بالصور.. أيام من "دهب".. مشاهد وحكايات تدفعك لزيارة مدينة الرمال الذهبية.. تمتع بالغطس وشُعب المرجان بـThree Pools و Blue Hole ورأس أبوجلوم.. أسعار الغرفة تبدأ من 40جنيها..تكلفة المطاعم أقل من القاهرة

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016 08:50 ص
بالصور.. أيام من "دهب".. مشاهد وحكايات تدفعك لزيارة مدينة الرمال الذهبية.. تمتع بالغطس وشُعب المرجان بـThree Pools و Blue Hole ورأس أبوجلوم.. أسعار الغرفة تبدأ من 40جنيها..تكلفة المطاعم أقل من القاهرة معالم من مدينة دهب
تحليل يكتبه مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل أتاك حديث "دهب"؟، أغلب المصريين لم تتح لهم الفرصة لزيارة المدينة الساحرة "دهب" بمحافظة جنوب سيناء، وتستحوذ شرم الشيخ على الاهتمام الإعلامى والتسويق السياحى، على الرغم من تفوق دهب فى الطبيعة واعتدال المناخ، لكن الشهرة بين المدن أيضًا حظوظ.

تقودك المصادفة أن تقضى إجازتك هذه المرة فى دهب، ترتب الأمر مع الأصدقاء، وفى الساعة الأولى بعد منتصف الليل يتحرك "الباص"! الطريق سيستغرق بين 7 إلى 8 ساعات. استعنا بالله على الشقاء، قبل أن تكتشف أنه لا شقاء ولا تعب، إنما أنت الآن على طريقك لمواعدة المتعة والجمال.

طوال الطريق ستمر على عدد من نقاط التفتيش، والقوات تؤمن ما يقارب 548 كم. قرب وصولك تبدأ الطبيعية فى التجلى، تشاهد مالم تراه عيناك من جبال شاهقة مختلفة ألوانها، الطريق فى النصف الساعة الأخيرة أيضًا مغرٍ بالمشاهدة، الطبيعة خلابة وتحوى فى بطونها خام جرانيت ليس له مثيل فى العالم، وتكويناتها فاقع لونها تسر الناظرين.

"لقد وصلنا إلى دهب، حمدًا لله على سلامتكم"، أنت الآن على البحر الأحمر، جنوب شرق شبه جزيرة سيناء على بعد حوالى 81 كلم إلى الشمال من منتجع شرم الشيخ. أول من تلتقى "عم سيد" سائق التاكسى، الرجل الذى غادر السويس منذ ربع قرن ليستقر بدهب، بعد أن انتقلت أسرته منذ عقود من قنا.

"عم سيد" قليل الكلام، لا يحب الثرثرة، يجيب على قدر السؤال، لا يتدخل فى حوارك مع أى طرف، تتذكر ثرثرة سائقى سيارات التاكسى بالقاهرة وحكايات أبنائهم الذين يعانون جميعًا من الفشل الكلوى! عم سيد لا يفاصل معك، يطرح عليك القيمة الأصلية لتكلفة المسافة، التى أخبرك بها بعض الأصدقاء المقيمين بالمدينة.

"دهب" التى سميت بهذا الاسم نسبة إلى اللون الذهبى الذى يميز رمال شواطئها الصافية، تضم خليجان هما القورة "يقع وسط المدينة" وغزالة. ورغم أنها تضم عددًا من القرى السياحية والفنادق المتفاوتة المستوى، فإن أكثر ما يميزها هو الأكشاك المصنوعة من الأخشاب وجريد النخيل والموجودة بصفة أساسية، فلا غلبة فى الإقامة، والأسعار تبدأ من 40 جنيهًا للغرفة المزدوجة فى الليلة الواحدة!

المطاعم فى دهب ليست مكلفة، ستندهش حين تقارنها بأسعار مطاعم القاهرة ذات المستوى نفسه، لتجد أنك قد تدفع بالقاهرة الضعف فى وجبتك! فى "Shark Dahab" تختار نوعية الأسماك التى تفضلها، تحتار بداية فى الاختيار، الأهم من كل ذلك ابتسامة العاملين وحسن المعاملة، الضيافة التى يرحبون بك خلالها، تزن أنت وأصدقاؤك حوالى كيلو و200 جرام من السمك، تمزح "هنحسبهم كيلو بس" فيرد النادل "نحسبهم كيلو"، تفاجأ بفاتورة الحساب "كيلو فحسب"، فضلًا عن الجودة!!

الأمر يتكرر مع مطعم "الفنار"، إطلالة المشهد على البحر، دماثة العاملين، سرعة الاستجابة والتلبية، الأمر هنا ليس مجرد خدمة ومقابل. بينما المفاجأة الكبرى أن تكون سعيد الحظ وتقودك أقدامك إلى "نماستى الطبخ الهندى"، البداية فيه بابتسامة "عمو نبيل" مسئول الصالة التى تجدها ممتلئة عن آخرها، تمازحه، "هنيجى بعد شوية، بس أوعى الأجانب دول يخلصوا الأكل الهندى"، يرد "الخير على قدومكم"، تعود والبعض لا يعرف الفروق بين الوجبات الهندية بدقة، فيساعده "عمو نبيل" بما يتلاءم وذائق "الطالب"، هل تناولت أكلة هندية "زاكية" ومشبعة بخمسين جنيهًا؟ فى "دهب" يمكنك أن تعيش اللحظة.

داخل المطعم ذاته "الشيف عصام"، بعيدًا عن "طعامة" وجباته و"طيب" الطعم والنكهة، هو مرشد رائع للمدينة. هل شاهدت "طباخًا" بلقب شيخ عرب؟ إنه الشيف عصام، الذى سيعزمكم على شاى هندى، ويصرّ "على حسابه".

فطارك فى "Leila’s Bakery"، إذا كان لديك شهية كبيرة للأطباق الأوروبية الصباحية "إنجليزية، اسكتلندية، فرنسية، مجرية، هولندية.. إلخ"، فاذهب إلى مخابز ليلى. شعارهم "تذوق ذلك وسوف تحبه"، تتناول حينها إفطارك من الخبز الفرنسى المصنوع يدويًا، وتتوه بين أنواع الجبن، لفة الحلويات، الكعك بما فى ذلك فطيرة التفاح وحلوى الشوكولاته، لتعرف أن كافة الأطعمة تعد على الطرائق التقليدية الغربية، وبخمسة وعشرين جنيهًا يمكن أن تتناول وجبتك.

فى "Leila’s Bakery" تعمل الأمريكية روز، من ولاية كاليفورنيا، يلفت حجابُها انتباهَك، تحكى قليلًا وتسرد لك قصتها، هى التى تزوجت من 33 عامًا طيارًا مصريًا، بعدها قررت أن تعيش فى مصر ليرد الزوج أنه سيكمل حياته فى الولايات المتحدة، وبعد أن تنجب روز وتسمى أبناءها "سُنة ودعوة وجنة" تقرر الانفصال والبقاء فى "دهب". تسألها "لماذا لم تتعلمين العربية؟"، "لأنى لم أذهب إلى مدرسة لغة"، تجيبك روز وتضيف "أعرف بعض الكلمات كالسوق، بكام، منين، كم كيلو" تضحك وتنهى حديثها بعربية مكسرة "أحسن من مافيش".

واشتهرت المدينة فى التسعينيات بعد أن أولتها الحكومة المصرية اهتمامًا خاصًا فأقامت الفنادق والقرى السياحية فى قلبها، وما زال يقيم فيها بعض البدو حتى الآن، بخاصة بمنطقة "العسلة" التى تحوى السوق القديم. وفى عام 2004 بدأ مسئولو محافظة جنوب سيناء فى تنفيذ خطة لإعادة تطوير المدينة تمهيدًا لاشتراكها فى مسابقة أفضل مدينة على مستوى العالم التى سبق وأن فازت بها مدينة شرم الشيخ.

وكانت دهب قبل ثلاثين عامًا مدينة صغيرة تسكنها عائلات بدوية، الذين اتسمت حياتهم بالخصوصية، والاعتماد على الصيد بشكل رئيسى، فضلًا عن قطعان الماعز التقليدية، وجمع التمور وتجفيفها، لتتحول المدينة إلى بقعة سياحية ساحرة. وأكثر الأنشطة المتداولة "الغوص"، وتظل أرخص المنتجعات لممارسة رياضة الغوص مقارنة مع منتجعات أخرى كشرم الشيخ.

"Everybody can dive"، شعار كابتن محمود فهيم، الماستر ديفير، الذى سيصطحبك تحت الماء، واحد من أمهر الغواصين، حتمًا ستخرج من الماء صديقًا له، وتعده بالتكرار فى "dahab days". بجوار مكتب محمود تلتقى كابتن زيزو "King safari" تتفق معه على رحلة submarine، يتصل بك بعدها ويخبرك بالموعد، وبالتوقيت المحدد تتجه نحو السيارة التى تنتظرك، تسأل عن كابتن زيزو لتعطيه التكاليف فيتصل بك مطمئنًا "تمتعوا برحلتكم ثم ارتاحوا،  وبعدها بأى وقت يمكنكم الدفع بمقر الشركة"، فعلًا تعود بعد الرحلة بأكثر من ساعة ونصف، وتتساءل: لماذا لم يضع فى احتمالاته أنه اليوم الأخير لكم بالمدينة؟ لكنه قانون الضيافة فى "دهب".

فى "دهب" فقط، بمئة جنيه يمكن أن تنقلك سيارة للجبل، تتناول عشاءً بدويًا على أنغام الموسيقى والرقص، وتقضى من الساعة السابعة مساءً حتى الثانية عشر بعد منتصف الليل بحضن الجبل. أو أن تقضى يومًا بمنطقة "البلو هول" Blue Hole، التى صنعها سقوط شهاب "مذنب" من السماء ليكوّن حفرة زرقاء عميقة رسمتها الطبيعة فى قلب البحر الأحمر، وتخلق أجمل منظر طبيعى يمكن أن تشاهده فى حياتك. وفى بقعة أخرى، يمكنك أن تزور منطقة الثرى بولز three pools، عبارة عن3  حمامات سباحة طبيعية وسط المياه، كونتها الصخور والشعب المرجانية، أعماقها تتراوح بين الـ 5 أمتار و30 مترًا.

لا يفوتك أن تمر بـ"رأس أبو جلوم" التى تضم العديد من الشعب المرجانية النادرة، القريبة نسبيًا من سطح المياه، ويحظر على ممارسى الغوص والسنوركلينج فى هذه المنطقة لمس الشعب المرجانية نهائيًا، ففضلًا عن أن هذا مُضر للشعب، فالشعب حادة جدًا ومن الممكن أن تصيبك حال لمستها.

فى "دهب" فقط، ستكتشف أن بعد رحلتك أصبح لك أصدقاء بالمدينة، أو قل بات لك هنا community صغير، أفراده لا يتعاملون معك لأنك سائح لابد من "حلبك" وإنما أنت ضيف عزيز لديهم، الأمر الذى يدفعك إلى التأكيد على توديع من سبق ذكرهم وآخرين منهم "سامى" مسئول أحد الكافيهات بالشاطئ، وساندرا "المشرفة" على محل الإقامة طوال بقائكم بدهب، فى "Villa Boheme & Atelier Boheme".

ساندرا الألمانية التى تركت بلادها منذ 11 عامًا تقريبًا لتستقر فى دهب، تؤكد أن السياحة المصرية هى التى أبقت المدينة على قيد الحياة بخاصة بعدما تعرضت مصر خلال السنوات الأخيرة لعدد من الحوادث التى أثرت على حركة وفود السياح الأجانب، أبرزها حادث الطائرة الروسية، تسألها عن الفارق بين "دهب" وشرم الشيخ، تجيبك بحسم "الأخيرة مدينة من البلاستيك"!


معالم من مدينة دهب

 


مطعم shark بمدينة دهب

 


الزميل مدحت صفوت يمارس رياضة الغوص

 


جمال مدينة دهب

 


معالم من دهب

 


كابتن محمود فهيم

 


أحد العاملين بمطعم shark

 


مطعم بدهب

 


أسماك فى مدينة دهب

 


Layla’s Bakery

 


جانب من Layla’s Bakery

 


جانب ثان من Layla’s Bakery

 


جانب آخر من Layla’s Bakery

 


معالم من مدينة دهب

 


جانب من submarine
 
 
 
 

مطعم الفنار دهب
جانب من "الفنار" بمدينة دهب









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة