قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه لا تبدو أن هناك نهاية للاضطرابات فى تركيا، فمن محاولة تحركات الجيش التركى للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان ووصولا إلى التوتر الذى تسببه الحرب الأهلية فى سوريا، فإن جميع هذه الإضطرابات تظهر بوضوح فى شارع الاستقلال بالقرب من ميدان تقسيم الشهير.
وتوضح الصحيفة، فى تقرير على موقعها الالكترونى، الأربعاء، أن شارع الاستقلال المعروف بمحلاته الشهيرة والمقاهى والمعارض الفنية والوجهات الثقافية أصبحت المحال فيه مغلقة بالبوابات الحديدية وتعلق لافتات "للإيجار" وقد اختفت مكتبات بيع الكتب والمعارض الفنية.
ويصف محمد أمين صاحب أحد المحال، الوضع بأنه رهيب، مضيفا "هذا الميدان هو القلب الاقتصادى للمدينة ولسنوات ظلت المحال مفتوحة وحركة العمل جيدا جدا".
لكن بينما لا يزال الميدان مكتظ بالناس، خاصة فى الإجازات الأسبوعية، لكن تراجع عدد السائحين على نحو ملحوظ فى مقابل زيادة عدد المتسولين من سوريا. كما يشهد الميدان تواجد أمنى مكثف وتوتر ربما ناجم عن التفجير الانتحارى الذى استهدف الميدان فى مارس الماضى وأسفر عن مقتل العديد من الأشخاص.
وتقول الصحيفة إن لسنوات، شكا المثقفين فى حى بيوجولو من التغيرات التى أحدثتها الحكومة ليس فقط فى الشارع، ولكن فى الحى بأكمله. فالحى الذى كان مثل مكان عالم لدور السينما القديمة والمكتبات والمقاهى المفتوحة والحانات، تغير فى ظل الحكومة الإسلامية للرئيس رجب طيب أردوغان التى حولته إلى مكان مبتذل تهيمن عليه سلاسل المتاجر ومراكز التسوق.
وقال موسيلا يابتشى عضو غرفة اسطنبول للمهندسين، "كل المعالم المميزة التى جعلت بيوجلو مكان فريد، اختفت واحدة تلو الآخرى". وقد عارضت هذه الهيئة العديد من مشاريع التنمية الحضرية التى نفذتها الحكومة، بما فى ذلك الخاص بإزالة جيزى بارك، المشروع الذى تسبب فى اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2013".
ويضيف المهندس التركى أن الحى فقد روحه تماما. فالحانات القديمة، والمكتبات، والمسارح، وخاصة دور السينما تم إغلاقها جميعا ". ويشير إلى أن الحكومة ألغت وضع الحماية الخاص ببعض المبانى التاريخية لإفساح الطريق لأخرى جديدة. كما غيرت القانون حتى تتمكن من إنهاء عقود الإجارات القديمة، التى كانت قيمتها أقل من أسعار السوق.
وتقول الصحيفة إن سلاسل المتاجر ومطاعم الوجبات السريعة والمقاهى الفاخرة ومراكز التسوق، التى حلت مكان المبانى القديمة، تعانى الآن من تراجع الاقتصاد الناجم عن انخفاض فى السياحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة