سعيد الشحات

"جزيرة الورد" وصحافة زمان

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إعادة قراءة الصحف القديمة تعطى صورة نابضة عن العصر التى صدرت فيه، ومنذ نحو أسبوعين قمت بزيارة إلى مكتبة «جزيرة الورد» وهى دار نشر محترمة يملكها الأستاذ فتحى هاشم، وتتميز بثراء عناوينها وتنوعها، ولا يبالغ صاحبها فى السعر، مقتنعا بأن المكسب القليل له فوائد كثيرة.
 
ومن بين مئات العناوين فى «جزيرة الورد» توقفت أمام عناوين قيمة تؤرخ لصحف ظهرت واختفت فى مصر خلال القرن الماضى وما قبله، ومن هذه الكتب «البعكوكة وتاريخ الصحافة الساخرة فى مصر» تأليف عبد الرحمن بكر، وبدأت عام 1934 واستمرت حتى عام 1953 لصاحبها محمود عزت المفتى، وكتاب «الكشكول- حكايات من دفتر أحوال مصر» لمؤلفه أحمد عبد النعيم، ويعيد هذا الكتاب قراءة لمحتويات مجلة «الكشكول المصورة» التى صدرت عقب ثورة 1919، وأصدرها سليمان فوزى فى 24 مايو 1921، وتميزت المجلة بالأسلوب النقدى الساخر الذى وصل إلى حد التجريح لبعض الشخصيات، واتخذت موقفا سياسيا منذ صدورها وهو الانحياز التام للحكومة وانتقاد الوفد.
 
وهناك كتاب آخر بعنوان «البعبع والعفريت والغول» لمؤلفة «نبيل السمالوطى» وهو دراسة لأكثر من ثلاثين جريدة ومجلة فكاهية صدرت فى مصر مع بدايات القرن العشرين، ولنفس المؤلف كتاب «الصحافة النسائية وتاريخها فى مصر» وهو دراسة شاملة تقدم كل المجلات الصادرة عن المرأة بدءًا من مجلة «الفتاة»، وهى علمية أدبية تاريخية فكاهية صادرة عام 1893، ومجلة «مرآة الحسناء» وهى مجلة أدبية عائلية فكاهية صادرة عام 1896 ومجلة «أنيس الجليس» وهى نسائية علمية أدبية فكاهية صادرة عام 1898.
 
وهناك كتاب آخر بعنوان «عبدالله النديم- الأعداد الكاملة لمجلة التنكيت والتبكيت»، وهى المجلة التى أصدرها عبدالله النديم «خطيب الثورة العرابية»، وصدر العدد الأول منها يوم الأحد 6 يونيو 1881، والكتاب من إعداد وتقديم الدكتور عبدالمنعم إبراهيم الجميعى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، وعن موضوعات الجريدة وغايتها يقول النديم: «إنما هى صحيفة أدبية تهذيبية تتلو عليك حكما وآدابا ومواعظ وفوائد ومضحكات بلغة سهلة لا يحتقرها العالم ولا يحتاج معها الجاهل إلى تفسير».
 
يحتاج كل كتاب من هذه الكتب إلى قراءة خاصة نعرف منه، كيف كانت الكتابة الساخرة بلغتها السائدة وقتئذ، وإلى أى مدى كانت مساحة الحرية موجودة بالدرجة التى يفهم منها القارئ مقاصد تلك السخرية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة