعشقتيه.. وما أقساه من وهم.. أنا من صنعت له فردوسا وغرست فيه أشواك الألم.. بدلا من زهر الحلم.. أنا فارسك بلا جواد.. وآدمك بلا شجرة وتفاحة.. اتركينى أنعم بوحدتى بعد أن علمت أن إبليس يحوم حولنا ليطاردنا بلعنتك.. إننى أختار ما أعلم بعد أن تجرعت سم العدم.. الآن عرفت أنك كنت لى مجرد صنم. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة