"ويفوز باللذات كل مغامر" هذا هو المثل الذى يسير على دربه كل من يحلم بالهجرة غير الشرعية إلى أوربا فبعد أن يرى الشاب أثر السفر على صديقه وجاره وكيف اكتسب أموالا طائلة وعاد لبلده ليبنى بيتا جديدا حديثا ويشترى أحدث الأجهزة الكهربائية ويشترى أراضى ويظهر الثراء على عائلته وطبعا لن يحكى عن الأهوال التى عاشها فى عرض البحر أو كيف تم اقتياده لملجأ تابع للصليب الأحمر تمهيدا لترحيله ولن يحكى عن رحلة هروبه من المعسكر وسيره على الأقدام أكثر من خمسة كيلو مترات يتعرض فيها لكل الأهوال والرعب من مطاردة الشرطة ومن البرد والجوع لدرجة تجعله يأكل أوراق الشجر فهى رحلة عذاب طويلة حتى يصل إلى ما وصل إليه الآن.
ويرفرف حلم الثراء السريع وبنات أوربا بخيال صاحبنا ويتعمق الحلم بقلبه وعقله فيستلف ويستدين وتكتب أسرته ايصالات أمانه لسمسار الأحلام وما هى إلا أيام قليلة ويحين موعد السفر ويجد نفسه مدفوعا مع أكثر من ثلاثمائة شخص حالمين مثله تداينوا واستلفوا وباعوا الرخيص والغالى لديهم ليحققوا الحلم مثله، ويجدوا نفسهم فى مركب مهترئ لا تتعدى حمولته 100 شخص فيقوم تجار الأحلام وسماسرة الموت بتحميله بثلاثة أضعاف حمولته.
ومع أول رياح تهب على المركب بعرض البحر تجعله يتطوح يمينا ويسار ومع ارتفاع الصرخات والاستغاثات والدعوات لن يكون هناك سوى احتمالين لا ثالث لهما اما غرق المركب ومن فيه ليكونوا طعاما للأسماك أو أن الله يستجيب لدعواتهم ويطيل فى عمر هذه المركب لتصل قرب ساحل إيطاليا فيقوم تجار الموت بإلقائهم قبل الساحل بثلاثة كيلو متر ليسبحوا فى البحر وهم وحظوظهم.
وبعد وصولهم على الشط تلقى عليهم الشرطة وتحتجزهم فى المعسكر ومنهم من يرحل لمصر ومنهم من يهرب من المعسكر لتبدأ رحلة معاناته وهروبه من جديد فى رعب لا يوصف حتى يستطيع أن يصل لأول مدينة ايطالية ويتصل بأحد معارفه لينقذه وتبدأ رحلته مع العمل الشاق الذى قد يشتمل على ذل وهوان لا يقدر عليه فى بلده لكن يرتضيه خارجه.
فهؤلاء الحالمون لا ذنب لهم ولا نستطيع أن نلومهم على أحلامهم المشروعة التى أرادوا تحقيقها بطريقة غير مشروعة وتلك هى المشكلة.
وهنا يأتى دور الحكومة ممثلة قى وزارة القوى العاملة فى توفير فرص العمل لمن يرغب فى السفر لايطاليا وبدلا من أن يدفع لتاجر الموت وسمسار الأحلام يدفع للدولة وتوفر له وسيلة مشروعة من خلال اتفاقات التعاون مع الجانب الإيطالى فى توفير هذه الأعمال للمصريين وبذلك الكل يستفيد الشباب والحكومة وإيطاليا وبذلك تنتهى الهجرة غير الشرعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة