بعد كل ما مرت به مصر خلال الخمس سنوات الماضية من أحداث ومخططات خارجية تساندها وتدعمها أذرع داخلية لم أعتد أن أتأمل الأمور والمعطيات من منظور ضيق ولكنى أحاول أن أرى الصورة متكاملة الأبعاد والمعالم لأدرك كما يدرك أى مواطن مصرى يحاول أن يفكر فى الأمر بشىء من المنطق والعقلانية فقط لا غير.
ومن تلاحق الأحداث وتشابكها وتعقدها فى بعض الأحيان ندرك أبعاد اللعبة جيدا وكيف يرصدون ما لا تراه أنت أو تشعر وكأنه أمر هين أو بسيط ولكنه بالنسبة لهم مبتغى وهدف محدد.
وأعود مع حضراتكم للوراء قليلا لنتذكر ليله عيد الميلاد 6 يناير 2010 وحادثة نجع حمادى المفجعه وتوقيتها وأعبر مع الأيام قليلا ًلشهر سبتمبر من نفس العام لأجد اهانات وافتعال احداث موجهه تجاه القياده الكنسيه والبابا شنوده " رحمه الله " ونيح نفسه. وكم من اساءات بالغه للاقباط والكنيسه من بعض التيارات والشخصيات المحسوبه على تيار الاسلام السياسى والإخوان التى كانت وما زال الاغلب منها اداه فى ايدى مخربى الاوطان ولا تمر سوى أسابيع قليله لنصل إلى أحداث العمرانية والتصادم بين بعض الأقباط البسطاء والشرطة لتأخذ أبعادا خطيرة ونشعر بخطورة الأمر ليكلل بالحدث الأعظم ليله الأول من يناير 2011 بحادثة كنيسة القديسين الإرهابية وإزهاق أرواح العديد من الأبرياء وقت خروجهم من الكنيسة.
ربما يحدثنى البعض عن موقف الدوله فى ذلك الوقت وضعف التعامل مع الحدث وربما يحدثنى البعض الآخر عن قوانين ولوائح هزيلة تصنع احداثا بشعة وخطيرة وهى اراء لها وجاهتها ومنطقيتها بالطبع.
ويبرز لنا تسلسل الاحداث وتسارعها ان الامر كان يعدُ بعناية ودراسة لجذب اكبر عدد من الشباب القبطى إلى الشارع ضمن المخطط العام الخارجى لاستغلال وصناعة حاله من الاحتقان بين الشباب والدولة لتدعيم مظاهرات 25 يناير من كل الأوجه والتيارات وإيجاد حاله من السخط الشعبى تجاه الدوله المصرية آنذاك.
وتتوالى الاحداث من اطفيخ لاسوان لماسبيروا ليصنعوا تيارا ً يحقق لهم ما يبتغوه بشعار خفافيش الظلام البغيض مصطلح "العسكر" وملحقاته لصناعه فصل وانقسام بين الشعب والجيش المصرى وإيجاد حاله قويه من الفصل والتضارب فى المصالح لبينهم لخدمه تلك المخططات ودعمها بقوه
ثم وبحسب توجهاتهم نصنع فجوه بين الشباب القبطى والجيش فى "أحداث ماسبيرو" لزيادة حالة الاحتقان ولنقول لهم فى النهاية انتهى دوركم بنجاح ونشكركم على حسن تعاونكم معنا بسذاجتكم وسطحيتكم لمساعدتنا فى هدم الوطن بطريقه غير مباشرة.
وتمر مصر باحداث عده لنصل للمشهد الخالد فى تاريخ مصر الحديث
"مشهد الثلاثين من يونيه " لنرى الجيش والأزهر والكنيسة فى ملحمة خالد حطمت وافشلت ودمرت مكائدهم وشرورهم لتأتى لنا بعد ذلك برئيس مصرى صميم يتحدث بخطاب كل المصريين دونما تفرقه وكما يحتفل بأعياد الفطر والأضحى يحتفل مع اشقائه وشعبه بأعياد الميلاد بل داخل كنيستهم ومع قيادتهم الروحيه وجموع الشعب القبطى فكانت هنا الطامة الكبرى لهولاء
كيف تسير مصر هكذا من صوره عبر بها المصريين الشرفاء بكل طوائفهم من الظلام للنور وصولا ً لرئيس يجمع شعبه ولا يفرق بينهم بحق دون تزييف
كم هى مزعجه ومقلقه بل لا ابالغ ان قلت مرعبه للخارج تلك الصوره العظيمه لهذا الشعب ان يكون رئيسه وقيادته الدينيه كتفا بكتف ويدا ًواحدة لبناء مصر ليس بشعارات وصور ولقاءات بل بتخطيط وتعاون وتشارك
فكان لابد من اللعب على هذا الوتر مره اخرى ومحاوله اشعاله واختلاق مشكلات وسط ثقافات مصريه بسيطه وقليله العلم والإدراك والوعى لايجاد حاله من الاحتقان داخل البلاد تساعدهم فى اعادة احياء مخططهم الشيطانى الذى لم ولن يتوقف طالما اخترت انت ايها المصرى ان تكون على الطريق الصحيح
يا مصريين يا شرفاء يجب أن نكون أكثر انتباها ًووعيا ًوإدراكا بل وحنكه ولا ننساق وراء خبر هنا أو هناك ولا نسير دونما اعمال العقل والمنطق دائما ً حتى فى ابسط الامور واصغرها لان النار تأتى دائما من مستصغر الشرر
وهو المطلوب من هولاء حسب تعليمات من يمولهم ويخطط لهم
لا تسمعوا لخبر هنا أو هناك دون تحليل وتأكيد على صدقه أو خلفياته.
يجب أن نعرف ونفهم وندرك جيدا ان ذلك المشهد الخالد وملحقاته بين الدوله والكنيسة المصرية. أصاب هؤلاء فى مقتل فكان لابد من اصطناع وتأجيج من جديد لفتنة مفتعلة لتشويه تلك الحالة الملحمية (كما يتخيليون) لاعادتنا للمربع صفر مرة أخرى.
العبوا غيرها فاللعب أصبح على المكشوف...
ورقة وقلم - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة