أحمد المحروقى يكتب: فلنتعلم ثقافة الحياة

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016 06:00 م
أحمد المحروقى يكتب: فلنتعلم ثقافة الحياة ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نندهش كثيراً عند مشاهدة الأفلام الأجنبية أو مباراة كرة قدم أوروبية من النظام والنظافة وحسن المنظر ونخرج أصوات من أفواهنا متعجبين مما رأيناه.. وأيضا يخرج من أفواه البعض منا عبارات استهجان وتزمر من حالنا وربما يسب بعضنا الدولة أو الحكومة ويحملها مسئولية التدهور الأخلاقى الذى لحق بالمجتمع المصرى وسوء حالة المظهر فى شوارع هذا البلد المسكين.
 
وهنا يجب أن نسأل انفسنا سؤال هام وهو.... من يتحمل تلك المسئولية؟؟ المواطن ؟ ام الحكومة ؟
والإجابة هى: لا يوجد بلد أو امه فى العالم تتقدم وترتقى ويعلو شأنها بدون عمل الطرفين مع بعضهما (المواطن والدولة والمتمثلة فى الحكومة ).
 
فالحكومة مكونة من عدة اشخاص وهم من سلالة مواطن الدولة نفسة.. اذاً فهم ليسوا مستعمرين قادمين من الخارج ليحكموا المواطن وأرضه... اى ان شعب الدولة هو طرفى الدولة ( المواطن والحكومة ) معاً فلماذا اذا نهاجم انفسنا ونحمل بعضنا مسئولية اى اخفاق دون النظر إلى اننا من فعلنا ذلك فى انفسنا سواء كنا نلعب دور ( المواطن ) أو ( الحكومة ).
 
فالمواطن الذى يقوم بدور الطرف الاول فى الدولة (الحكومة) علية مسئولية كبيرة جداً وهى القيام بادارة البلاد على اكمل وجه وفى حدود الامكانات المتاحة له دون تقصير منه طالما وافق أو تطوع للقيام بهذا الدور.
فالحكومة أو كما يطلق عليها فى القانون (جهة الإدارة) تمتلك من الامكانيات الكثير مهما كانت محدودة ولذلك فان العمل الاساسى الذى وجدت من أجله هو القيام بقضاء حاجات المواطن أو الافراد المقيمين على اقليم الدولة.
 
فعلى كل (جهة من جهات الإدارة) فى الدولة القيام بالعمل الذى انشأت من اجله دون التحجج بقلة الامكانيات فهى مجبرة على العمل بكل ما اوتيت من قوة فى حدود امكانياتها ولكن ما يحدث هو تراخى جهات الادارة المختلفة فى القيام بعملها بحجة قلة امكانيان ولو عملت فى حدود المتاح لها لاختلف الوضع كثيراً. 
 
أما الأفراد الذين يقومون بدور الطرف الثانى فى الدولة (المواطن) فهم يمكن ان نقسمهم إلى عدة فئات ( مواطن فاسد – مواطن مطحون – مواطن سلبى – شاب لم يتعلم شيئا فى الدنيا غير انه يعترض دون ان يسعى إلى عمل يتحمل مسئوليته - مواطن مغلوب على امرة مهموم بمشاكل وطنه).
 
فالمواطن الفاسد هو شخص لا يعى أى شىء فى الدنيا غير كيف يقضى يومه دون النظر إلى مصلحة بلدة أو مصلحة غيرة من الافراد حتى ولو جاءت مصلحته على حساب كل من حوله ولو تسبب ذلك فى افساد حياة الاخرين فنجدة يلقى مخلفاته فى اى مكان ويسرق الكهرباء ويستحل اموال وممتلكات الغير ويتعدى على املاك الدولة بحجة انه (بيأكل عيش) وأمثلة ذلك الشخص كثيرة فى أيامنا هذه ونراها كل يوم وفى كل مكان.
 
اما المواطن المطحون فهو شخص مسالم يسعى صباحاً ومساء لتوفير لقمة العيش لأفراد أسرته وتعليم ابنائة حتى اصبح جسده نحيفاً ضعيفاً من ضغط الدنيا عليه. وتجده مستسلما لضغوط الحياة ولا يملك شيئا يقدمه لوطنه... فيكفى ما يحمله من متاعب الدنيا.
 
والمواطن السلبى هو شخص أعطاه الله المال والأسرة والعمل ويعيش حياة كريمة ولكنة لا يشغل بالة بحال بلدة ولا يفكر فى مشكلاتها وعندما تشركه فى امر يخص وطنه تجده يقول لك ( انا لا اتكلم فى السياسة ).. فهو شخص الدنيا فى نظرة هى حياته الشخصية فقط دون النظر أو التفكر فى حال البلد التى يعيش فيها أو مشكلة ما تعيشها وحياته منحصرة فى (موديل سيارته) و( فى اى مكان سيقضى عطلته الصيفية) و(حسن مظهره ).
 
أما شباب مصر فحدث ولا حرج.. فالكثير منهم اصبحوا ثوار ونشطاء يهاجمون الوطن ويستهزئون منه بمن فية من على شاشات هواتفهم وكأنهم انزل الله عليهم علوم الدنيا والآخرة وعندما تواجه يصرخ فى وجهك ويقول ( البلد عملتلى ايه) دون ان يعرف انه حتى يطالب بحقه فى الحياة من دولته عليه ان يعمل اولاً من أجلها فكيف يعطيك وطنك دون ان تعمل فليس معنى انك تعلمت وتخرجت من الجامعة تعينك الدولة فى ارفع المناصب وتعطيك أكبر الرواتب وتضع اللقمة فى فمك فعليك بالعمل اولاً لان العامل لا يأخذ راتبه مقدماً. وانام يأخذه بعد 30 يوم عمل.
 
اما النوع الاخير من انواع المواطن فهو شخص قليل الوجود... وعلى الرغم من وجود الكثير منه الا انه غير محسوس بوجوده ولا يرى بالعين المجردة ولذلك تشعر بقلة وجودة وتشعر كأنة مخلوق انقرض.
 
اما المواطن المهموم بمشاكل وطنه فهو انسان طبيعى يعيش على ارض الوطن يسعى خلف رزقه ويرعى اسرتة ويشغل بالة بحال من حوله سواء كانوا على علاقة به أو لا... ويحب بلدة كثيراً ويتألم لألمها ويفرح لفرحها ويشغل باله دائما بقضاياها... فتجده يسير فى الشارع يعتصر قلبه الماً عند مشاهدة مقلب قمامة ترتكن على سور مدرسة ويشتاط غضباً من صاحب مقهى مستحوز على شارع بأكمله ويسرق كهرباء من اعمدة الانارة فى الشارع بحجة انه ( بيأكل عيش ).. وتجده دائماً يتابع الاخبار والأحداث اليومية التى تحدث فى بلدة ومهما ضاقت به الدنيا لا يسبها ابداً لأنه يعى جيداً أن وطنه المسكين ضحية لأنواع أخرى من المواطنين وضحية لبعض جهات الادارة التى لا تعرف معنى الادارة ولكنه لا يملك فى يده شىء غير القليل وغير المؤثر فى واقع يحتاج للكثير.
 
ونخلص مما سبق ان ( مصر ) لن ينصلح حالها طالما زادت نسبة انواع المواطنين الضارين الغير نافعين لها على نسبة المواطن الصالح.. فإذا بدأ كل واحد منا بنفسه سيختلف الحال بكل تأكيد.
وأيضا لن ينصلح حالها طالما ظلت بعض جهات الادارة تعمل بنفس فكرها العتيق والمتمثل فى مجموعة من الموظفين الذين نبتت شحوم اجسامهم من فساد ادارى تغلغل فى نخاع عظامهم وتشكلت منه. وبيروقراطية متخلفة تحكم وتدير اكبر بلد عربى وأفريقى ويمتلك أكبر وأقدم حضارة فى التاريخ.
 
فمن نندهش من أسلوب وشكل حياتهم هم أشخاص أتقنوا لعب الأدوار فكل واحد منهم يعرف دورة جيداً ولا يتعدى على الآخر فالمواطن يعرف حقوقه والتزاماته جيداً ولا يتعداها والحكومة تقوم بدورها على أكمل وجه وفى حدود الامكانيات المتاحة لها سواء كانت كبيرة أو صغيرة... ببساطة شديدة هم شعوب لديها ثقافة الحياة. 
 
فإن لم نغير من أنفسنا سواء كنا مواطنين نلعب دور الحكومة أو مواطنين نلعب دور الشعب فان حياتنا لن تتغير أبداً بل ستزداد سوءا.. فكلنا ابطال قصة واحدة... هى قصة وطن يكافح من اجل البقاء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة