كيف غيرت السينما المصرية حال الرجل من "سى السيد" لـ"هاتولى راجل"؟

الخميس، 11 أغسطس 2016 10:02 ص
كيف غيرت السينما المصرية حال الرجل من "سى السيد" لـ"هاتولى راجل"؟ مشهد يجمع بين سى السيد وأمينة
كتبت أسماء زيدان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعد السينما المصرية رائدة السينما فى الشرق الأوسط، حيث نجحت فى فرض الثقافة المصرية على العالم العربى، وجسدت المجتمع منذ نشأتها بعد السينما الغربية بوقت قصير، فأصبح ما تقدمه ينتظره الجميع ويأخده بعين الاعتبار، وعلى مر العصور اختلفت نظرة السينما للرجل وتباين تناولها لشخصيته، فتجلى يحيى شاهين فى دور "سى السيد"، أسطورة التسلط وحلم كثير من الرجال، وفى تطور ملحوظ قدمت السينما بفيلم "أريد خلعا" التمرد الواضح على الرجل وإمكانية المرأة من التحرر من قيوده وذلك مشروع، إلى أن وصل الأمر لـ"هاتولى  راجل" الفيلم الذى لاقى انتقادات لتشويهه صورة الرجل، ما دفعنا لبحث نظرة السينما للرجل وما قد تقدمه فى ظل التطورات المجتمعية التى نمر بها.

 

سى سيد رمز الرجولة عند المصريين

"سى السيد"، اسم نطلقه على كل رجل تصل قوته إلى حد التسلط، حيث نجحت السينما فى رسم صورة للرجل المصرى تميزه عن غيره من رجال العالم، والشخصية ابتكرها الأديب الكبير نجيب محفوظ، وجسدها الفنان يحيى شاهين، فى ثلاثية بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية، فرسم فى أذهان الشعوب صورة للرجل المصرى فى أقوى صوره.

"أريد خلعًا" الهزيمة الأولى لـ"سى السيد"

يتناول فيلم "أريد خلعا"، قضية مهمة وهى حق المرأة فى خلع زوجها، ولعب دور البطولة به أشرف عبد الباقى، وحلا شيحة، ورغم أهمية الموضوع إلا أنه يعد الهزيمة الكبرى لشخصية " سى السيد" المصرى.

"هاتولى راجل" يدمر صورة الرجل

فيلم "هاتولى راجل"

وعلى الطريقة الكوميدية يقوم فيلم "هاتولى راجل" بتبديل الأدوار بين الرجل والمرأة فنجد الأنثى المتجبرة التى تستخدم الرجل للمتعة فقط، بينما يظهر الرجل فى دور المظلوم المقهور دائمًا، فى إهانة واضحة لـ"سى السيد" الذى نشأت عليه الأجيال.

 

ماجدة موريس: السينما مرآة المجتمع ونتمى نظرة معتدلة لعلاقة الرجل بالمرأة

وتقول الناقدة الفنية ماجدة موريس، إن نظرة السينما للرجل تختلف باختلاف المجتمع، ففى الخمسينيات كان المجتمع يسمح بوجود " سى السيد"، أما الآن فإن وجدت تلك الشخصية لأصبحت محل سخرية لما نعيشه من تقدم، موضحة أن الآن لا يوجد سيادة مطلقة لرجل على امرأة والعكس صحيح.

 

كما تؤكد موريس، أن الظروف الاجتماعية والسياسية تختلف عن ذى قبل، فمن غير المنطقى أن يكون الرجل سى السيد فى بيته، وبراه "يأخذ على دماغه"، موضحة أن الأعمال السينمائية موازية للحياة، والأفكار يتم طرحها وفقا لخبرات الكاتب، وما وصلنا إليه فى بعض الآن قد يكون سببه حداثة الكاتب فى المجال والرأى فى هذا متروك للجمهور، نافية وجود توجه لإهانة الرجل فى الأعمال السينمائية.

 

وتمنت الناقدة أن تتسم السينما فى المرحلة القادمة بالعرض الحقيقى والصادق فى العلاقات بين الرجل والمرأة القائمة على المشاركة والمصداقية والجرأة، فى سياق فنى ممتع يستطيع جيل الشباب أن يقدمه للجمهور.
 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة