دافع الاقتصادى البارز محمد العاريان عن رئيسة الفيدرالى الأمريكى، جانيت يلين التى ألقت خطابا أمس الجمعة فى جاكسون هول، قال بعض الخبراء إنه تسبب فى إرباك السوق العالمى، وجاء مبهما وغامضا.
وقال العريان فى مقال بوكالة "بلومبرج" الأمريكية تحت عنوان "يلين تبقى بحكمة الفيدرالى الأمريكى على مسار ثابت" إن خطاب يلين أمام محافظى الكثير من البنوك المركزية والاقتصاديين، سبقه توقعات كبيرة بأنها ستستخدمه للإعلان عن مبادرة ضخمة، ولكنها لم تفعل ذلك، ولم يتضمن خطابها أى إعلانات أو مفاجآت، بل ركزت تصريحاتها على موضوعات مألوفة، وأشارت لتحسن الوضع الاقتصادى خاصة "استمرار الأداء القوى لسوق العمل، وتوقعاتنا للنشاط الاقتصادى والتضخم"، مرجحة أن "ظروف زيادة معدلات الفائدة أصبحت أقوى خلال الأشهر الأخيرة".
وقال العريان إن هناك أربعة أسباب للحرص الذى اتسمت به يلين فى خطابها:
1-
الميل لهذا النهج
يوضح العريان أنه برغم أن سلفها بين برنانك، استخدم جاكسون هول للإعلان عن مبادرات ضخمة فى السياسة العامة، إلا أن يلين قللت من أهمية التجمع، وهى ليست أول رئيس للبنك المركزى الأمريكى يفعل ذلك، فآلان جرينسبان تبنى نفس النهج، وكذلك رئيس البنك المركزى الأوروبى، ماريو دراجى، الذى قرر عدم حضور النقاش .
2-
القدرة
أما ثانى هذه الأسباب، فيرى العريان أنها "القدرة"، فعند النظر إلى الفترة الماضية التى شهدت سياسات غير متوازنة اعتمدت بشكل كبيرة على تدابير نقدية غير اعتيادية، يرى كثيرون سواء داخل الفيدرالى الأمريكى أو خارجه أن البنوك المركزية أصبحت أقل قدرة على تحقيق نتائج للاقتصاد الكلى، وبسبب التحديات الهيكلية التى تواجه الاقتصاد الأمريكى، توسيع نطاق أدوات البنك المركزى الأمريكى يبدو أقل أهمية من ضرورة إقناع الوكالات الحكومية بتعزيز مسئولياتهم، وهذا يشمل تبنى إصلاحات هيكلية داعمة للنمو وسياسة متوازنة لإدارة الطلب، تشمل الاستثمار بشكل متزايد فى البنية التحتية.
3-
البيئة الدولية
ويضيف العريان أن الفيدرالى الأمريكى راقب خبرات نظرائه الذين غامروا أكثر بتبنى سياسات غير اعتيادية مثل سياسة أسعار الفائدة السلبية، معتبرا أن نتيجة ذلك لم تكن مشجعة حتى الآن، مما يؤكد المنفعة المحدودة لهذا النهج، الذى قد تسفر عنه أضرارا جانبية ونتائج غير مقصودة، الأمر الذى يعرض فى النهاية مصداقية البنوك المركزية للخطر.
4-
المخاطر السياسية
وأضاف العاريان أن بعض مقترحات التغيير فى نهج الفيدرالى يكون لديها أبعاد سياسية هامة، خاصة عندما تتعلق مثلا بالتضخم، ولكن هناك مخاطرة بأن يخسر الفيدرالى جزء من استقلاله، لهذا يحرص كثيرا ألا يصبح لاعبا سياسيا فى الكونجرس.
وختم العاريان مقاله قائلا إن يلين فعلت الشىء الصحيح، داعيا المهتمين بسلامة الاقتصاد العالمى للعمل أكثر لتحويل التركيز بعيدا عن البنوك المركزية باتجاه الوكالات الحكومية الأخرى، لأنه دون هذا التحول، ستستمر الاقتصادات المتقدمة فى معاناتها للترويج لنمو أعلى وأكثر شمولية، وللتشجيع على استقرار مالى حقيقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة