فيه ناس بتتعب ولا تكسبش وناس بتكسب ولا تتعبش" مونولوج للراحل العظيم "إسماعيل يس" تأصيل لفكرة الطبقية والتمييز الموجودتين بالمجتمع، وتأصيل تاريخى لفكرة أن التعب والشقاء لا علاقة لهما بالوضع المادى، فمن الناس من يتقلبّ بين أكثر من عمل يوميا ويُجد ويجتهد ولا يكاد يفى باحتياجاته وأسرته الأساسية.
ومنهم من يرفل فى رغد العيش وتأتيه الثروة على غير انتظار وبدون مجهود ويجرى وراءه المال كما لو كان ظلاّ وتابعا مخلصا له.
يفرض التمييز نفسه على أجندة الحياة الطبيعية ويبدو أن البشر يتمايزون فيما بينهم أو يميلون للتمايز الطبقى والاجتماعى، كوراثة من الطبيعة نفسها.
النحل على سبيل المثال، حشرة اجتماعية، تعمل بدأب وبدون كلل أو ملل ووفق منهج حياتى صارم وقاسى، تنقسم خلية النحل لثلاثة فئات أو طبقات، الملكة ,, الذكور وأخيرا طبقة الشغالة. هذه الأخيرة تعمل وتكد ليل نهار لإنتاج العسل وتهوية الخلية وتنظيفها والدفاع عنها وقد تضحى بنفسها إن لزم الأمر وغيرها يقتات ويتعايش ويعيش على جهدها.
كذا الحياة بين البشر على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، ومجتمعاتهم سواء متقدمة أو آخذة فى النمو. التمييز والطبقية سمتان متأصلتان ومتجذرتان، دائما هناك من يعمل ويجتهد ويكتفى بالفتات وهناك من ينعم بوافر العيش ورغد الحياة على حساب هؤلاء الكادحون.
درجات متفاوتة من الظلال تلف المجتمع، تبدأ بظلمة حالكة وتتدرج وصولا لنقطة ضوء تركز على فئة من البشر دون غيرهم، الباقون يقبعون فى الظل ويمارس كل دوره فى خدمة السادة القابعين فى دائرة الضوء، يمارسون أدوار كُتبت عليهم سواء برضاهم أو رغما عنهم.
فى النهاية تصبح مفاهيم العدل والعدالة والمساواة مجرد أحلام أو أوهام يسعى خلفها الفقراء وربما كانت على شكل جزرة، يسيرون خلف وهم بإمكانية تحققها دون أن يعى هذا وذاك انهم يسيرون فى طريق محدد سلفا.
عمال - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ليلى راشد
الطبقية