محمود ياسين علام يكتب: جيل "كابتن ماجد" و"زينا".. جيل المظلومين

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 10:00 م
محمود ياسين علام يكتب: جيل "كابتن ماجد" و"زينا".. جيل المظلومين كابتن ماجد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جيل الثمانينات، فئة كبيرة وذات تأثير قوى داخل المجتمع، عندما فكرت فى طرح عنوان للمقال لم أكن أتخيل كل هذه الأفكار الهائلة التى أتت إلى مخيلتى، فتخيلت مثلا جيل الثمانينات وآخر جيل الإبداع .. وآخر مواليد أوائل الثمانينات وكثير وكثير.
 
سأروى قصتى وأفتح مخيلتى وأذهب بكم إلى ما قبل عام ألفين بقليل، وهى مرحلة الثانوية لجيل 80 إلى 85 وهو ما صار الآن جيل الثلاثينات. 
 
هذا الجيل الذى ترعرع فى المدارس الحكومية فى نهاية عزها وفى وجود آخر عتاولة التعليم فى عهدها وما أكثرهم، ولكن عذرا ما أقلهم اليوم عندما كان يقف إجلالا واحتراما لهيبة المعلم، هذا الجيل الذى تشبع بالمثاليات والأحلام. 
 
هذا الجيل الذى ناهض أفكاره وذاتيته من أجل مستقبل باهر، هذا الجيل الذى ترعرع على 6 حصص دراسية دسمة وما كان ليتركها بداية من حصة الدين المليئة بالمثاليات وشيخها الجليل وروحانيات ديننا الحنيف وحفظا لبعض آياته من القرآن، ومن ثم حصة اللغة العربية وآدابها وشعرها ونحوها إلى آخره.
 
دعونا نذهب إلى الوراء قليلا ونعرف ما هو معنى كلمة الجيل، الجيل يمثل مسافة زمنية هذه المسافة تستغرق الفترة الواقعة بين الميلاد أو بلوغ العمر المتوسط، وهى تبلغ فى المعتاد الأربعين عاما، وهذا هو المفهوم البيولوجى للجيل، كما أن مفهوم الجيل يشمل كل أفراد المجتمع الذين نشأوا سويا فى مرحلة الطفولة والشباب ويشتركون فى نفس الظروف ويعيشون نفس الهموم والمعاناة ويسعون إلى تحقيق نفس الطموحات والأهداف، كما أن العلاقة الشخصية بينهم والأحداث والتجارب التى مروا بها جعلتهم يتعايشون فى جزء من مراحل نضجهم، وخضعوا أيضا لتأثيرات متشابهة وعوامل تغير واحدة، الأمر الذى يجعلهم يمثلون حلقة من الأفراد تشكل حالة متجانسة ومفهوم الأجيال .
 
 ونحن يا سادة على تفسير المتخصصين فنحن جيل الألفية، وهو جيل الثمانينات وهو جيل ملهف بالطموح الزائد عن الحد، وبالبحث عن الأمان الوظيفى وملهم بكل الاجتماعيات وقادر على تحقيق الصعاب ولكنه جيل المظلومين.
 
بالنظر إلى وضع الكثير منهم ستجد أنه شغوفا بالبحث عن عمل ولا يجده إلى الآن وحين تحقق اكثر فى الأمر ستجده مختلفا عن أقرانه من الأجيال الأخرى، فهو يسعى بكل جهده إلى إيجاد الحلول وعنده من الطاقة ما تهد الجسور، ولكن نحن فى أيام تهد الآمال وتنحر العظام.
 
هذا الجيل يا سادة هو آخر من تربى على احترام الكبير، وأن الصوت لا يعلو من الصغير وأن الألفاظ الخارجهة ستذهب به إلى الجحيم مع التقدير لكل الأجيال، ولا أريد الخوض فى تلك النقطة حتى لا ندخل فى صراع الأجيال رغم أن الفجوات بين الأجيال ستظل قائمة.
 
 ولكن هذا حديث آخر هذا الجيل يا سادة هو جيل المظلومين، فلا وظيفة ولا تأمين حتى عندما تظهر للأفق بعض الآمال تكون السنين مرت به، فقد تجاوز الثلاثين وأصبح الآن اثنان أو ثلاثة وثلاثون وليس له من الحكومة فى وظائفها نصيب.
 
 الأعزاء ..عندما تناولت شريحة من المجتمع وهى جيل الألفية فأنا لا أناهض أو أنكر أو أتغاضى عن دور باقى الأجيال فى المجتمع والتواصل القائم بينهم.
 
ولكن تحدثت عن وجع كثير من أبناء جيلى منهم من تميز وسار فى دربه ومنهم من يراجع ذكرياته الجميلة وأحداث سنينه وما مر بها من مفارقات، ومنهم من ينتظر إلى الآن عن وظيفة مناسبة تغطى احتياجاته أو تسد قدرا من حياته، أعزائى .دعونا نتذكر على آخر ما تبقى من الحياة البسيطة اللطيفة قبل أن تتحول الحياة بشكل كامل وبإيقاع مختلف ومنها على سبيل التذكرة وليس الحصر ..مما أعرفه وذكره البعض الآخر من نفس جيلى أحصره لكم بشىء لطيف وبسيط.
 
 جيل الثمانينات خصيصا يكن معزة خاصة للتليفزيون، فلم يكن فى ذلك الوقت أجهزة كمبيوتر أو إنترنت، وحتى "الدش" لم يلق رواجا كبيرا حينها، فأصبحت ثقافة ذلك الجيل مرتبطة ارتباطا كبيرا بالمسلسلات والأفلام التى يقدمها التليفزيون المصرى.
 
"هرقليز وزينا" الأمر يختلف عندما نتحدث عن شخص يعتبر رمزا للقوة والنبل، هو هرقليز، والأميرة المحاربة زينا، والتى فتنت مراهقى الثمانينات، مع صديقتها ومساعدتها الأمازونية "جابرايل" . هرقليز الذى يجوب العالم لمساعدة الضعفاء ومحاربة زوجة أبيه "هيرا" مع صديقة "أيوليس"، أحبه المصريون، وربما من أكثر اللحظات الهامة فى حياة جيل الثمانينات، تلك التى قابل فيها هرقليز وزينا، ففى اليوم التالى للقاء البطلين، لم يكن شخص فى مصر يتحدث إلا عن تلك الحلقة.
 
كابتن ماجد الرمز الكروى الطفولى، لا شك أن الأطفال يميلون بنسبة إلى كرة القدم، إلا أن الكابتن ماجد بشكل عام أزاد ذلك الحب أضعافا، خاصة مع المسميات التى وضعت لكل ضربة، مثل "الضربة المزدوجة"، وعن الحلقة التى اجتمع فيها ماجد مع عدوه اللدود "بسام" فى فريق واحد وركلا نفس الكرة فى نفس الوقت، وأثارت الحلقة إعجاب الجميع. 
 
مع غياب القدوة فى المجال العلمى والأدبى، اختار بعض أبناء "الثمانينات" أن يكون قدوتهم فى الحياة شخصيات خيالية أو كارتونية أو فنانين، فهذا الجيل أيضا حضر طمس الأدب والعلم فلم يكون ظاهرا مثل هذه الأيام من وجود نوابغ ومثقفين وعلماء ودعاة وما أكثرهم، وقد يكون السبب هو عدم توافر الفيس بوك ووسائل الاتصال الاجتماعى فى أيام طفولته حتى الإنترنت كان قليلا جدا فى بدايته ومكلف ولا تستطيع الأسرة على توفيره مثل الآن.
 
 أعزائى ستبقى الأجيال حاضرة بما قدمته من رسائل للحياة، وستبقى الحالة العمرية والمسافة الزمنية التى تفصل بين جيل وآخر، وما يميز كل جيل عن الآخر هو الثقافة وأسلوب التنشئة، ونوعية اللغة، أى وجود نمط معين من التفكير والرغبات والطموحات، تحياتى لكل الأجيال.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة