ألاعيب أردوغان لتبرير جرائم تركيا ضد الأكراد.. رجب طيب يستمد شرعية دولية لعمليات "درع الفرات" ضد كرد سوريا باسم الحرب على الإرهاب و"ضرب داعش".. التحرك التركى بدافع التخوف من قيام كيان كردى على الحدود

الأربعاء، 24 أغسطس 2016 06:50 م
ألاعيب أردوغان لتبرير جرائم تركيا ضد الأكراد.. رجب طيب يستمد شرعية دولية لعمليات "درع الفرات" ضد كرد سوريا باسم الحرب على الإرهاب و"ضرب داعش".. التحرك التركى بدافع التخوف من قيام كيان كردى على الحدود الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
تحليل تكتبه – إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عاد من جديد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لإيهام العالم، بمكافحة الإرهاب وضرب معاقل تنظيم داعش الإرهابى، وأطلق الجيش التركى فى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، على الحدود السورية التركية فى مدينة جرابلس فى شمال سوريا عمليات أطلق عليها "درع الفرات"، ويخرج أردوغان بعد ساعات من العملية ليعلن أن الهدف منها هو "وضع حد للهجمات التى تستهدف تركيا من داخل الأراضى السورية، وإزالة المخاطر الناجمة عن تنظيم "داعش" وحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردى فى سوريا.

جاءت التحركات التركية، عقب عمليات إرهابية أخيرة فى مدينة بنى غازى عنتاب وكلس فى جنوب شرق تركيا ذو الأغلبية الكردية، أشار أردوغان باصابع الإتهام إلى داعش، وبعد أيام تعلن أنقرة أنها بصدد دحر التنظيم الذى ظلت صامتة أمام تقدمه فى سوريا، بل ودعمته إلى جانب جماعات مسلحة ومنظمات متطرفة أخرى، وجعل من تركيا معبرا للمقاتليين إلى الأراضى السورية.

فى كل مرة يعلن فيها أردوغان توجيه ضربات إلى داعش يضف إليها شن عمليات عسكرية ضد "الأكراد"، و اتخذ من الحرب على داعش والمنظمات المتطرفة التى تقاتل فى سوريا المدعومة من نظامه ذريعة لشن غارات على الأكراد، ففى يوليو العام الماضى قام بشن غارات جوية لضرب مخيمات لناشطيين من حزب العمال الكردستانى شمال العراق، وخرق اتفاق الهدنة بين أنقرة ومقاتلى الحزب التى وقعت عام 2013، وكانت بدعوى دك معاقل داعش، وهو ما يفسر تخوّف أنقرة من قيام كيان كردى من أكراد العراق وسوريا على الحدود التركية.

ويمثل الأكراد حوالى 15 أو %20 من سكان تركيا، وعاشوا صراعًا متأصلًا مع الدولة التركية، بعد أن وضع أتاتورك مبادئ عامة جعل فيها القومية التركية القومية السائدة فى تركيا، وعاملت السلطات التركية الأكراد معاملة قاسية، وقاتل الأكراد داخل تركيا لسنوات من أجل الحكم الذاتى، وهو ما أثار مخاوف لدى أردوغان من أن يعلن أكراد سوريا وكردستان العراق قيام كيان أو دولة كردية على الحدود التركية السورية، تهدد وحدة بلاده.

إلا أن النظام التركى يعتبر أن قيام أى كيانات كردية على حدوده خط أحمر، اذ يعترى أردوغان رعب من تحركات العمال الكردستانى فى العراق والاتحاد الديمقراطى لأكراد سوريا، وهو ما يجعله دائم التذرع بتوجيه ضربات إلى المقاتلين الأكراد، واعتبارها منظمات إرهابية، وباعلان عمليات تركية جديدة دخلت أنقرة فى مواجهة جديد مع أكراد سوريا، وحذر الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا صالح مسلم أنقرة وقال أنها "ستفقد الكثير في المستنقع السورى".

ورغم تقديم واشنطن دعم للأكراد وتسليح مقاتليهم، إلا أنها تغيير لهجتها تجاههم بشكل مستمر، ففى الضربة التى شنها أردوغان على أكراد العراق العام الماضى، وصف مسؤول بالبيت الأبيض حزب العمال الكردستانى بالإرهابى، وأدان الهجمات التى شنها الحزب على القوات التركية، وهو موقف يختلف تمامًا مع الموقف الذى اتخذته واشنطن من دعمها قضية الأكراد، وتسليحها مقاتلى البيشمركة للتصدى لداعش فى العراقوقال أليستر باكسى، المتحدث باسم البيت الأبيض: إن لتركيا الحق فى الدفاع عن نفسها ضد هجمات المتمردين الأكراد. وتحظى تركيا أيضا فى عمليات درع الفرات بمساندة مقاتلات أمريكية، وقال نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الذى يزور تركيا بالتزامن مع العمليات، أن بلاده ستوفر غطاء جوى للضربات.

ما يفسر أن أردوغان يتذرع بداعش لضرب الأكراد، كذلك عدم التنسيق مع القيادة السورية، والموقف الروسى والصمت الإيرانى، رغم تحركات أنقرة فى فلك المحور الإيرانى- الروسى الأيام الماضية، وتصريحاتها التى أشارت إلى تراجع فى لهجتها تجاه الرئيس السورى بشار الأسد، لكنها ترى أن أولويتها تكمن فى ضرب ما يهدد أمنها القومى وهو من منظرها "الأكراد".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة