ليس بنقص الخبز وحده يجوع الصعيد.. مؤسسات الثقافة فى بلاد الجنوب "شكلية"

الأربعاء، 27 يوليو 2016 09:00 م
ليس بنقص الخبز وحده يجوع الصعيد.. مؤسسات الثقافة فى بلاد الجنوب "شكلية" قصر ثقافة سوهاج
كتب أحمد جودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدم الجهاز المركز للإحصاء تقريرا عن الفقر فى ربوع مصر، والملاحظ والمتوقع أن الصعيد كان له نصيب الأسد فى هذا التقرير، حيث أثبت أن محافظتى سوهاج وأسيوط يعانى أهلهما الفقر المدقع وتنعدم فيهما الخدمات فى شتى المجالات، وبدورهم اعتبر مثقفو وشعراء الصعيد تقرير المركزى للإحصاء هو مجرد لمحة عن معاناة الأهالى هناك، مؤكدين أن الواقع أسوأ ممكن يكون، وتحتاج محافظات الصعيد إلى حزمة من الاجراءات الفعلية تجاه القرى والمدن وتقديم تنمية شاملة حقيقية، وليس الاكتفاء بالوعود والتسويف فقط.

قال الشاعر والروائى ماهر مهران، إن مسئولى محافظات الصعيد لا يدركون أهمية الثقافة بأنشطتها المختلفة، ولم يبادر محافظ أسيوط فى حضور أحد الاحتفالات الجماهيرية الثقافية بقرى المحافظات والتى يحضرها مئات الأهالى ويتجاهلها دون أن يرسل أحد مسئولى المحافظة، لافتا إلى أن محافظ أسيوط يتفنن فى فرض الضرائب والإتاوات على المواطنين دون تقديم خدمات حقيقية تذكر، وفرض ضريبة للنظافة غير الضريبة الموجودة ويدفعها الأهالى فى وصل الكهرباء.

وأضاف مهران فى تصريحه لــــ"اليوم السابع" أن باقى محافظات الصعيد تفتقر إلى الخدمات الثقافية، بحيث لا توجد مكتبة عامة ، والقائمون على مكتبات قصور الثقافة ومدارس التربية والتعليم تسند إلى موظفين وليس مثقفين، يعاملون القراء والزائرين معاملة سيئة، ولا تتجاوز ميزانية كل مكتبة من مكتبات التربية والتعليم 300 جنيها سنويا.

وأكد الكاتب والروائى ماهر مهران، إن الكتب الموجودة بمكتبات التربية والتعليم فى محافظات الصعيد قديمة وبالية، لا تحرك فكرا أو تنشر واعيا، بسبب تعاقد التربية والتعليم مع دور نشر محددة لمصالح خاصة ، مشيرا إلى أن هذه المعاناة والأزمة تنتقل نفس الشئ إلى مكتبات قصور الثقافة بالاتفاق مع دور نشر معينة، ولا توجد كراسى صالحة او وسائل للتهوية، فلابد أن يكون المسئولين بمحافظات الصعيد على وعى بأهمية الثقافة ، وفرض رقابة على المختصين والقائمون على المكتبات المختلفة.

ومن جانبه، قال الباحث والشاعر فتحى عبد السميع، إن الخدمات الثقافية المقدمة لأهالى الصعيد منعدمة تماما، فلا يوجد سوى قصرين للثقافة الجماهيرية يعملان فى منطقة الصعيد بالكامل، لافتا إلى أن تقرير الجهاز المركزى حول خدمات للصعيد مشرق عن الواقع لاعتماده فى النهاية على إحصائيات.

وأكد "عبد السميع" فى تصريحه لـــ"اليوم السابع" أن قصور الثقافة بلا إنتاج أو أنشطة فى مناطق الصعيد ، والخدمات التى تقدمها وجودها أشبه بعدمها، موضحا إلى أن هناك قصور ثقافة تم وقف نشاطها الرسمى ، وأخرى يتم عمل ترميمات لها ولكن تأخذ وقتا طويلا.

فيما أكد الشاعر أشرف البولاقى، أن الخدمات التى تقدم لأهالى الصعيد ضعيفة تماما وأن محافظات الجنوب كمحافظة قنا لوجد الحال أكثر فقرا وتردى الخدمات المختلفة، رغم وجود إبداع حقيقى يشهد له الواقع المصرى والعربى ولكن البيئة تحتاج إلى تنمية شاملة من الجهات المختصة.
وأشار "البولاقى" لـــ"اليوم السابع" أن قصور الثقافة آيلة للسقوط خاصة فى محافظة قنا بالاضافة إلى مواقع ثقافية أخرى تحتاج إلى ترميم وأخرها كان قصر ثقافة أبو طشت ، مؤكدا أن الطبيعة القاسية لمحافظة قنا يتطلب فيها توفير السلع الثقافية وتنفيذ تنمية شاملة للأهالى فى أقرب وقت.

وأوضح أن الخدمات الثقافية للوزارة بمحافظة قنا فى أمس الحاجة للتوجه لها وتدشين الفعاليات الثقافية المختلفة لجذب الأنظار اليها خصوصا أن محافظة الأقصر ذو طابع سياحى، وأسيوط هى أقرب إلى القاهرة ولهم اهتمام خاص من المسئولين.

بينما قال الشاعر حسين القباحى، إنه من المنطقى جداً أن تأتى نتائج أية بحوث أو إحصاءات أو دراسات ترصد مظاهر التنمية فى شتى مجالاتها على أرض هذا الوطن بأن تتصدر محافظات الصعيد بصورة عامة قائمة المحافظات الأكثر فقرا وحرماناً واستبعاداً من المشروعات التنموية والخطط الهادفة لتحسين الواقع ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وذلك نتيجة طبيعية لخط متصاعد ومستمر من الإهمال والتهميش اتبعته الحكومات المتعاقبة على حكم مصر لأكثر من خمسين عاماً و يستمر إلى الآن.

وأضاف " القباحى" لـــ"اليوم السابع" "فى مجالنا الثقافى نرى أن الدنيا قامت ولم تقعد إلى الآن وهى ترى واحداً من أبناء الصعيد المبدعين و النابغين النابهين قد تبوأ مقعد الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وهو مستحق لما هو أكثر فيتم إقصاؤه وهو على ذلك غير آسف ولا حزين لكن الحزن للوطن والكفاءات التى تحرمها جماعات المصالح خشية وحذراً على مصالحها وفضح هشاشتها من أن تكون جزءاً من قاطرات التنمية الثقافية التى تدفع للأمام».

وأكد الشاعر حسين القباحى، أن هذا المشهد يتكرر الآن و بصورة أكثر فجاجة وصفاقة مع مبدع صعيدى مرموق ومؤثر فى محيطه و فى المشهد الثقافى المصرى العام لمجرد فقط أنه تم تكليفه برئاسة تحرير سلسلة وحيدة من عشرات السلاسل التى ربما يترأس تحريرها من لا يستحقون.

وأشار إلى أن هذا جانبا وحيدا لكنه كاشف ودال على تلك النظرة العنصرية البغيضة وعلى هذا التوجه العام لمؤسسات الدولة والقائمين عليه تجاه الصعيد وأبنائه وقس على ذلك النصيب المخصص للبرامج الثقافية والبنية الأساسية و الإنشاءات ووجود وانتشار قصور وبيوت الثقافة وانعدام وجود المسارح والدور العرض السينمائى والمكتبات العامة وغير ذلك، الصعيد قنبلة موقوتة إذا انفجرت فستكون فى وجه الوطن بأسره و قد حذرنا من ذلك مراراً.


موضوعات متعلقة..


الإحصاء: 27% من سكان مصر لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية.. ونسبة الفقر هى الأعلى منذ عام 2000.. وسوهاج وأسيوط أكثر المحافظات فقرا بنسبة 66%.. و11.8 مليون مواطن ينفقون أقل من 333 جنيها شهريا








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة