الأيام الماضية ارتفع سعر (الدولار) فى السوق الموازية لأكثر من ثلاثة عشر جنيها وهو ارتفاع كبير بكل تأكيد ولكن ما أزعجنى اكثر من انزعاجى بارتفاع سعر (الدولار) هو تعاملنا مع الموقف حينها.
فقد سارع الكثير من التجار إلى رفع أسعار السلع وذلك فى خلال اليوم الأول لارتفاع سعر (الدولار) وكأنهم قاموا بشراء السلع فى نفس يوم ارتفاع العملة الخضراء واشتروها بالسعر الجديد !! شىء عجيب جداً.
وبمجرد تخطى الدولار حاجز الثلاث عشر جنيهاً خرج تصريح من السيد حمدى النجار رئيس الشعبة العامة للمستوردين فى الإتحاد العام للغرف التجارية وقال ( أن سعر اللحوم المستوردة سيتخطى حاجز الـ50 جنيهاً فى الأسواق ) (لحوم الغلابة) وذلك طبقاً لارتفاع سعر الدولار.. وفى اليوم التالى من ذلك التصريح رفع تجار اللحوم المستوردة الأسعار وتصادف مرورى امام محل لبيع اللحوم المجمدة فى منطقة شبرا يعلق لافتة مكتوب عليها ( نعتذر لعملائنا عن ارتفاع سعر اللحوم المستوردة ) وقام بكتابة السعر الجديد وهو (50 جنيها) كما اعلن السيد رئيس الشعبة العامة للمستوردين.
وهنا يجب أن نتوقف للحظات ونتساءل...
كيف يقوم السيد رئيس الشعبة العامة للمستوردين بإعلان ذلك التصريح قبل أن ينتظر قرارات الحكومة بخصوص التعامل مع أزمة الدولار وكأن السعر الذى وصل إليه الدولار سيكون سعر ثابت؟ كيف يتم السماح للتجار برفع أسعار سلع تم شرائها بسعر قديم ؟
بعد التدخل الحكومى وانخفاض سعر الدولار فى خلال اقل من اسبوع من بداية الازمة ووصوله فى السوق الموازية تقريباً لوضعه قبل الزيادة الاخيرة بعد ان وصل لأكثر من ثلاث عشر جنيها... لماذا لم يخرج السيد رئيس الشعبة العامة للمستوردين ويعلن عن انخفاض أسعار اللحوم مرة اخرى ؟
وما حدث فى اللحوم حدث فى سلع كثيرة.. فما هو موقف مستورديها من السعر الذى وصل له الدولار فى السوق الموازية الآن ؟ وهل سيقومون بخفض الأسعار مرة ثانية ؟
لماذا نرفع أسعار سلع فى نفس يوم ارتفاع سعر العملة الاجنبية على الرغم ان المعروض فى السوق تم شراؤه بالسعر السابق للعملة قبل ارتفاعها ؟
ولماذا لا تنخفض أسعار السلع بمجرد انخفاض سعر العملة كما سبق وارتفعت الأسعار مع ارتفاع سعرها من قبل ؟
وأين الرقابة والحساب ؟
للأسف الشديد... نحن نخلق الازمات ونعيش بداخلها ونزيد من معاناة أنفسنا بأيدينا... قلة الضمير عند الكثير من الناس الان اصبحت سبب من الاسباب الرئيسية للمعاناة التى يعيش فيها المواطن البسيط... وحتى المواطن المتوسط ايضاً.
فمتى ستستيقظ عقول وقلوب قد عماها حب الدنيا والذات عن الإحساس ببشر هم شركاء لهم فى هذا الوطن... فكفا فعلاً منا اصبح يؤذينا... وكفا طمعاً.. فنحن أبناء وطن واحد.
فأنت عندما ترفع على اعباء الدنيا.. فسيرفع عليك انت ايضاً شخص اخر اعبائها... فانت معى فى الازمة... فكفى.
الدولار - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة