أكرم القصاص - علا الشافعي

علا الشافعى تكتب: من "مصر" لـ"فينسيا".. يذهب الجميع ويبقى الإبداع ولو بعد عقود.. عرض فيلم Shabhaye Zayendeh-Rood الممنوع بقسم "الأفلام الكلاسيكية".. ووحيد حامد يروى تفاصيل منع البرىء وتشابه الواقعتين

الجمعة، 02 سبتمبر 2016 10:00 ص
علا الشافعى تكتب: من "مصر" لـ"فينسيا".. يذهب الجميع ويبقى الإبداع ولو بعد عقود.. عرض فيلم Shabhaye Zayendeh-Rood الممنوع بقسم "الأفلام الكلاسيكية".. ووحيد حامد يروى تفاصيل منع البرىء وتشابه الواقعتين علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ذهب الرقباء والسياسيون وبقى الفيلم".. بهذه الكلمة وقف الكاتب والمبدع الكبير وحيد حامد على مسرح دار الأوبرا المصرية مخاطبا الحضور، في افتتاح واحدة من دورات المهرجان القومي للسينما وقت رئاسة الناقد علي أبو شادي، وبعد أن تم الإفراج عن النسخة الأصلية ذات النهاية التى صاغها وحيد حامد لفيلمه "البرىء"، وهو الفيلم الذى عانى تعسف الرقابة وكان مهددا بعدم العرض وتم حينها التوصل لاتفاق يقضى بأن يصنع المخرج عاطف الطيب نهايتين واحدة  ترضي الأمن والجهات العليا وأخرى ترضي المبدعون صناع العمل.

 

فيلم" البرىء" الذي كتبه المبدع وحيد حامد  حصل علي التصريح الرقابي بالعرض العام _ وقتها كانت تتولي نعيمة حمدي رئاسة الرقابة _ولكن الأزمة الحقيقية للفيلم بدأت عندما صرخ أحد المثقفين الكبار_ المقرب من النظام _ أثناء العرض الخاص للفيلم ووسط الجمهور قائلا :"كيف يوجه العسكري بندقيته تجاه رؤسائه؟ وهو التساؤل الذى جعل الأجهزة الأمنية تتحرك وتطالب بمشاهدة الفيلم في عرض مخصص لهم، وعن هذه الواقعة يؤكد الكاتب وحيد حامد أنه :"يكن كل الاحترام لرئيسة الرقابة والتى أجازت الفيلم كاملا في وقتها، ويؤكد أن الجدل الذى حدث بعد العرض الخاص حول الفيلم هو ما جعل الحكومة تشكل لجنة من 3 وزراء في عام 1986 وهم وزير الدفاع المشير عبد الحليم أبوغزالة، وزير الداخلية أحمد رشدي، وزير الثقافة أحمد هيكل"، ويوضح الكاتب الكبير ان منتج الفيلم صفوت غطاس هو من أخذ نسخة الفيلم وقام بتقطيعها في غرفة المونتاج  وحذف المشاهد التى قد تتسبب في أزمة من وجهة نظره وحرصا  منه على إجازة الفيلم لدرجة ان المشهد الذي كان يقوم فيه أحمد سبع الليل بشراء فاكهة لأهله وهو عائد في ‘جازة من الخدمة وسأل البائع على التفاح :"ايه دا"؟ وأجاب البائع تفاح سأله بكام؟، رد البائع بـ 25 قرش، رد سبع الليل :"بلاش عشان غالي" ، رغم أن المشهد كان عاديا جدا، ويعبر عن طبيعة الشخصية، ولكن يبدو أن الخوف من منع الفيلم أو الخوف أحيانا يجعلنا ملكيين أكثر من الملك، وما أزعجنى وقتها وتسبب في غضبي أنا والمخرج الراحل عاطف الطيب أنه فعل ذلك دون الرجوع إلينا ليس ذلك فقط بل أنه أخبرنا بموعد غير صحيح للعرض الذى ستقوم فيه اللجنة الوزارية بمشاهدة الفيلم قال لنا إن العرض سيكون غدا الأربعاء في حين أن اللجنة كانت تشاهد الفيلم بالفعل في اليوم الذي هاتفنا فيه وكنت أجهز مع عاطف في "الميرديان"  لتنظيم حملة دفاع عن الفيلم، ولكن مر الزمن ولم أعد غاضب من صفوت لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح  حيث عرضت النسخة الاصلية والكاملة من الفيلم بعد مرور أكثر من 20 عاما".

 

ظهرت نهاية الفيلم التي حذفت بأوامر من اللجنة الوزارية المشكلة بدعوى أن الزمن لا يتناسب مع عرض هذه النهاية، وفيها يقوم المجند ''سبع الليل'' بقتل ضباط وعساكر المعسكر وارتكاب مجزرة فى حقهم انتقاماً للمعتقلين والمعذبين على يد زملائه بعد وصول دفعة جديدة من المعتقلين. .وظل الفيلم يعرض على الفضائيات العربية بنهاية ملفقة تؤكد علي قبول المجند "الغلبان" بالأمر الواقع ورضوخه لما يحدث حوله، حتى تم عرض الفيلم كاملا وبنسخته الأصلية  فى إفتتاح المهرجان القومى للسينما، حيث بقى الإبداع وذهب كل من وقف ضده.

 

واقعة  فيلم "البرىء"  تكرر نفسها بشكل أو بآخر مع اختلاف الدولة والتفاصيل حيث يعرض مهرجان "فينسيا" السينمائي الدولي في دورته الـ83  والمنعقدة حاليا وتستمر حتى الـ 10 من سبتمبر، فيلما كان ممنوعا من العرض للمخرج الإيرانى "محسن مخملباف"، والذي تعرض للمصادرة وشوهت نسخته أيضا وإذا كانت النسخة الأصلية من البرىء قد تم إنقاذها إلا أن "مخملباف" لم يستطع إنقاذ إلا 60 دقيقة فقط من فيلمه الذى سيعرض بعد أكثر من ربع قرن من منعه فى إيران، واستطاع مخملباف أن يحصل على نسخة مشوهة من الفيلم من داخل جهاز الرقابة على الأفلام فى إيران، ليعيد ترميمها ويحصل على الموافقة بعرض الفيلم فى مهرجان فينسيا، لتختاره إدارة المهرجان وعرض أمس الخميس فى ليلة افتتاح قسم الأفلام الكلاسيكية بالمهرجان.

 

الفيلم يتناول قصة عالم انثروبولوجيا وابنته التى تعمل فى قسم الطوارئ الخاص بالمقدمين على الانتحار فى أحد المستشفيات فى العاصمة طهران، ويرصد حياة الأب وأبنته من خلال 3 مراحل زمنية هى قبل وأثناء وبعد الثورة على حكم شاه إيران رضا بهلوى، الذى انتهى بهروبه ووصول روح الله الخمينى إلى الحكم فى 1979، وفرضه حكماً دينياً على مجتمع عاش فى نظام علمانى على مدى عقود.ويقدم الفيلم حكايات الإيرانيين من خلال كل شخص أقدم على الانتحار ودخل إلى المستشفى التى تعمل بها ابنة هذا العالم.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة