هل انحصر دور وزارة الثقافة فى الاحتفاليات؟
لماذا لا يرضى عدد كبير من المثقفين عن أداء حلمى النمنم وزير الثقافة..؟ ولماذا يعتبره قطاع منهم وزيرا «للمهرجانات والاحتفاليات والتشريفات».. وليس وزيرا لثقافة الشعب، هل هى اتهامات حقيقية.. أم هى اتهامات لا تبتعد كثيرا عن الصراعات والمشاحنات المعروفة لدى نخبة المثقفين وغير منزهة من المصالح الشخصية والسعى إلى المناصب والظهور فى الأضواء
فى حوار سريع عبر الهاتف مع الصديق حلمى النمنم وزير الثقافة فى الأسبوع الماضى أبدى انزعاجه الشديد من الحملة الضارية ضده من بعض المثقفين ووصفه بوزير المهرجانات والاحتفالات.. وقال لى بوضوح وصراحة أن وزارة الثقافة مازالت للأسف وزارة المثقفين وليست وزارة الشعب، فالنخبة لا تسعى إلا إلى مصالحها الشخصية فقط ولا تريد وزارة إلا لخدمتها وليس لخدمة الشعب، فالاحتفالات والمهرجانات هى لصالح الجمهور ولا ترضى المسقفين بالطبع..! حديث وزير الثقافة يعكس بالتأكيد «جفوة» بدأت فى الظهور بينه وبين من يقصدهم من المثقفين فى أقل من عام منذ توليه وزارة الثقافة.
على أية حال وصلتنى رسالة من بعض المهتمين بالمسرح تحمل نوعا من الحزن والغضب من «حالة التردى» الذى وصل إليها وهذه الرسالة أرادوا أن يقرأها الوزير.
جاء فى الرسالة: «ما معنى وزارة الثقافة.. وكيف تردى حال الوزارة ومؤسساتها المختلفة، وغلب عليها الاحتفاليات بلا معنى.. وتم إهمال المغزى الأساسى من وجودها.. وصار هدفها الاحتفاليات التى تفتقد لأى معنى ثقافى... فإذا نظرنا على سبيل المثال إلى البيت الفنى للمسرح.. كان إنجاز أتمام تحديث المسرح القومى واحدا من أهم الإنجازات.. ورغم أنه كان فى عهد جابر عصفور، لكن أسمح لى هو إنجاز لم يرقَ للمستوى الثقافى.. وكان هدفه الأول إنجازا سياسيا.. وربما أثريا باعتبار المسرح القومى مكانا أثريا.. وكان هناك تفكير بإلحاقه بوزارة الآثار... المهم أن حتى هذا الإنجاز الكبير لم يسهم فى دفع عجلة الثقافة.. وقد تحدثت معهم تكراراً عن أحلامهم المحبطة لهذا المكان وحاولنا بلا فائدة.. كان الهدف أن يكون المسرح القومى بيتاً مفتوحاً ومدرسة لكل المسرحيين بكل مستوياتهم.. ندوات مستمرة عن أحوال المسرح المصرى وهمومه.. مدرسة لتعليم المسرح.. وإشراك طلبة أكاديمية الفنون للتلاحم مبكراً مع الحركة المسرحية.. هذه الطموحات ذهبت أدراج الريح بسبب الميزانية الهزيلة واللوائح.. هذا من جهة.. الطموح الثانى أن يتحول المسرح القومى بكل أجزائه لمتحف مفتوح.. وقد بدأنا بوضع لبنة متحف لتاريخ الفن وتحمس له دكتور محمد أبوالخير والدكتور جابر عصفور وأكمل المشوار الدكتور عاصم نجاتى.. على أمل أن يتم استكماله... وتم إغلاق هذا المتحف.
نستكمل الرسالة «نأتى للأهم.. أين التجهيزات الحديثة لخشبة المسرح.. أين أجهزة الليزر.. أين أجهزة الأضاءة الحديثة.. نعم هى غالية الثمن.. لكن إن كنا نريد حقاً مسرح مصرى يتواكب مع التطورات الحديثة فأمر هذه الأجهزة يسير.. ولو وفرنا ميزانية التشريفات لوفرنا ثمن هذه الأجهزة.. التى طال الوقت لإحضارها.. حتى أن المسرح القومى رغم هذه التكلفة الباهظة.. يفتقد لهذه الأجهزة الحديثة.. ونحن تعلمنا منك أن المسرح تلاحم مع المجتمع.. تعبير عن تطلعاته وآلامه وأحلامه.. أين هذا اليوم من العروض التى تقدم فقط للسبوبة.. وأين هما الكتاب والنصوص الجديدة.. وأرجوك لا تقول لا يتوفر.. وأنقل لك تجربة أحمد حمروش فى الستينيات.. كانت وظيفة لجنة القراءة كل عام اكتشاف كاتب جديد كل عام.. وتقديم عرضين متتالين له على أكبر مسرح وهو المسرح القومى.. فأتت هذه التجربة بنتاجئها.. وأثمرت عن الكتاب يوسف أدريس وألفريد فرج.. نعمان عاشور.. ميخائيل رومان.. لطفى الخولى.. وغيرهم من من هم رموز للمسرح المصرى اليوم».
«هل انحصر دور وزارة الثقافة فى الاحتفاليات والتشريفات دون الخوض فى معناها الحقيقى والغرض منها... وأحذرك لقد تسلل أصحاب السبوبة الذين أصبحوا مسيطرين على المشهد المسرحى.. فى حرب شعواء وغير شريفة يحيطها الكذب والمبالغات ضد الشرفاء ليسيطروا على منابع السبوبة بالوزارة وتحكمت الشلليات والسبوبات وأنعدم غرض الوزارة من جمع التراث ودراسته وتقويم الشخصية المصرية والنمو بثقافتها.. من المفترض أنها وزارة للثقافة.. لا وزارة للاحتفاليات والتشريفات».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة