الشباب جميعا يسعى للمكاتب فور تخرجه، وعندما يصدم بالواقع يحبط ويعتلى كراسى المقاهى.
حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب، هى رد كافٍ لكل من يبرر وجود بطالة لمجرد أنه لم يجد عملا بمجال دراسته، وأنه ليس من العدل إهدار سنوات من الدراسة والجد فى مجال ما والعمل بآخر ،فعلى الشباب المثابرة حتى يحصل على الوظيفة المناسبة، وعدم الاكتفاء بما هو متاح والتفكير خارج الصندوق، بلد بحجم مصر، مواردها كافية لتجاوز هذه المشكلة، ولو استغلت بالشكل الصحيح، لن تجد أحدا يعانى من بطالة .
وإذا كانت البطالة سببها زيادة أعداد الخريجين وقلة فرص العمل، فالصين مثال حى، فلماذا لا نجد بطالة فيها وتعداد سكانها تجاوز المليار نسمة؟ .
الجواب: لا يكمن فى الحكومة أبدا وإنما فى شعبها المحب للعمل بكافة أنواعه، فهو لا يقف ولا يكل فهو يصنع من اللاشىء شيئا ثمينا ينافس به الجميع، لم ينتظر وظيفة تقدمها له الدولة، بل أقام سوقا للصناعات اليدوية وطور من الحرف، وإذا نظرنا لحجم مواردهم فلن نجد وهذا لم يعيقهم بل كان حافزا لهم .
ولا يمكننا أن ننسى السوريين عند دخولهم لأرض مصر بالتحديد لم يعانوا من بطالة مطلقا، فهم عملوا بكافة الأعمال رغم صغرها لا يملون ولا يتذمرون لعدم وجود وظيفة تناسب درجتهم العلمية، فأصبحوا الآن فى مكانة ولن أبالغ بها ولكنهم أثبتوا جدارتهم .
ونحن مازلنا ننتظر الإفراج عن الوظيفة الحكومية حتى يتسنى لنا احتلالها ...
البطالة الحقيقية فى عقولنا وتفكيرنا وهنا أصل المشكلة ....
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة