لا يوجد أى مبرر لتراخى وتخلى الدولة بجميع جهاتها الإنتاجية عن تمويل المشاريع الفنية القومية فقد جمدت تلك الجهات مشاريع مهمة جدا، مثل مشروع مسلسل طلعت حرب للمخرجة أنعام محمد على ومسلسل "مداح القمر" عن بليغ حمدى الذى تغير وتبدل عليه أكثر من مخرج وأيضا هناك مشروع محمد على للكاتبة لميس جابر وغيرهم من الرواد الذين كتبت لهم أعمالا تخلد ذكراهم وتؤرخ للفترة التى عاشوا فيها بما فيها من إيجابيات وسلبيات.
لا تدرك الدولة أن مثل هذه النوعية من المسلسلات لها أهداف عدة ومزايا من إنتاجها فمثل هذه النوعية من المسلسلات تقوم بعملية تعريفية للأجيال الحديثة بهؤلاء العظماء الذين ساهموا فى نهضة وبناء مصر وما أحوجنا هذه الأيام من محاكاة هؤلاء البناءون وكل فى مجاله فطلعت حرب بنى الاقتصاد المصرى وأنشأ بنك مصر وأستوديو مصر وغيرها من المشروعات ومحمد على مؤسس مصر الحديثة وبليغ حمدى صاحب الثورة والتجديد فى عالم الموسيقى.
الجهات الإنتاجية الثلاثة التابعة للدولة قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الاعلامى وشركة صوت القاهرة فى جعبة كل منها العديد من المشاريع والسيناريوهات الجيدة لكبار الكتاب ولكنها مازالت حبيسة الأدراج وبعضها يتم تجميده فيهرب صناعه خارج الإنتاج الحكومى مثلما هو الحال فى مسلسل "مصطفى محمود" الذى تم تأجيله بسبب تخلى مدينة الإنتاج الإعلامى عنه وتراجعها عن المشاركة فى إنتاجه مع المنتج أحمد عبد العاطى الذى لم يجد جهة أخرى تشاركه الإنتاج بدلا من المدينة وكان من الصعب تحمل مسئولية إنتاجه بمفرده لأن المسلسل يحتاج إلى تكلفة إنتاجية ضخمة وتحضيرات كثيرة لا يستطيع توفيرها دون منتج مشارك، وجاء التأجيل بعد أن بدأ خالد النبوى ونيللى كريم فى التحضيرات من حيث المكياج والملابس.
إذا كانت الدولة بما تملكه من إمكانيات تتخلى وتتنصل عن المشاريع القومية الدرامية وتعيش فى غيبوبة درامية وتأتى فى النهاية بعض الجهات الرقابية بتقارير عن تدنى مستوى وشكل الدراما وارتفاع نسبة العنف والسلوكيات المرفوضة وبعض هذه التقارير تخرج من أجهزة تابعة للدولة وفى نفس الوقت نجد الدولة لديها المشاريع الجيدة التى تقدم القيمة والرسالة ولا تنتجها مثل ما ذكرناه بعاليه وأخرى مثلا مسلسلات 'الضاحك الباكى' عن حياة الفنان نجيب الريحانى قصة وسيناريو وحوار محمد الغيطى، و'همس الجذور' ليسرى الجندى، و'الميراث الملعون' لمحمد صفاء عامر، و'شرق النخيل' لبهاء طاهر و'شارع سمارة' لأسامة أنور عكاشة كل هذه الأعمال حبيسة الأدراج مع العلم أنها قد حصل بعض من صناعها على عرابين وأموال راحت هباء لأن مرور 5 سنوات على العمل يكون من حق مؤلفه بيعه مرة أخرى فى حالة عدم إنتاجه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة