شهدت تركيا ساعات دراماتيكية، ليلة السبت، فبعد إعلان الجيش التركى إنهاء حكم حزب الحرية والعدالة، وفرضه الأحكام العرفية، وحظر التجول فى أنحاء البلاد، خرج رئيس الوزراء التركى معلنا فشل المحاولة الانقلابية التى قامت بها عناصر من الجيش، مؤكدا استعادة السيطرة على الأمن فى البلاد.
ومن خلال المتابعة الدقيقة ظهر جاليا أن هناك شيئا يتم فى الخفاء بين استمرار الانقلاب أو عودة أردوغان وكأن هناك مخرج يقوم بإخراج المشهد النهائى من مسلسل الانقلاب الذى يقوده بالفعل مجموعه من كبار العسكريين الرافضين لسياسة أردوغان الأخيرة التى تسعى للسيطرة على جميع المؤسسات وجعل الرجل الواحد فقط هو (الرئيس).
ومن الواضح جليا أن هؤلاء العسكريين غالبا تم تواصلهم مع قادة أمريكا بطريقة ما، حيث كان من المستحيل القيام بمثل هذا الانقلاب بدون المباركة الأمريكية لوجود قاعدة أمريكية قويه بجنوب تركيا تسمى (إنجرليك) حيث تقع بمدينة أضنة التركية وهى قاعدة يتواجد عليها حلف الناتو ولكن المسيطر عليها هى ( واشنطن ) وتعتبر قاعدة جوية ضخمة تعمل على محاربه داعش منذ فترة.
تم إصدار الاوامر من قاده المجموعات العسكريه أن ساعة الصفر قد حانت دون الاخذ بالحسبان كيفيه التعامل مع اى تحركات امريكيه قد تحدث من هذه القاعدة حيث تم كل شى كما هو مخطط واستخدمت القوات الجويه مجموعه من الطائرات لتوزيع الجنود والقادة على اهم المؤسسات وفى هذا الوقت تواصل اردوغان بالبيت الابيض لإنقاذ ما يمكن انقاذه ولكن كانت الصدمة وهى تقاعس الجانب الامريكى عن مساعده أردوغان والتغلب على هذا الانقلاب.
حتى جاء ما لا كان يتوقعه الرئيس الأمريكى والاستخبارات الأمريكية وتعتبر هذه هى اهم الاسباب التى ادت برجوع موقف أمريكا إلى نقطه الصفر واهم تلك الاسباب هى :
- السحب الفورى للقوات التركية المتواجدة بالأراضى العراقية.
- السحب الفورى للقوات التركية المتواجدة بالأراضى السورية.
حيث اعتبرت أمريكا ان مثل تلك القرارات تمثل اضرارا واضحا لتواجدها بالمنطقة ولذا سرعت لقبول طلب اردوغان وتمت المساعده الفورية من خلال اقلاع طائرات الــ(F16 ) التى ارسلت رسالة واضحة للقوات التركية ان أمريكا غير راضية بما تم وعلى الفور حدثت زعزعه فى صفوف قاده الانقلاب وكان واضحا عندما قصفت هذه الطائرات (F16 ) كل الطائرات الهليكوبتر التى كانت تقل جنود وقاده لمناطق حيوية للسيطرة عليها.
وهنا بات جليا لدى القادة والعسكريين ان امريكيا تساند الرئيس التركى وان هناك اتفاقا ما تم فيما بين أمريكا وأردوغان مما أضعف العزيمة لديهم وتضاربت الاوامر حتى تعامل الامن الداخلى تحت حماية الغطاء الجوى الامريكى وتمت السيطرة على الموقف بنسبة كبيرة.
ويمثل هذا الفشل نجاحا عظيما للرئيس التركى حيث سيتم استغلاله لتنفيذ الاجندة الخاصة به للسيطرة على جميع المؤسسات وقد بدأ التنفيذ بالفعل حيث أقال أكثر من 2700 قاض من بينهم قضاء من المحكمه الدستورية وأيضا تم اعتقال اكثر من 3000 عسكريا من بينهم قاده الجيوش الثانى والثالث والقوات الجوية والعمل خلال الايام المقبله لتعديل الدستور رغما عن المعارضه التركية التى تصارعت لإعلان رفضها للانقلاب والوقوف جنبا إلى جنب الرئيس التركى.
ومن هنا يتضح لنا أن فشل الانقلاب تم بإخراج أمريكى على حين غفلة من القادة العسكريين التابعين للجيش التركى حيث سيعانى الجيش التركى الآن من ويلات تلك الأحداث التى كسرت القوة المعنوية لديهم مما يصعب عليها النهوض مرة أخرى فى الوقت الحال وقد يحدث فى الأيام المقبلة تحركات لاسترجاع كرامته مرة أخرى.
تيمور المغازى يكتب: الأسباب التى أدت لفشل مسلسل الانقلاب التركى
الإثنين، 18 يوليو 2016 08:00 م