قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن إيطاليا ستدفع قريبا أموالا لحوالى نصف مليون شاب من أجل إبعادهم عن التطرف.
فبدءا من منتصف سبتمبر الجارى، سيكون أكثر من نصف مليون شاب ممن يبلغون 18 عاما ويعيشون فى إيطاليا قادرين على الحصول على "قسائم" قيمتها أكثر من 500 دولار لكل منهم، والتى تسمح لحامليها بالذهاب إلى المتاحف مجانا، وحضور حفلات موسيقية أو مشاهدة أفلام بأسعار مخفضة.
وقال توماسو نانسينى المسئول عن البرنامج إنه يبعث برسالة واضحة، وترحيب بهؤلاء الذى يبلغون سن الثامنة عشر وتذكير بمدى أهمية الثقافة للإثراء الشخصى ولتعزيز النسيج الاجتماعى للبلاد.
ووفقا للحكومة الإيطالية، فإن البرنامج يهدف إلى إرسال رسالة أيضا للجماعات المسلحة، فعندما تم الإعلان عنه العام الماضى، أكد رئيس الوزراء الإيطالى ناتيو رينزى على ضرورة مواجهة المتطرفين ليس فقط عسكريا ولكن أيديولوجيا أيضا. وجاء هذا بعد أيام من مقتل أكثر من 130 شخصا فى هجمات باريس فى نوفمبر الماضى. وقتها قال رينزى إنه يدمرون الكتب، ونحن مكتبتا البلاد، مشيا إلى وجود معركة ثقافية.
وأوضحت واشنطن بوست أن العروض الثقافية الإيطالية معروفة جيدا وتحظى بالتقدير فى كافة أنحاء العالم، وتجذب الكثير من السائحين، ومنح أموالا مجانا لمن يبلغون الثامنة عشر فى بلد يصل فيه مستوى البطالة بين الشباب لأكثر من 35% هدفه تحفييز الإيطاليين الأصغر سنا على أن يكون لديهم خبرات إيجابية ويرون بلادهم بطريقة مختلفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة مواجهة التطرف عبر المحفزات الاجتماعية والثقافية تزداد شعبية فى الدول الأوروبية، فهناك برنامج بريطانى كجزء من استراتيجية مكافحة الإرهاب يقدم مشورة ودعم اجتماعى للشباب الذين ربما يكونوا فى خطر التطرف. لكن يظل البرنامج مثيرا للجدل لأن بعض المسلمين يرونه مبادرة تقودها الشرطة لرصد الإرهابيين المشتبه بهم. وهناك تجارب مماثلة فى ألمانيا وفرنسا على نطاق أقل، فالطلاب الفرنسيون يستفيدون بالفعل من دخول مجانى لجميع المتاحف العامة فى باريس.
إلا أن نهج إيطاليا يعتبر غير مسبوق، حيث يتوقع أن تنفق الحكومة حوالى 300 مليون دولار على البرنامج، وفقا لمن يتسحقون الحصول على المال. ويسمح البرنامج من الناحية النظرية لكل مواطنى الاتحاد الأوروبى المقيمين فى إيطاليا ممن تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر بالحصول بالمشاركة فيه، وسينتهى هذا البرنامج بنهاية العام المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة