هناء ثروت تكتب: المنيا.. طائر الحب الجريح

الإثنين، 19 سبتمبر 2016 12:00 ص
هناء ثروت تكتب: المنيا.. طائر الحب الجريح هناء ثروت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المنيا.. هذه المحافظة التى اشتهرت فى السنوات الماضية بأحداث عنف وجرائم طائفية بشعة.. قد يبدو للبعض أنها محافظة دموية وقاتلة لأبنائها.. ولكن هى على العكس تماماً.. فما إن تدخل حدود هذه البلدة الجميلة حتى تستطيع أن تشم رائحة الهدوء والراحة بعيداً عن ضجيج القاهرة.. تجد الدفء والمحبة فى عيون كل من تقابلهم.. وخصوصاً لو أنك كنت منها وتركتها للعمل فى اى محافظة اخرى.. عندما تعود اليها تجد جميع عيون جيرانك واهلك تحتضنك وكأنها كانت تشتاق إليك وعندما تذهب إلى نيلها تجد الخير والصمود وتجده شاهداً على تاريخ هذه المحافظة.. ربما الآن تسأل اذا كانت المنيا بكل هذا الجمال فما الذى نسمعه عنها ؟

 

الأحداث التى أثرت فى المجتمع وهزت عرش المبادئ والقيم من السبب فيها؟ طبعا لكم كل الحق فى طرح هذا السؤال ولكن اجابة السؤال لن تقتصر على المنيا فقط.. فما يحدث فى المنيا هو نتاج تعاليم مخالفة لكل الأديان.. نتاج اندساس طيور الظلام التى انتهكت كل حرماتنا ومبادئنا وقيمنا وتقاليدنا.. هذه الثعالب الصغيرة التى افسدت كرومنا.. ابواق قد صرخت فى آذان المصريين لتفرقهم وتصنع البغضة بينهم.. بعد ان كنا نأكل فى طبق واحد ونعيد اعيادنا مع بعضنا البعض جاءت هذه الوحوش الكاسرة لتكسر وحدتنا.. نعم نجحت فى اختراق وحدة المصريين لا مسيحيين ومسلمين فقط ولكن بين المسلمين وبعضهم أيضا وحوش لا ترضى إلا برائحة الدم مستخدمين الدين ستاراً حتى ينفذوا خطتهم فى تدميرنا وشتاتنا.. ففى الفترة الاخيرة وجدنا انهم يبدعون فى أساليب العنف وتطويرها حتى نقف فى وجه بعض ولكن لأن المصريين - طينتهم اصيلة كما كانت تقول جدتى – لم تستطع هذه الطيور فى كسر وحدتنا وتجدنا سرعان ما نلتف حول بعضنا البعض.. ان افضل وسيلة لمحاربتهم ان نلتف حول بعضنا ونرفضهم ونخرجهم من ديارنا.. لقد اصابنى الحزن حينما قال لى احد الأصدقاء انتى مسافرة المنيا ليه دى كلها دم وخراب.. لا ان المنيا قد تكون مصابه كحال معظم المحافظات لكنها تشع بالحياة والدفء والخير والروح المصرية الاصيلة وقد تجلت هذه الروح ابان احداث فض الاعتصام وحينما حدثت احداث العنف هناك وأشعلوا الحريق فى سفينة فى النيل احتضن ايهاب (مسلم) زميله بيشوى (مسيحى) حتى لا يتركه وحيدا فاحترقا سوياً ولو يستطع اهلهم ان يفصلوهم عن بعض ودفنا سوياً.. ابعد هذا الرباط المقدس.. رباط الدم.. يقدر احداً ان يفصلنا أو يكسر وحدتنا.. اصدقائى ادعوكم لزيارة المنيا حتى نعطى الحياة لهذه المحافظة وننزح عنها غطاء الحزن الذى لازمها.. ادعوكم لزيارتها ولن تندموا.. حتى نضمد لها جراحها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة