ياسر عرفات مناضل عنيد
تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد الشهيد الرمز ياسر عرفات أحد أبرز قادة حركات التحرر الوطنى فى العالم عامة والدول العربية خاصة، كرس حياته فى سبيل خدمة القضية الفلسطينية ودعم حقوق أبناء شعبه عبر الطرق الدبلوماسية والمقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي، مناضل عنيد تمنى الشهادة ونالها وهو متمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية.
تواصل "اليوم السابع" مع كافة قادة الفصائل الفلسطينية المختلفة التى تمثل أطيافا سياسية مختلفة حول دور الشهيد الرمز ياسر عرفات فى خدمة قضية فلسطين وتمسكه بمشروع التحرر وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وقد أجمع قادة الفصائل الفلسطينية على شخصية الشهيد ياسر عرفات التى تمثل الحالة الفلسطينية بكافة أشكالها من الكفاح والنضال والمقاومة لتحريرالأرض المغتصبة من الاحتلال الإسرائيلى.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس المخابرات الفلسطينية السابق، اللواء توفيق الطيراوى، أن الشهيد الراحل ياسر عرفات يمثل أب للهوية الفلسطينية وللوحدة الوطنية، مؤكدا أن الرئيس الشهيد ياسر عرفات قاد المرحلة النضالية بوحدة وطنية كانت تسمى ديمقراطية البنادق وكانت فريدة من نوعها بين كل حركات التحرر فى شتى دول العالم.
وأكد "الطيراوى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، مساء اليوم الخميس، أن النظرة للمصلحة الوطنية الفلسطينية أهم من النظرة للمصلحة الحزبية لأن الإيمان بالقضية الفلسطينية هو الهدف والأساس، مشيرا إلى أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلى هو الاستراتيجية التى يجب العمل عليها بين كل فئات الشعب الفلسطينى.
محمد دحلان: عرفات كان قديسا في حياته
وبدوره أحيا القيادى الفلسطيني وعضو المجلس التشريعى الفلسطينى محمد دحلان ذكرى ميلاد القائد الشهيد ياسر عرفات عبر تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى، مؤكدا أن ذكرى يوم مولده تماماً مثل يوم رحيله، مؤكدا أن الفلسطينيين ينظرون إلى الأحداث والمواقف ويسألون دائما عن "أبو عمار"، مؤكدا أنه كان قديسا في حياته و قيادته بقدر ما أصبح مقدسا في شهادته.
وأكد "دحلان" أن ياسر عرفات كان زعيما وقائدا لم يطغ و لم يتجبر بل ظل واحداً من الفلسطينيين ولم يتخل عن تلك المكانة حتى في ذروة مجده وعظمة قدرته فبعبقريته وعفويته أدرك استثنائية تلك المكانة، وقدرته على تلمس هموم الناس الوطنية والانسانية فقد كان يرصد و يهضم تلك الهموم العامة جيداً ثم يستلهم منها القرارات و المواقف، فارضاً على نفسه خطوطاً وطنية حمراء حتى وإن كانت قاتلة ، وقيوداً حياتية جوهرها بساطة العيش والإحساس بأبسط الناس، وتابع بالقول: "شعب أنجب ياسر عرفات في مثل هذا اليوم، هو شعب قادر على إنجاب ألف زعيم و بطل كل يوم، فهذا الليل لن يطول".
أحمد يوسف: عرفات قامة وطنية عالية
فيما أكد القيادى فى حركة حماس الدكتور أحمد يوسف صاحب كتاب "عرفات ذاكرة لا تغيب" أن الرئيس الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات قامة وطنية عالية ورجل صانع للهوية الفلسطينية، مشيرا إلى أن أبو عمار قاد مسيرة الفلسطينيين فى المقاومة وتحرك سياسيا من أجل التعجيل بوجود دولة فلسطينية مستقلة عقب نقض إسرائيل لكل وعودها عبر عدم التزامها لاتفاق اوسلو والتآمر على الشهيد الراحل ياسر عرفات حتى قتلته.
وأكد "يوسف" فى تصريحات خاصة لليوم السابع، مساء الخميس، أن الشهيد ياسر عرفات يمثل أيقونة النضال الوطنى الفلسطينى، مشيرا إلى أن الفلسطينيين على مختلف طوائفهم السياسية يجمعون على أن عرفات رجل يختلفوا معه لكنهم لا يختلفوا عليه وهو ما اتفقت عليه كافة ألوان الطيف الفلسطينى، موضحا أن شخصية "أبو عمار" لها مميزات فريدة وهو يعد أبا وزعيما لكل الفلسطينيين وحافظ على شعرة معاوية مع الجميع ولم يقطع التواصل مع أى فصيل فلسطينى وكان قريبا من حماس وباقى فصائل العمل الوطنى الفلسطيني.
ووصف "يوسف" الشهيد ياسر عرفات بأنه عمود الخيمة الذى حافظ على الخيمة الفلسطينية ولم تنهار فى عهده فقد أجمعت القوى الوطنية الفلسطينية فى تحركاتها على قيادة ياسر عرفات، داعيا الله أن يرحم "أبو عمار" ويتغمده برحمته وأن يسكنه فسيح جناته، مؤكدا ان كافة الأجيال الفلسطينية ستتذكر الشهيد ياسر عرفات الذى عرف عنه حبه للأطفال وانحناءه للجرحى والمصابين الفلسطينيين، موضحا أن البطل وقف داعما للمقاومة الفلسطينية ولم يخذل أحدا فهو صاحب مشروع ورؤية فقد فتح كل الآفاق وأقام علاقات للفلسطينيين فى كافة الدول بحيث أصبحت كوفية فلسطين مرتبطة بياسر بعرفات.
نافذ عزام: الرموز الكبيرة التى رحلت
ومن ناحيته قال الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن الفلسطينيين فى المرحلة الراهنة يحتاجون بشدة إلى الرموز الكبيرة التى رحلت وعلى رأسهم الشهيد ياسرعرفات والقائد أحمد ياسين وفتحى الشقاقى وأبو على مصطفى وذلك فى لحظة الخلاف والاختلاف التى تعصف بالساحة الفلسطينية، مشيرا إلى ان الفلسطينيين يشعرون بأنهم فى حاجة إلى القادة الكبار الذين تعاملوا باستمرار مع قضايا الخلاف والاختلاف، مشددا على أن الشهيد ياسر عرفات ترك بصمة كبيرة على الساحة الفلسطينية وعلى معظم حركة التحرر فى القرن الماضى، مؤكدا أن أبو عمار لم يكن مجرد زعيم مؤسس لفصيل فلسطينى وإنما رمز لحركات التحرر الوطنى فى القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين.
وأكد القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى فى تصريحات خاصة لليوم السابع من قطاع غزة، اليوم الخميس أن الرئيس الشهيد ياسر عرفات ذهب فى كل مكان فى العالم حاملا اسم فلسطين مناضلا، مضيفا:"يمثل الكثير لنا حتى وإن اختلفنا معه وانتقدنا سياسته".
كايد الغول: عرفات عنوان للثورة الفلسطينية المعاصرة
فيما أكد عضو المكتب السياسى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، أن الشهيد الراحل ياسر عرفات يعد عنوانا للثورة الفلسطينية المعاصرة فى ادارة الصراع مع العدو الصهيونى ومبادرته بدعوة الشعب الفلسطينى للمقاومة، موضحا أن أول رصاصة هى التى أطلقتها حركة فتح فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى والتى تعد بداية للثورة الفلسطينية المعاصرة وقت كانت تغلب حركة القوميين العرب العمل القومى على الوطنى، مشيرا إلى أن الرئيس ياسر عرفات آمن بضرورة استخدام العمل المسلح كوسيلة رئيسية ضد الكيان الاسرائيلى القائم على القوة والعنف واقتلاع أراضى الفلسطينيين من أراضيهم، مشيرا إلى أنه عاد ليمزج العمل العسكرى والسياسى الذى مكنه من النجاح والوصول بالقضية الفلسطينية لمحافل دولية عديدة.
وقال "الغول" فى تصريحات خاصة لليوم السابع من قطاع غزة، مساء الخميس، أن أبو عمار قام بتشجيع الانتفاضة الثانية ضد العدو الاسرائيلى وكان يحرص على ألا تصل التناقضات الداخلية لتفتيت الساحة الفلسطينية، مشيرا لإجادة أبو عمار لادارة التناقض بما يبقى سيطرته على القرار الفلسطينى والحفاظ على المؤسسة الوطنية الجامعة وعدم وجود انقسام، موضحا أن عرفات دفع حياته ثمن عدم تسليمه بالشروط الاسرائيلية والأمريكية عقب اتفاق أوسلو وتشكيل السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه يمثل حقبة فلسطينية ورمزا للثورات التحررية واستطاع بحنكة أن يدير التناقضات حيث حافظ بشكل عام على القضية الفلسطينية برغم التناقضات على الصعيد الدولى، داعيا لإعادة النظر بوظائف السلطة الفلسطينية لتحريرها من الاتفاقات وجعلها أداة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
طلال أبو ظريفة: عرفات صاحب كاريزما
و في سياق متصل أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة أن الشهيد ياسر عرفات صاحب كاريزما فى خدمة قضية فلسطين، مؤكدا حاجة الشعب الفلسطينى لقائد بمواصفات الشهيد ياسر عرفات، موضحا أنه بالرغم من الاختلاف مع أبو عمار إلا أن الفصائل كانت تدرك أن طريق الإنتصار هو طريق التحرر عبر الاستفادة بكل العناصر الفلسطينية، مشيرا لمساهمته فى تعزيز موقع منظمة التحرير الفلسطينية فى إطار المؤسسات الدولة بما فيها منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات والمؤسسات ومساهمته فى تعزيز مكانة المنظمة والمساهمة مع القوى الآخرى فى خدمة القضية الفلسطينية.
وأكد "أبو ظريفة" فى تصريحات خاصة لليوم السابع، مساء الخميس أن المرحلة الحالية التى تمتاز بمزيد من التشرذم والصراع والوفاء تحتاج لياسر عرفات هذا الرجل والقائد الكبير، مشيرا إلى أن أبو عمار كان دائما يغلب المصلحة الوطنية والتمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية على أية مصالح آنية أو وقتية أو أية محاولات للالتفاف على الثوابت الوطنية الفلسطينية من خلال حلول جزئية تتناقص مع حقوق الشعب الفلسطينى وبرنامج منظمة التحرير.
موضوعات متعلقة..
فى ندوة مناقشة "فلسطين من التأييد السياسى إلى التعاطف الإنسانى".. مصطفى الفقى: القضية الفلسطينية تراجعت بسبب غياب الكاريزما.. والسفير الفلسطينى: أخطأنا لأننا رفضنا "كامب ديفيد"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة