عصام كرم الطوخى يكتب: حتى تصل إلى شاطئ السعادة الأبدية

الخميس، 01 سبتمبر 2016 02:00 ص
 عصام كرم الطوخى يكتب: حتى تصل إلى شاطئ السعادة الأبدية شخص يتعبد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عدو الإنسان الأول الذى امتلأ قلبه بمشاعر نيران الحقد والحسد تجاهنا التى لم تنطفئ بعد، إنه إبليس فقد سعى ومازال إلى إفساد حياتنا ليحرمنا من حياة الأبدية، وقد نجح مع البعض نجاحا مؤقتا بدهائه ومكره إلى جذبنا إلى حياة الشقاء والتعب والقلق والحيرة . 
 
إنه يهون ويسهل على الإنسان ارتكاب المعصية ويجعلنا نرى تلك الأفعال الشريرة المنهى عنها على أنها أمر عادى، فيظهر لنا الأشياء المحرمة على غير هيئتها وكأنه حلال فعلها، وأنها أشياء بسيطة جدا ويجعلنا نفعلها دون خوف ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وعندما تتكاثر الذنوب والمعاصى بداخلنا والتى لا يعلمها إلا الله فنرى خطايانا عظيمة فنشعر بالندم ونقحم أنفسنا فى متاهة الهروب والكبر الذى غرسه فينا، لذلك نجد القليل منا من يجرؤ على الاعتراف بها، فقد طرد إبليس من رحمة الله وفقد الأمل لذلك هو يريدنا أن نبتعد أكثر عن الله حتى لا ننال الرحمة والمغفرة. 
 
حاول أن تطهر قلبك ولا تمل من المحاولة فى إسقاط الزيف والخداع والادعاء من حياتك واطلب من الله العون فى أن ترى الأمور على حقيقتها، وأن يزيل عنك الغشاوة والعتمة لترى طريق العودة إليه وتدرك عظمة رحمته ومغفرته مهما كانت ذنوبك . 
تقول أليف شفق: "الشيطان ليس قوة خارقة تهاجمك من الخارج، بل هو صوت عادى ينبعث من داخلك!" . 
 
اقطع على إبليس كل طرق العودة إليه، فلا تجعله يقلل من حماسك ويمنع عنك خطوتك الأولى فى طلب التوبة والمغفرة، فهو يحاول دائماً أن يقنعك أن فى العمر بقية مما يخدعك مرة أخرى ويجعلك تؤجل توبتك إلى حين إشعار آخر، فتموت فاقد الأمل والعفو والرحمة لأن الموت يأتى فجأة . 
 
تقول هيلين كيلر "أمر جيد أن يصرف الناس الطيبون كل هذا الوقت لمحاربة الشيطان، لكنهم لو صرفوا نفس المجهود فى محبة بعضهم لمات الشيطان من الملل" . 
 
ابحث عن لحظة تهزك من العمق مهما كانت غفلتك ونسيانك تعترف بالخطيئة وتطلب المغفرة، عن الصوت الذى يناديك ويدعوك للتغيير، عن القلب الذى يريد أن يتطهر من الداخل، عن الأمل الباقى، عن الستر الحقيقى، عن محبة الله والباب الذى يصل إلى جنته .
 
كان أحد الرسامين يرسم لوحة من أعماله الرائعة، فأغلق مرسمه، وحرص أن لا يرى أحد ما يعمله. وازداد فضول الناس، وكثرت استفساراتهم حتى ضاق بأسئلتهم، فكتب لافتة ضخمة على باب مرسمه تقول: "اصبر- انتظر – وسترى كل شىء ." ! ولعل نهاية رحلة الحياة تحمل ذات اللافتة. ستفسر كل شىء وندرك أبعاد ما كنا فيه!
 
الحقيقة أن كل شىء سوف يتلاشى، سنفارق الحياة إلى مصائرنا المحتومة التى لا رجعة فيها والتى تنتظرنا إلى سعادة أبدية أو شقاء أبدى لذلك نجد العقلاء من يدركون قيمة الاستعداد فى حياتهم يبحثون عن جواز السفر إلى شاطئ السعادة وموطنهم الأبدى. 
 
تقول أحلام مستغانمى: "استمتعوا بالحياة فى كل فصولها وفى كل لحظة منها، فمن يصر أن يكون سعيدا سيعثر على السعادة" . 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة