صالح المسعودى يكتب: مجلس النواب ما له وما عليه

الأربعاء، 24 أغسطس 2016 05:00 م
صالح المسعودى يكتب: مجلس النواب ما له وما عليه إحدى جلسات البرلمان ـ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تتعجل عزيزى القارئ المحترم فى الحكم على العنوان ولا تحاول أن تغلق صفحة المقال لأنى اعلم جيداً أنك مللت الحديث فى السياسة التى أصبحت عامل مشترك لأحاديث العامة قبل الخاصة ، فلن أكلفك الكثير من الوقت كما أننى اعلم حجمى جيداً فلست خبير استراتيجى ولا عالم ببواطن الأمور مثل أولائك الذين جعلوك تهرب من وسائل الإعلام بسبب كثرة تواجدهم فيها وتحليلهم لكل شيء .
 
ولا اخفى عليك سراً أننى أجبرت على الحديث فى هذا الموضوع بشكل أو بآخر، فقد طلب منى صديقى الصحفى المحترم تقييماً لأداء البرلمان فوضعنى فى حيرة من أمرى فوجدت نفسى أمام خيارين لا ثالث لهما . فإما أنافقه وابعث له بعض الكلام المعسول والظريف ( واركب الموجة) ، أو أننى أتحدث بلغة العقل من خلال شرح مبسط لظروف تكوين المجلس وما له وما عليه فكان الخيار الأخير .
 
قلت له ( يا صديق أنت تعلم أن هذا المجلس جاء فى ظروف فى غاية الصعوبة ، فقد كان الاستحقاق الثالث والأخير بعد بناء الدستور الجديد وأيضا بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكك الكثيرين فى استكمال هذا الاستحقاق نظراً لان الدستور منحه الكثير من الصلاحيات على حساب صلاحيات الرئيس ، وبما أننا تعودنا على حكم الفرد فقد توقع الكثير من الناس عدم استكمال هذا الاستحقاق ليبقى القرار وإصدار القوانين بيد الرئيس ، لكن الرئيس اخلف كل الظنون المريضة واستكمل الاستحقاق الأخير لتتم خارطة الطريق كما أريد لها ) .
 
فعند بداية الإعلان عن فتح باب الترشيح تسابق معظم المرشحين فى التزلف للرئيس من خلال وضع صورهم بجوار صورة الرئيس ليوهم المواطن أنه قريب من الرئيس وانه مدعوم وهو ناجح لا محالة ، فكانت صدمة للكثيرين عندما لم يلتفت الرئيس ولا أجهزته لتلك الأساليب القميئة التى توارثناها عقود عدة ، فكانت انتخابات شُهد لها بالنزاهة والحيادية على مستوى واسع . 
 
ثم أننا لم نتخلى عن الطباع السيئة فأراد البعض أن يبدأها بالتحالفات التى لم تختلف كثيرا عن نظام ( الحزب الوطنى ) وأشاع الجميع أنه يريد أن يكون داعماً للرئيس حتى يكون ذو حظوة ، لكنهم مثل ( الدبة التى قتلت صاحبها ) فقد اخذوا من شعبية الرئيس أكثر مما أعطوه ، فكان رد فعل الرئيس صدمة أخرى حيث رفض الحديث او الوقوع فى ( حضن) تلك التحالفات ورفض كل الآراء والنصائح التى تطلب منه أن تكون له ( حاضنة ) سياسية تدافع عنه ( وحسناً فعل الرجل ) .
 
ثم نظام مستحدث ( ومفصل) بإتقان غريب يجمع بين القائمة والفردى ، فكانت الأعاجيب بمعنى يقوم النائب ( الفردي) بكل مجهود النائب المرشح من تقديم للخدمات والتقرب للمواطن للحصول على ثقته فى حين يسعى نائب القائمة لأصحاب القرار فى التحالفات مستبعداً رضا المواطن من حساباته وإذا به يهبط فجأة على قاعة مجلس النواب فصار ولاءه الأول والأخير لذلك التحالف الوهمى صاحب الفضل الأول والأخير عليه ( إلا من رحم ربي) ، وبات المواطن يندب حظه العاثر .
 
ثم توالت المفاجآت من خلال نجاح بعض الشخصيات أصحاب ( الكاريزما ) الخاصة والتى عملت على متابعة الكثيرين لجلسات المجلس لا لشيء إلا للبحث عن بعض المواقف المضحكة التى يتندر بها الناس وظل الأمر كذلك حتى تخلص المجلس من البعض وحاول تهذيب أنياب البعض بطريقة أو بأخرى  .
 
حتى إذا توالت الجلسات وبدأ الجميع فى دراسة القوانين التى تم إقرارها من قبل الرئيس فى فترة ما قبل المجلس بدأ غياب الأعضاء وبدأ رئيس المجلس يطلب من الأعضاء عدم الخروج من الجلسة حتى يظل النصاب القانونى لاتخاذ القرارات مكتملاً ، هكذا كان المجلس يا صديقى وهكذا أصبح  .
 
ورغم كل ما سبق إلا أننى لا أنظر إلى الأمر بشكل ضبابى بحت بل أننى التمس العذر للجميع فهى تجربة جديدة على الجميع بعد اندثار الكثير من الوجوه القديمة وبداية مرحلة لو تم استغلالها للبناء ومحاربة الفساد المستشرى فى المجتمع لنهضت مصر فى جميع مناحى الحياة وفى وقت قياسى .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة