د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: شايل طاجن سِتّه

الخميس، 22 سبتمبر 2016 06:00 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: شايل طاجن سِتّه د. داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل نختلف على أن هناك بعض الأشخاص الذين دائمًا ما ترتسم على وجوههم علامات الكآبة والحزن والانفعال، بالرغم من عدم وجود ما يُبرر هذا، ولو فتشنا فى حياتهم، سنجد أنها لا تختلف كثيرًا عن حياة بقية البشر، وربما تكون ظروفهم أفضل كثيرًا من غيرهم، ولكنهم جُبلوا على الميل للاكتئاب ورفض كل شيء من حولهم، وكأن الحياة لا توجد بها لذة أو متعة أو نِعم، والغريب أننا لو سألناهم عن سر كآبتهم، لا يجدون ما يردون به على السؤال، ويكتفون بكلام عام مرسل مجرد من أى مواقف تستدعى ذلك، وبالرغم من أن لكل إنسان طبيعته الخاصة، ولا يحق لأحد أن يتدخل فى شكله أو ميوله أو حتى ردود أفعاله، إلا أن هؤلاء الأشخاص للأسف لا يعيشون بمفردهم، فهم يُؤثرون بتصرفاتهم هذه على كل من يُحيط بهم سواء فى أسرتهم أو عملهم أو أى مكان يتواجدون فيه، ولا يُدركون أنهم يبثون طاقة سلبية لكل من يعرفهم، لاسيما أقرب المقربين لهم، علاوة على جلبهم للأمراض الجسدية والنفسية، سواء لهم أو لغيرهم، فحقًا هؤلاء من يُطلق عليهم مَثل: "شايل طاجن سِتَّك"، وهذه المقولة تشير إلى الجدات اللاتى كان لا يُعجبهن شيء مهما بلغت درجة إتقانه، ولأن أشهى المأكولات وأفخمها كانت تُصنع فى الطواجن ؛ لذا جرى استخدام هذا المثل للتعبير عن حالة القنوط والاستياء، وعدم الرضا، فالفتاة أو السيدة كانت تقف طوال اليوم للانتهاء من طاجن شهى تحمله على رأسها، وتتوجه به إلى الجدة لأجل إرضائها، ولكن الجدة كعادتها لا يُعجبها شىء، فصار طاجن سِتّها مثال دومًا لمصدر النكد والحزن، فهو يعبر عن عمل شاق لم يلق استحسانًا.
 
فهل يُعقل أن نُصدر كل هذه المشاعر والأحاسيس السلبية لكل من يحاول إسعادنا، ويتفانى فى إرضائنا، ونُبرر تصرفاتنا بكثرة الهموم التى نحملها على عاتقنا، وحتى لو صدق التبرير، فهل حل المشاكل يكون بالكآبة والحزن، أم بالتصرفات الإيجابية، وهذه التصرفات لن تتأتى إلا بالتفكير السليم، وهذا التفكير لابد له من عقل مُدبر أساسه الابتسامة والرضا، صدقونى، البسمة لا تُكلف شيئًا، أما الحزن والكآبة، فثمنهما باهظ جدًا، وأوله الصحة التى تذهب بلا عودة، وحب الناس الذى يتلاشى تدريجيًا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

متابع

مقال جيد ولكن !!

مقال حضرتك رغم ان ظاهرة يدعو للتفاؤل والبسمه الا انه للاسف انجر الى مغالطات وتناقضات وسوء فهم.... اولا حضرتك تجاهلتى انة يوجد فى تكوين الشخص مايسمى بالمزاج وهذا المزاج شبه ثابت مثل بصمة الاصابع فهذا مرح وهذا عصبى وهذا شهوانى وهذا يميل للحزن ..الخ فهذة طباع نفسيه تشكل شخصيات الناس مثلما يتشكل تكوينهم المادى وهذا يختلف عن السلوك المتعمد فمثلا قد يتعمد شخص اظهار جمود الملامح والصرامة ليخشاة الناس اوليحترموة -هذا حسب اعتقادة طبعا- او شخص يشعر بالحقد تجاة الناس وعدم الرضا بحاله فينفث حقدة وشرة على الاخرون وقد يتعمد ايذائهم او الوقيعة بينهم وغيرها من اساليب لاتصدر الامن شخص سىء الخلق فاسد الضمير وليس مكتئب اوحزين مثلما ذكرتى ثانيا حضرتك ذكرتى ان الكئيب ينشر طاقة سلبيه ويضر الاخرون صحيا ونفسيا رغم قولك ان الشخص الايجابى من -وجهة نظرك- يمتاز بالتفكير السليم وبالرضا ... الخ فهل هذا الشخص الايجابى حقا يكون هش نفسيا بحيث يتاثر باكتئاب هذا او حزن ذاك ليسقط صريع الاختلال النفسى والجسمانى فهذا امر مضحك ثالثا حضرتك ذكرتى ان الشخص الكئيب او الشايل طاجن سته بحسب تعبيرك يواجة محاولات الاخرون لاسعادة بمشاعر سلبية فهذا خلط فالشخص الذى يواجة الاحسان بالاساءة لايطلق علية كئيب بل نطلق علية شخص متعجرف او شرير او قاسى القلب وكم من شخص يبدو على ملامحة الحزن او الكابة رغم عنة الانه يحمل مشاعر رقيقة او يعمل الخير للناس و قد يكون فنان مبدع او عالم كبير... الخلاصة فلنحاول التماس الاعذار للاخرون رغم شكلهم اوهيئاتهم ولانقف دائما موقف الناقد والمشكك فى ضمائر الناس ولنسع بعض وننشر الحب بينا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة