د. سمير البهواشى يكتب: الحج المبرور

الخميس، 11 أغسطس 2016 10:08 ص
د. سمير البهواشى يكتب: الحج المبرور حجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدأ المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها هذه الأيام رحلتهم لأداء فريضة الحج، تلك التى لا تكتب إلا على المستطيعين، ولا شك أن هناك آداباً دقيقة يجب أن يتحلى بها المسلم قبل وأثناء وبعد أداء مناسك الحج، أولها أن يكون الحج من مال حلال، وأن يكون القلب خاليا من مشاغل الدنيا فلا يكون القصد من الحج البيع والشراء وهذا ما يسميه العارفون بالله بحج الخصوص، وإن كان البيع والشراء مباحا وحلالا، ولكن يجب أن يأتى تاليا لأداء الفريضة أولا بإخلاص.

وقد جاء فى الأثر، أنه إذا كان آخر الزمان خرج الناس إلى الحج أربعة أصناف الأغنياء للتجارة والولاة للنزهة والفقراء للمسألة والقراء للسمعة، أيضا من تلك الأداب أن يكون طيب النفس بالبذل والإنفاق من غير تقتير ولا إسراف، إذ لا خير فى السرف ولا سرف فى الخير والنفقة فى الحج نفقة فى سبيل الله عز وجل، قال ابن عمر رضى الله عنهما، أفضل الحجاج أخلصهم نية وأزكاهم نفقة وأحسنهم يقينا،ً وقال (ص) الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فقيل له يا رسول الله ما بر الحج؟ فقال طيب الكلام وإطعام الطعام، ويجب على الحاج ترك الرفث والفسوق والجدال كما جاء بالقرآن الكريم، والرفث كل لغو وفحش من الكلام ويدخل فيه مغازلة النساء أو التلميحات الجنسية، والفسق كل خروج عن طاعة الله، والجدال هو المبالغة فى الخصومة، مما يورث الضغائن ويناقض حسن الخلق.

فالحاج يجب أن يلتزم بحسن الخلق بكف الأذى عن الناس وباحتماله منهم، فما نراه من تدافع الحجاج أثناء الطواف أو رمى الجمرات مما ينتج عنه إزهاق أرواح كبار السن والمرضى والنساء على الأقل ليس من مكارم الأخلاق التى يحثنا عليها الإسلام إن لم يكن من مبطلات الحج المبرور، ومن الأمور التى يستحسن إتيانها أثناء الحج عدم الاستكثار من الزينة أو التفاخر والتكاثر، فقد قال الله تعالى فى حديثه القدسى انظروا إلى زوار بيتى قد جاءونى شعثا غبرا رواه الحاكم من حديث أبى هريرة، ومن دقيق الأداب أيضا التقرب إلى الله بإراقة دم، وإن لم يكن واجبا ويجتهد أن يكون من سمين النعم ونفيسه وليأكل منه إن كان تطوعاً ولا يأكل منه إن كان واجباً، والمقصود من ذلك تزكية النفس وتطهيرها عن صفة البخل وتزيينها بجمال التعظيم لله عز وجل، فلن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم.

وهناك علامات تدل على قبول الحج إذا وجدها الحاج فى نفسه بعد عودته فليشكر الله، وليجتهد فى عمل الطاعات، منها أن يجد قلبه قد ازداد تجافيا عن دار الغرور وانصرافاً إلى دار الأنس بالله، ويجد أعماله قد اتزنت بميزان الشرع، فإن كان ممن يقدرون على مصاريف الحج مرات ومرات فيكتفى بحج الفريضة وينظر فى أهله وجيرانه ومن يعرفهم إن كان منهم من يمنعه فقره من إكمال تعليمه فيتكفل بتعليمه، وإن كان من بينهم من لا تستطيع تجهيز نفسها للزواج فيساعدها ومن لا سقف لبيته فيستره بسقيفة تقيه حر شمس الصيف ومطر الشتاء، فإن كان ما يجده فى نفسه بخلاف ذلك بل القسوة على الأقارب والاحتقار للفقراء وتصدق الرياء والشهرة فيوشك أن يكون حظه من السفر والحج السابق هو العناء والتعب والعياذ بالله.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة