لا أعلم من هو هذا العبقرى الذى اقترح منح الجنسية المصرية لمن يدفع بالدولار، لا أعلم هل عدمت الأفكار والحلول لحل أزماتنا الاقتصادية مع العملة الصعبة حتى صرنا كالأيتام على موائد اللئام؟ نفكر فى بيع الوطن قطاعى وبالجملة وهى لعمرى حلول الكسالى والمتنطعين وبهلوانات الشو السياسى والاقتصادى والإعلامى.
هل أفلست القريحة المصرية وعقمت من كل الحلول حتى تصل لفكرة بيع الجنسية، وهل كلما أفلسنا أكثر صرنا نفكر فى بيع أى شىء على طريقة بيع يالطفى، ولماذا لم يلجأ أجدادنا القدامى لهذه الحلول وفى أوقات كانت مصر تمر بما هو أبشع وأسوأ من حالتنا الراهنة.
نحن نزيد طفلا كل عدة دقائق وماشاء الله نحن فى مقدمة مجتمعات الدنيا من حيث الخصوبة وزيادة المنتج البشرى، نزيد بمعدل مليونى نسمة كل عشرة أشهر ويبدو أن المصرى لفشلة فى الإنتاج والعمل أصبح لا يجيد إلا إنتاج النسل وهى مصيبة كبرى لأنه العدد فى الليمون وتكاثر كغثاء السيل والبركة فى الحكومات المتوالية منذ السبعينيات عدمت التخطيط والرؤية والاستراتيجية للأجيال المتلاحقة، للأسف كل جيل يأتى أسوأ مما سبقه وبدلا من أن نفكر فى حلول جذرية ننقذ بها الأبناء والأحفاد نسمع عن بيع الجنسية لمن يدفع بالدولار من الإخوة العرب والأجانب وهذا معناه ببساطة أن تتحول مصر لسوق نخاسة يهبط عليه من كل صوب اللقطاء والعاهرات وتجار السلاح وغسل الأموال والمخدرات وكل معدومى الهوية واليهود الصهاينة، مع احترامنا اليهودية كديانة، وأى فرز ليس له ملة أو مغامر أو لص أو إرهابى أو مجنون ببساطة يدفع ويحمل الجنسية المصرية، وهذا معناه أيضا أن الشعب المصرى الذى أثبتت الدراسات أنه يحافظ على جيناته الوراثية عبر آلاف السنين بنسبة تقترب من الـ%98 وحسب العالم المصرى الكبير د. وسيم السيسى هذه ميزه لا تتوافر لشعب آخر، الأجداد حافظوا على الهوية والجين المصرى.
من كل أنواع الغزوات لكن كانت الحضانة، بتشديد الضاد، المصرية تصهر الغازى فى بوتقتها حينذاك كان الجهاز المناعى للمجتمع أقوى وأشد ولم تكن هناك عولمة أو جوبليزشن وسوشيال ميديا وإمبريالية احتكارية، الآن نتعرض لكل أنواع غزو الهوية وسيولة الثقافات، فإذا وافقنا على بيع الجنسية نقول على مصر يا رحمن يا رحيم تاريخا وهوية وجغرافيا وهو ما جسده جمال حمدان فى كتابه الأشهر شخصية مصر، المكان والدور والإنسان.
والأخ الاقتصادى أو النائب الذى اقترح هذا الاقتراح السمج المستفز هو والحزب الذى شجع الفكرة على السوشيال ميديا أسألهم جميعا هل تقبلون أن تبيعوا شرفكم وتستأجرون أرحام نسائكم، بيع الجنسية مثل بيع الشرف والعرض تماما لمن يتدبر، ولا تكونوا مثل اليهودى الذى باع ابنته يوم السبت وعندما سألته لماذا تبيعنى يوم السبت؟ قال لأن الرب فى إجازة ولا يرانا، من يوافق على هذه الفكرة يكفر بمصر ورب مصر الذى كرمها فى كل الأديان السماوية بالاسم والصفة والزرع والإنسان فهل تريدون تشويه إرادة الله الذى توصل إليه إخناتون قبل نزول الأديان والمثل يقول «تجوع الحرة ولا تأكل بثديها»، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم على رأى المتنبى، اتعبوا عقولكم وفكروا فى حلول سليمة وليست سقيمة من نفوس مختلة وعقول شاذة، الجنسية المصرية آخر ورقة توت على جسد المصرى هاتببعوها فى المزاد؟ اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل مقلد دمياط
شكرا لكاتب المقال