م. حسام لطفى يكتب: الحب المسيار

الخميس، 04 أغسطس 2016 04:17 م
م. حسام لطفى يكتب: الحب المسيار حب - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحيانا نبحث عن أفق للحرية فالعصر دائما يطوع كل ما يراه ويعدل فى حِكمه ومعارفه وفق السلوكيات التى تعترى الحياة ووفق الزوايا التى يريد أن يختبئ وراءها فلم يعد الحب ( من أول نظرة ) كما كان سابقا ولم يعد الحب حديث العيون والأوجه والقلوب وتشابك ظلال الشجرة فروعها تعشق فروعها الاخرى لم يعد الحب ذلك الكائن الوليد الذى نحميه من قهر عملية الولادة المتعثرة لم يعد الحب كما كنا ننشده دائما سياج أمان وغطاء دفء وفرحة قلب.

أصبح الحب يلبس كثير من أرديه المصطلحات كالحب (من أول نقرة ) بديلا عن الحب (من أول نظره) والحب (الأفعى) بديلا عن الحب (الأعمى) وأردت اليوم أن أجد مصطلح جديد فى حب هذا الزمان وهو "حب المسيار" الحب المسيار حب تدهسه الذكرى وتثير عليه غبار الزيف والخداع فيه يفض بكارة البراءة وتُجهض كل المحاولات هذا الحمل المشبوه فى لقاء قلوب دامية عرفت النزف دائما فيه ميليشيات الثقوب فى الرداء وجيوش العبث فى الشعور وانتهاك حرمة المشاعر فسهام الحقيقة المرة لا يخاف منها غير الجبناء.

ففى الحب المسيار يكون فى كل بلد قلب نسافر إليه نمتهنه وندوس على وقار الحب فيه وننزع رحيق الورد فى مدة تطول أو تقصر وننتقل إلى بلد أخرى نمتهن فيها قلب أخر تعب من الشطط نخدعه بمعسول المشاعر نعتصر فيه العسل ونلتهمه التهاماً ونبحث عن بلد أخرى فى رحلة الترحال الكبرى عبر مسيرات القارات وعبر مسيرات الندم والترحال ينتقل إلى الترحاب وهنيئاً على قلبك شراب الفسق والفجور وعتمة المساء تنخر فى القلوب فتزيدها ظلاماً ومواعيد القهر تعطى للقاء مذاق العلقم المخلوط بالمر ويقولون حب وهو فى الحقيقة مخافة السقوط فى المنعطف الدائم للحقيقة ويغنون للحب وهو انتقال السلطة من قلب إلى قلب وانتقال الحكم الذاتى للعبث الأهوج وسيطرة السلطة التنفيذية لطعم شفاه باردة ليس عليها اى ألوان تجميل غير الخداع اللونى والبصرى وانعكاس سواد القلوب وتنتهى مفردات الصدق. حب المسيار نزوة قلب عشق قلب أخر لغرض غرض روح أن تعانق روح أخرى فى خفاء احتقار لوجدان أراد السعادة تفتيش لجيوب الصراع الخفى بين حراس الكلام وحراس القلوب وبعدها يلعنون الحب. حب المسيار انتقال عدوى النزف والفقر الوجدانى وانتهاءه فى قلب فيحمل أتراحه وسوداوية قلبه ومشاعره لقلب أخر ينصب عليه شباك حقده العاطفى الأنثى فيه تتزين لقاتلها تجلس فى بيت أبيها تنتظر الفارس الذى يركب حصان الزيف وهى لا تعلم ويدخل عليها شاهرا فى يده قنديل شوق وتحت ملابس حربه ألف خنجر وخنجر وتتغير معالم الحب بإضافة راء سالبة فى وسطه ومعركته الكبرى على سرير الشوق والحنين وعندما ينتهى الفارس من مسياره يستحم بالفضيلة ويتعطر بالعفاف ويهرب مرتدى قميص الغدر ممتطياً جواده ممتشقاً سيفه قاطعاً فيافى البحث عن أنثى أخرى فى بلد أخرى تُشبع غريزة القهر عنده ودائما يجدها فأحيانا يقعن فى الفخ تلك الفراشات التى ليست لها أجنحة وعقلها فى كلمة حانية وقلبها فى لمسة جاهلة. حب المسيار لا يوجد عليه شهود غير اتفاق الخفاء والسرية عن العيون غير شهود الشهوة على فراش النزوة الملعونة ولا وكيل غير الجهل والغباء بنبض القلوب ولا مآذون يعقد ذالك الحب الخفى غير شبح اللقاء تحت ستر الليل فى بناية القلوب العفنة منزل رقمه ممسوح وشقة ليس لها اى باب ودهليز معطن وجدران صدئه ومشاعر مزيفه تشمئز منها الحياة وطفل حب المسيار طفل مشوه عاق لوالديه طفل الخطيئة ليس له بدن ولا جسم أو روح طفل التشفى من الحياة طفل نطلق عليه اسم واحد وهو العجز.
أيها اللاعبون فى المشاعر أيها التاركون لجمال العواطف والبحث فقط عن نزوات القلوب

أروع مافى الحب الطهر والوفاء
أروع مافى الحب تلك الابتسامة
أروع مافى الحب صفاء روحك لها
أروع مافى الحب ظلها
عندما تجلس تعزف بالناى
تحت شجرة روعتها











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة