محـمد شـوارب يكتب: بالتعاون والتكاتف نقضى على كل مشاكل الأمة

الإثنين، 01 أغسطس 2016 06:00 م
محـمد شـوارب يكتب: بالتعاون والتكاتف نقضى على كل مشاكل الأمة علم مصر - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أنه يصعب على كل إنسان يعرف الكتابة أن يكتب عن مصر وفضائل مصر ومزايا أهلها، لأن مصر هى البحر الخضم الذى لا يدرك قاعه أى أحد، فهى أمر مذهل ومهول، وكم لها من تاريخ فى الإسلام العظيم، لذا عندما أكتب عن بلدى فإننى أكتب بكل جوارحى وعواطفى ومشاعرى وحبى مما يجعلنى أبثها كل عواطفى وحبى.

فمصر هى من فضلها الله على سائر البلدان (مع الاحترام لكل أمتنا العربية وبلادها)، فهى مثل الناس الذين يفضل بعضهم على بعض، والأيام والليالى على بعض، فلقد شهد الله لها فى كتابه العزيز بالكرم وعظم المنزلة، وقد ذكرها باسمها، وخصها دون غيرها، وكرر ذكرها. فقد شهدت استخراج الأنبياء والعلماء والحكماء والدعاة والخواص والملوك والعجائب بما لم يخص الله به بلداً غيرها، ولا أرضاً سواها.

يقول الصفدى: من شاهد الأرض وأقطارها والناس أنواعاً وأجناساً، ولا رأى مصر ولا أهلها فما رأى الدنيا ولا الناسا.

فهى أم البلاد وقرارة فرعون ذى الأوتاد، ذات الأقاليم العريضة والبلاد ذات العمارة المتناهية بالحسن والنضارة، ومجمع الوارد والصادر، ومحط الراحل الضعيف والقادر، وبها ما شئت من عالم وجاهل، وجاد وهازل، وحليم وسفيه، ووضيع ونبيه، وشريف ومشروف، ومنكر ومعروف، فقد تموج موج البحر بسكانها، فقد صدق من قال: إنما هى الجنة الدنيا لمن يتبصر.

مصر اليوم بعد ما مرت به من ثورة أو ثورتين لابد أن تعود لكل المصريين والعرب أجمع، فهى دائماً الشقيقة الكبرى الحضن الدافئ لكل العرب، تحمل الهموم والأوجاع المصرية والعربية، تحل المشكلات وتدرأ فى نحور أعداء الأمة، وتدفع شرورهم، فهذا هو قدر وعطاء دور مصر الذى قدره الله - تعالى - لها منذ أن حملت راية القيادة فى العالم الإسلامى والعربى بعد سقوط بغداد، وقد أوقفت مد التتار الهمجى ودحرته فى عين جالوت، أيضاً ردت مصر الحملة الصليبية بقيادة لويس وأذاقته ألم المرارة والهوان بفضل الله تعالى. ولا ننسى أن مصر أنقذت العالم العربى بأكمله من شر العدوان الإسرائيلى بانتصارها على الإسرائيليين فى حرب أكتوبر 1973، فتلك هى مصر، ولن تكون مصر إلا بالأيدى المصرية أجمع من مسلم وقبطى وكل جنس يتمتع بالجنسية المصرية الأصيلة فمصر قوة جليلة ضخمة لا تخشى أى أحد ولا تخاف ولا تهاب من أحد.

تعيش مصر والأمة العربية مرحلة أسوأ مما كانت تعيش عليه فى الماضى، فدائماً الأمة تتعرى عن ثيابها العربى ولا تجد من يقوم بغطائها إلا أن تتحد الأيادى كلها. فلقد كان الربيع العربى خيبة أمل مدسوسة على المصريين وكل العرب أجمع، فلم يرقى بالأمة ويدفعها إلى الأمام، بل أرجعها عشرة سنوات للخلف وربما أكثر، لعب الموساد الاسرائيلى والأمريكى أصحاب الفكر المغلوط فى أذن بعض الجماعات والطوائف والفئات العربية بأن يتحرروا من قيادتهم السياسية تحت اسم (الديموقراطية)، ولكن هيهات على كل من هذه الجماعات والطوائف أن تنتصر على شعوبها.

ولكن دون جدوى فقد انكشف هذا الملعوب اللعين الذى دمر كل البلاد التى مرت وعاشت الربيع العربى من كل خائن وعميل علينا من الداخل والخارج.. نعم.. فليقل لى أحد بأن هناك بلد عربى أصبح يتمتع باقتصاد قوى وارتقاء بخدمات تفيد ويستفيد منها العربى - العربي، للأسف الشديد كلنا نعانى بما أحدثه هذا الربيع الخائن الدسيس العميل، فعلى كل عربى مخلص لوطنه ولبلده أن يحث ذلك ويعي، ولينظر إلى العراق بعد موت صدام حسين أصبح يعانى الحرب الأهلية وليته يحارب عدو يقصد بلده وشعبه، سادت الحرب والإرهاب بين السنة والشيعة للأسف وغيرهما.. اللذان يعيشان على أرض دجلة والفرات مع أن الكل يتمتع بالجنسية العراقية.. فلماذا كل هذه الحروب والإرهاب بين هذه الطوائف ومتى أفاد وأستفاد الشعب العراقى الشقيق إلا إزهاق الأرواح البريئة التى خلقها الله لتتمتع بنعيم الحياة، وأنظر عزيزى إلى اليمن الشقيق الذى يحارب بلداً عربياً جليلاً من قِبل الحوثيين. ماذا أفادت هذه الاختلافات؟ وماذا أعطت اليمن لشعبها إلا التمزيق وزهق الأرواح. وهناك عشش الإرهاب الذى يسكن فى الجزائر وتونس وكل هذا وذاك بألاعيب أمريكية وصهيونية لا تريد الأمن والأمان لبلادنا العربية المجروحة. ليبيا الجريح الصغير الذى يعانى الخونة (دواعش) المدسوسة علينا من أمريكا كى يخربوا هذا البلد الذى لم يشهد فى عهده مثل هذه (الدواعش) الحقيرة التى ليس لها هدف ولا معنى يدفع ويرقى البلاد إلى الأمام إلاّ الخراب والدمار والفكر المغلوط.

فيا كل عربى أصيل أنت تنتمى إلى بلدك ووطنك الذى هو فى أشد الحاجه إليك، أعلم أن أمريكا وما ورائها إلا دمار الأمة العربية وليس إصلاح الأمة، فكن يقظ، فنحن فى حاجه إلى صدر رحب وعقل مستنير وحوار رفيق هادئ.

فنحن جميعاً سواء فى مصرنا الحبيبة أو أمتنا العربية الحبيبة فى أشد الحاجه إلى يد حانية تمسح آلام الناس وتزيح الهموم وتفرج الكروب عن كل مصرى وعربي، وتنفس عنه عظيم ما يجد من النفع وليس الخراب والإرهاب والدمار، علينا أن نعيد تربية أنفسنا وثقافتنا التى تؤهلنا لإستلام مفاتيح الريادة والسيادة على العالم من جديد مثلما حدث فى الماضى، علينا بالحوار اللين الرفيق بيننا سواء فى مصرنا أو فى أى بلد عربى، علينا أن نتحد ونتعاون على حل مشاكلنا التى تخدم أمتنا وفقراء ومساكين الأمة.

لابد للجميع من مختلف الطوائف والجماعات والسياسات أن تعمل على انطلاقة جادة للإصلاح والتنمية ما بين الشعب الواحد والأمة الواحدة، علينا أن ندعو إلى التآلف والمحبة والود والإخلاص فيما بيننا. وعلى الحكومات أن تعيد النظر فى كل وسائل الإعلام غير الهادفة، ومناهج التعليم وطرق إدارة الوزارات الخدمية، وأن تكون متأهبة لحمل المسؤولية بكل ضمير وإنسانية، وأن تحاول جاهدة أن تعيد للناس الثقة فى أنفسهم وبلدهم وبلدانهم، وأصحاب المناصب والأعمال فيها، وهذا ليس بالأمر المستحيل.

فمصر هى المفتاح، فعلينا أن نفتح الأبواب أمامنا جميعاً أكثر قدرة وأحسن دأباً واجتهاداً، يقول الله عز وجل (لو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).

فهيا يا مصرنا الجميلة أبدئى بنفسك وشبابك وجميع طوائفك وجماعاتك ارجعوا إلى حضن مصر الذى هو أدفء الأحضان حناناً.. هيا عيشوا برخاء العيش، وجمال الحياة بين ربوع بلادنا، علينا جميعاً أن نعتز ببلادنا وأمتنا العربية، علينا أن نكون مخلصين فى حب بلادنا وأمتنا، فالكل سوف يرحل يوماً ما إلى ربه، فلنترك لأولادنا وأحفادنا دفء الحنان الوطنى المخلص للوطن، نترك لهم العلاقة الطيبة ولا نترك فيهم الحقد والبغضاء مثلما يحدث الآن.

نحن قادرون على أن نكسر كل القيود التى أتت إلينا من الغرب، علينا أن نتصالح فيما بيننا فتصبح مصر والأمة العربية حرة صادقة كأخلاق أهلها وأمتها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة