فى ذكرى ميلادها..تعرف على مشوار هدى سلطان الفنى ودور محمد فوزى بحياتها

الإثنين، 15 أغسطس 2016 11:10 ص

هدى سلطان

كتب محمد زكريا

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت السينما على مدار تاريخها اتجاه العديد من المطربين والمطربات للتمثيل سواء لاكتساب شهرة أكبر أو الغناء فى هذه الأفلام ولكن من بينهم قليلا ما حقق نجاحا فى مجال التمثيل والغناء معا، على رأسهم هدى سلطان التى قدمت فى مسيرتها الفنية حوالى 119 عملا فنيا تنوعت بين السينما والتلفزيون والمسرح، وتميزت فيها هدى سلطان بشكل كبير، وفى ذكرى ميلادها الذى يحل اليوم الاثنين 15 أغسطس يرصد "اليوم السابع" مشوار الفنان الكبيرة فى الغناء والتمثيل ويكشف عدد من الجوانب فى حياتها.

ولدت فى قرية تسمى كفر أبو جندى تابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية بجوار مدينة طنطا 15 أغسطس 1925، واسمها الحقيقى بهيجة حبس عبد العال الحو، اسمها الحقيقى بهيجة حبس عبد السلام عبد العال الحو، وعرفت أيضا فى بداياتها باسم "جملات"، وكانت رقم 3 بين 5 أبناء أكبرهم شقيقها الفنان محمد فوزى الذى يكبرها بـ7 أعوام، وتلته شقيقتهما الفنانة هند علام.

ظهرت موهبتها الغنائية منذ طفولتها، وعندما جاءت إلى القاهرة مع زوجها الأول محمد نجيب أصرت على اقتحام المجال الفنى، ولكنها واجهت معارضة شديدة من أهلها بينما مهد شقيقها محمد فوزى الطريق أمامها لدخول عالم الفن، مما أدى إلى طلاقها بسبب الشهرة، إلا أنها اعتمدت بعد ذلك فى الإذاعة المصرية باعتبارها مطربة.

بدأت ممارسة هوايتها بالغناء فى حفلات أعياد الميلاد والخطوبة والزواج فى محيط محدود، وزادت دائرة علاقاتها ودرست على يد الملحن أحمد عبد القادر الذى وصل بها فيما بعد للاعتماد كمطربة فى الإذاعة، وسمعها الموسيقار رياض السنباطى فتنبأ لها بمستقبل باهر فى عالم الغناء وأبدى استعداه للتلحين لها.

نال صوت هدى سلطان استحسان وإعجاب أهم الملحنين، حيث وصف الموسيقار محمد الموجى صوتها بأنه "صوت بارع وقوى يعرف فى عمق أصول الغناء المتقن"، واكتشف الموسيقار رياض السنباطى مقومات هذا الغناء الرصين عندها فكانت المطربة الوحيدة التى شاركته بطولة فيلمه السينمائى الوحيد "حبيب قلبي"، 1952، إخراج حلمى رفلة، وكان صوت "هدى" من الأصوات التى شجعت محاولات التجديد التى قام بها عبد الحميد توفيق زكى فى الخمسينيات وكان من أغانى هذا اللون أغنية "يا ورد الجناين" كلمات محمد على أحمد.

فى عام 1950، وقعت عين المنتج جبرائيل نحاس عليها، وأعجب بموهبتها، وأقنعها أنها ممثلة سينمائية ذات وجه فريد وجميل، وعرض عليها أن تشارك فى فيلم "ست الحسن" للمخرج نيازى مصطفى، وعرض عليها عقد احتكار لـ3 أفلام دفعة واحدة، ووافقت "هدى" دون تردد، فثار فوزى وسخط عليها وهددها بالقتل، ولكنها لم ترضخ وقال لها فوزى وقتها إنه تبرأ منها، واستمر الخصام بينهما طويلًا.

تزوجت هدى سلطان 5 مرات، للمرة الأولى من محمد نجيب قبل حضورها إلى القاهرة وأنجبت منه ابنتها الكبرى "نبيلة" وانفصلا بسبب الغيرة والشهرة، ثم تزوجت من المنتج والموزع السينمائى فؤاد الجزايرلى ”إلا أن هذا الزواج انتهى بالطلاق أيضاً، كما تزوجت بعد ذلك من الفنان فؤاد الأطرش ومن بعده الفنان "فريد شوقى" الذى عاشت معه 15 عاماً أنجبت خلالهما ابنتيها "ناهد – مها"، ثم تزوجت بعده من المخرج المسرحى حسن عبد السلام.

شهد زواج هدى سلطان بفريد شوقى قصة حب كبيرة ساهمت فى استمرار الزيجة 15 عاماً وانفصلا وتردد وقتها أن أحد أسباب طلاقهما هو إصرار هدى على القيام ببطولة فيلم "امرأة فى الطريق" أمام رشدى أباظة وانتهازها فرصة سفر فريد للبنان لأداء هذا الدور الجرىء، وقيل إن فريد ثار وغضب بشدة عندما علم أن البطل الذى سيقف أمامها هو رشدى لكنها أصرت عليه.

قدمت هدى سلطان مع فريد شوقى خلال فترة زواجهما أكثر من عشرين فيلماً حيث شكلا ثنائياً متميزاً فى السينما المصرية جذب جمهوراً كبيراً من عامة الشعب، وهى الشعبية التى دفعت النقاد والجمهور لإطلاق لقب "ملك الترسو" على الراحل فريد شوقى وأبرزها "الأسطى حسن" و"جعلونى مجرماً" و"رصيف نمرة خمسة" وغيرها من الأفلام الهامة.

يعد فيلم "امرأة فى الطريق" هو العمل الأبرز لهدى سلطان فى مشوارها السينمائى والذى نالت على دورها فيه الكثير من الجوائز، إلى جانب أفلام "السكرية" عن رواية نجيب محفوظ بالاسم نفسه، بالإضافة إلى أفلام "وداعا بونابرت" و"الابن الضال" مع المخرج يوسف شاهين، وكان آخر دور سينمائى ظهرت فيه بعد عشرين عاماً من انقطاعها عن التمثيل السينمائى فى فيلم "نظرة عين" مع الفنانة منى زكى كضيفة شرف.

كما أدت العديد من الأدوار فى الدراما التلفزيونية من أهمها "زينب والعرش" و"أرابيسك" و"زيزينيا" و"الليل وآخره" و"الوتد" و"ليالى الحلمية" و"رد قلبي" و"زى القمر" و"للثروة حسابات أخرى" و"على الزيبق"، وعلى خشبة المسرح قدمت الفنانة الراحلة الكثير من المسرحيات كان من أبرزها "وداد الغازية" و"الحرافيش" و"الملاك الأزرق" و"بمبة كشر" و"سيد درويش".

رحلت "هدى" فى 5 يونيو 2006، عن عمر ناهز 81 عامًا، بدون أن تعلم أنها مصابة بمرض سرطان الرئة، الذى عانت منه لمدة استمرت 4 أشهر، خوفا على حالتها النفسية، وبعد وفاة ابنتها مها بخمسين يوما، تدهورت صحتها بشكل كبير وتوفت.