أبو بكر أحمد العتمونى يكتب: متى يختفى مبدأ "أنا ومن بعدى الطوفان" من حياتنا؟

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 12:00 م
أبو بكر أحمد العتمونى يكتب: متى يختفى مبدأ "أنا ومن بعدى الطوفان" من حياتنا؟ موظفين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن الله قد كتب الإحسان على كل شىء، هذا من قول الرسول (محمد صلى الله عيه وسلم)، وقد عرفه أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وإن الإحسان هو أعلى درجات الإيمان وقد خص الله المحسنين بحبه لهم وقربهم منه، وفى مفهومه الشامل هو المراقبة لله والنفس.

 

وإذا حققنا المراقبة فى أقوالنا وأفعالنا ستتقدم الأمم وتعلو، الهمم وتصفو الضمائر وتخبو الضغائن، فالزوج والزوجة عندما يراقبون الله فى بعضهم البعض تقل حالات الطلاق والخلع التى ضاقت بها قاعات المحاكم وتصدعت بسببها الأسر التى هى نواة المجتمع.

 

والعامل عند مراقبته لعمله فى مصنعه أو شركته يزيد الإنتاج وتجود المنتجات، والمستورد عندما يكون محسنا فلا يستورد إلا الضرورى الذى يعم بالخير والفائدة على المجتمع أولا ثم عليه بعد ذلك، وبهذا ستقل الواردات ويزدهر المنتج المحلى وتقل قيمة العملة الأجنبية أمام العملة المحلية.

 

والمعلم يكون مراقبا فى تعليم تلاميذه وتوصيل المعلومة لهم داخل المدرسة، وليس فى الدرس الخصوصى، لكى تعم الفائدة وتقل الأعباء المالية على رب الأسرة.

 

والتاجر يعمل بمبدأ الإحسان فى تجارته فلا يغش ولا يحتكر سلعة ولا يرفع سعر أخرى ولا يتهرب من الضرائب، والمسئول لا يسئىء فى استعمال سلطته ويكون رحيما بأفراد مجتمعه ويعمل لصالحهم.

 

وكل ما سردناه إنما هو على سبيل المثال لا الحصر، وما تقدمت الأمم إلا لما قام أفرادها بمراقبة أنفسهم فى أعمالهم كل فى مكانه، فأصبحوا متفوقين فى كل المجالات.

 

ففى هذه الأوقات العصيبة التى تمر بها أمتنا العظيمة، ليس أمامنا إلا استيقاظ الضمائر والبعد كل البعد عن مبدأ أنا ومن بعدى الطوفان، لأن انكسار الأمة هو انكسار لكل أفرادها، وتقدم الأمة هو العلو والرفعة لكل أفرادها.

فالله اسأل أن يحفظ مصرنا الحبيبة، وأن يعلو من قدرها.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة