فى بعض البلدان تطلق النكات من قبل مجموعة معينة تعتقد نفسها هى الأرقى على مجموعة أخرى من أبناء نفس البلد تتهمها بالغباء والجمود فالبريطانيون يطلقون النكات على الأيرلنديين كما أن السوريين يطلقون النكات على الحمصيين أما الصعايدة فى مصر فحدث ولا حرج نكات وأفلام ومسرحيات ومسلسلات وشرائط كاسيت.. إلخ، تتهمهم بما ليس فيهم من الغباء والسذاجة وجميعها تبدأ بمرة واحد صعيدى.. !!هههههههه
الغريب والعجيب أن بعض الصعايدة يحبكون النكته ويطلقونها على أنفسهم، بل ويصدرونها للخارج حتى أننى رأيت أحد المصريين فى القرية العالمية بدبى قبل عدة سنوات وهو يقول: سمعت آخر نكتة على الصعايدة !! وكان لنا نقاشاً حاداً كاد أن يصل للاشتباك عرفت بعده أنه صعيدى وجامعى للأسف!!
الغريب أن كلمة " صعيدى " والتى يعتبرها البعض إهانة، نراهم يدخرونها هم أنفسهم للمواقف التى تتطلب الرجولة والصلابة فيخرجوها ويقولون بعلو صوتهم إحنا صعايدة يابا ودمنا حامى !! وهذا إعتراف برجولة الصعيدى وقوته والتى ليست محل شك وفى نفس الوقت هو اتهام لغير الصعايدة بالضعف والهوان، وحتى النكات معظمها يدل على قوة الصعايدة وتحملهم فمثلاً قولهم ( واحد صعيدى دخل فى رجلة مسمار تناه ) إنما تدل على قوة تحمله! والنكت حتى وإن بدت بريئة إلا أنها مغلفة بعنصرية تصل إلى حد الشتيمة.
فمن المعروف عن الصعايدة هو الكرم والشهامة والرجولة والأصالة ولكن للأسف أن البعض يعتبر المحافظة على الأصول والعادات والتقاليد نوع من التخلف، كما أن على الصعايدة أن يفخروا عندما تلقى عليهم النكات فالأحجار تلقى دائماً من الصغار على الشجرة المثمرة فقط لتلقى لهم بأطيب الثمار! وهل سمعتم أن شخصا ما ألقى بطوبة على شجرة هايفة مثلاً؟!.
وأكبر دليل على أن الصعيد يشبه الشجرة المثمرة أن المتصدرون والقمم فى جميع المجالات الدينية والسياسية والعسكرية والرياضية والعلمية والطبية والأسماء معروفة للقاصى والدانى، لكن هل سمعتم أحداً يقول كان فى واحد صعيدى قاد أمة اسمه الزعيم جمال عبد الناصر أو واحد صعيدى تربع على عرش تلاوة القرآن الكريم إسمه عبد الباسط عبد الصمد أو واحد صعيدى نال لقب سير وكان أشهر طبيب قلب فى العالم اسمه الدكتور مجدى يعقوب أو أن صعيدياً كفيفاً تربع على قمة الأدب إسمه طه حسين.... إلخ
الأسماء كثيرة وكلها قيمة وقامة رفعت اسم مصر عالياً فالعالم لا يعرف صعيديا أو بحراويا مسلماً أو مسيحياً ولكن يعرف أنه مصرياً!!
ليتنا نكون قدر المسئولية ونوقف كل هذا الهزل المتمثل فى أفلام هابطة ومسرحيات مبتذلة ونعمل على كل ما يوحدنا ونضعه فى مناهج الدراسة للأطفال الصغار حتى نزرع فيهم حب الوطن وكفانا ما كان من عنصرية خبيثة قسمت مصر إلى فلاحين وصعايدة وسواحلية ونوبة ونترك كل ما من شأنه التفريق بين الشعب المصرى الصامد منذ آلاف السنين!
اللهم احفظ مصر وشعبها إلى يوم الدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة