عندما دقت الساعة السابعة صباحا والمنبه يصرخ قفز ياسين فى همة ونشاط فأمامه اليوم مسابقة لاختيار التصفية الأولى التى ستشارك فى نجم الضحكة الأولى وهى المسابقة الأولى والفريدة من نوعها فى أحد فنادق القاهرة الكبرى بالقرب من مطار القاهرة وتم اختيار هذا المكان بعناية فقربه من مطار القاهرة يعطيه أفضلية لحضور النجوم من خارج مصر بسهولة وسفرهم مرة اخرى وكان ياسين قد اشتهر باسم اسماعيل ياسين لخفة ظله وقفشاته المتكررة مما جعل اصدقاؤه يصرون على ان يتقدم لهذا البرنامج رغم انه لم يكن يرغب فى البداية لخوفه من الفشل والاحباط ويقينه أن النجاح لا ياتى عن طريق المسابقات التى يتقدم لها الآلاف فهو يعلم انها مجرد سبوبة ودخل للقناة من الاعلانات والشو الاعلامى الذى يصاحبها.
كان يمثل على مسرح الجامعة ولكن هذه الادوار البسيطة لم تمنحه تأشيرة دخول عالم السينما والتليفزيون فإذا لم يكن لك علاقات بالعاملين فى المجال تأكد انك ستظل دائما فى الظل. ولن يعرفك أحد. قام ياسين بتحضير مشهد من أحد الافلام القديمة وأضاف إليها بعض النكهات العصرية وحفظه جيدا وقام كما قلنا فى بداية القصة وإرتدى ملابسه ووصل الفندق التاسعه صباحا فلم يكن هناك الكثير من الشباب الذين توافدوا بغزارة بعد مرور ساعه من وصول ياسين الذى كان أول المتقدمين وبالتأكيد عند وصول لجنة التحكيم التى باتت هذه الليلة فى الفندق حيث أمامهم عمل مرهق لاختيار خمسة من المئات التى تنتظر بالخارج.
وجوه حائرة شباب وبنات يحدوهم الامل فى الوصول ولو حتى للظهور فى التليفزيون حتى لو خرجوا من أول تصفية ولجنة التحكيم تتكون من ثلاث نجوم الاول ممثل كوميدى والثانى ممثل يعمل بأدوار ثانوية والثالثة مطربة ولا نعلم كيف جاءت إلى مسابقة للتمثيل وأيضا للكوميديا ووسط هذه الاجواء قام أحد المنظمين بالنداء على المتاسبقين وطبعا يتصدر ياسين القائمة وبدا ياسين متوترا وقلقا للغاية فلم ينم سوى ساعه واحدة وتقريبا المشهد طار من ذهنه ورد ياسين على الرجل الذى نادى عليه: أيوه أنا ياسين.
ويرد الرجل: اتفضل أمامك ثلاث دقائق ولا تتأخر لأن هناك المئات بالخارج ولم يرد ياسين وانطلق فى طريق طويل وحتى وصل إلى لجنة التحكيم.
بدأت المطربة وبأسلوب يميل إلى السخرية: ياسين اتفضل ورينا محضَّر ايه ورينا شطارتك ونشوف هتضحكنا ولا هتصدمنا ما انت اول واحد
الأسلوب أغضب ياسين الذى رد قائلا وهو فيه موقف يضحك اكتر من المهزلة اللى احنا فيها دلوقت.
غضب أعضاء اللجنة ورد الممثل الكوميدى محاولا انهاء المشكلة: إهدى بس يا ياسين أنت جاى مسابقة وانت عارف الشروط ولو موش محضَّر حاجة سيب الفرصة لغيرك موش فاضيين للكلام ده.
ياسين غاضبا: انت بتطردنى بقى ؟؟؟
وهنا تدخل الممثل: انت اللى طردت نفسك ولو سمحت ممكن تطلع برة قبل ما ننادى على الامن. واثناء ذلك دخل الامن وقام بالقبض على ياسين وإخراجه من القاعه وعند اخراجه بهذا الشكل المهين غضب الجميع بالخارج وبسرعه البرق قام الجميع باخراج الهواتف وتصوير الواقعه ورفعها على اليو تيوب فلم تعد هناك أسرار فى هذه الايام وبصوت عالى صاح ياسين رداً على هذه الاهانات وقرر وبدون أن يفكر قلب الطاولة على الجميع وقال للمئات فى مشهد عبثى فوضوى حيث إستفز مشهد اخراج ياسين كل المتاسبقين وتضامنوا معه.
صاح ياسين: اللجنة اللى جوا موش تستحق أنها تقوم بإختباركم المفروض أننا اللى نختبر اللجنة دى الأول ونوافق عليها موش القناة ولو نجحوا فى الاختبار هما اللى يكملوا ايه رأيكم وهتف الجميع بصوت عالى هو صح هو صح هو صح.
هنا علمت إدارة القناة كل ما حدث وأمام تصوير المتسابقين بالهواتف لم يجدوا سبيل سوى تنفيذ هذه الفكرة وإن كانت غريبة نوعا ما وتركوا لياسين طريقة الاختبار وقال ياسين: الاختبار عبارة عن مشهد كوميدى يقوم بيه أعضاء اللجنة وكلنا هنقوم بتقييم المشهد والدرجة لكل فنان من 10 درجات ومن يحصل على أقل من 8 درجات يتم اقصاؤه من اللجنة ووافق الجميع على الاقتراح وتم الضغط على أعضاء اللجنة للموافقة فلم يكونوا موافقين فى البداية وتم بالفعل عمل المشهد فى القاعة الكبيرة وحضر الجميع وكل واحد يمسك بقلم وورقة لكتابة رأيه وقام الثلاثة بمشهد من تأليف الممثل الكوميدى ولكن للاسف كان مشهدا باهتا ولم ينل استحسان المتاسبقين سوى بعض قفشات الممثل الكوميدى التى إنتزعت بعض الضحكات ولكن النتيجة كانت فشل الثلاثة بعد تجميع الاصوات وذلك بإعلان ياسين النتيجة أمام ميكروفون والكل ينصت اليه لجنة التحكيم والمتاسبقين وكأن المسابقة أصبحت معكوسة.
ياسين: فشل الجميع نعم ويوجه حديثة للجنة التحكيم لقد فشلتم فى الاختبار. فشلتم لأننا لم نقتنع بهذه المسابقة الملعونة. النجم الحقيقى لا يأتى عن طريق المسابقات وكل النجوم السابقين بدأوا سلم الفن خطوة بخطوة. الجمهور الحقيقى هو من يختار النجم الحقيقى وليست المسابقات التى غرضها الإعلانات وملايين الرسائل التى تُدخل الملايين للقناة. النجم الحقيقى بيعيش فى وجدان الناس لأنه بيتولد معاهم وبيعمل بصمة فى حياتهم وموش مجرد نجم قفز بالباراشوت عليهم وأخد جائزة من لجنة هى نفسها فاشلة وموش قادرة تقنع المتسابقين.
هنا يُنهى ياسين كلامه وسط تصفيق حاد من الجميع وخروج أعضاء اللجنة فى حراسة الأمن وتم إلغاء المسابقة وخسرت القناة الملايين من فقدان الإعلانات والتسويق ولكن كسَب كل المتسابقين أنفسهم فسوف ينجح منهم من يستحق النجاح فقط وليس من تُسلط عليه الاضواء فجأة بين يوم وليلة فيصبح وهما وينطفئ بريقه سريعا.
ورقة وقلم - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل عبد الودود
استاذنا العزيز محمد ابو هرجة
عدد الردود 0
بواسطة:
صابر حسين خليل
المسابقة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أبوهرجة
الاستاذ وائل عبد الودود حسين
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أبوهرجة
الاستاذ صابر صديقى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمود حبيب
رائع جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أبوهرجة
الاستاذ محمد حبيب
عدد الردود 0
بواسطة:
منير
رائعه
عدد الردود 0
بواسطة:
ميرا
من الواقع المؤلم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى السيد
رائعه