كرم جبر

تونى بلير.. «برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا»

الإثنين، 11 يوليو 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان «بلير» يعلم تماما حجم الجريمة التى يقدم عليها كذيل يتبع سيده بوش الابن
فى مذكرة أرسلها تونى بلير إلى بوش فى السادس والعشرين من مارس 2003، تزامنا مع غزو العراق بعنوان «الهدف الأساسى» يقول: «هذه هى اللحظة التى نرسم فيها مستقبل الأجيال القادمة، ونضع الأطر للنظام العالمى الحقيقى لما بعد حقبة الحرب الباردة. إن طموحنا كبير لإنشاء أجندة كونية بإمكاننا أن نوحد العالم حولها»، وأضاف «أن الحرب هى الوسيلة لنشر قيمنا حول الحرية والديمقراطية والتسامح وسيادة القانون فى كل أرجاء العالم، ومع أن أسلحة الدمار الشامل التى بحوزة العراق هى المبرر المباشر لإعلان الحرب، إلا أن التخلص من عراق صدام هو الجائزة الحقيقية».

كان بلير يتحدث عن الحرب، كوسيلة لإقامة نظام كونى جديد لنشر قيم الحرية والديمقراطية والتسامح فى العالم، ووقع الاختيار على صدام حسين والعراق ليكونا القربان، واستخدم الشيطانان بوش الابن وبلير ترسانة من الأكاذيب، وهما متأكدان أنها أكاذيب، لإثبات أن صدام هو الشيطان الذى يمتلك أسلحة دمار شامل، وآن أوان ذبحه وهدم عراق الشر، ليظهرا أمام العالم فى صورة رسل الديمقراطية والحرية، وساعدهما صدام بغباوته وجنونه ليس فقط بغزوه للكويت، وإنما أيضا بتقديم تنازلات مهينة جعلته كمن يخلع ملابسه قطعة قطعة.

كان تونى بلير يعلم تماما حجم الجريمة التى يقدم عليها، كذيل يتبع سيده بوش الابن، وتصدى له عضو البرلمان «جيرمى كوربين»، ليخطب فى أكبر تجمع شهدته بريطانيا فى تاريخها للمطالبة بوقف الحرب على العراق قائلا: «الذين يزعمون أن الحرب ستجلب الديمقراطية والسلام والأمان يكذبون، لأن ثمانية آلاف قتيل فى أفغانستان لم يعيدوا أيا من أولئك الذين قتلوا فى مركز التجارة العالمى، وآلاف من القتلى فى العراق لن يصححوا الأوضاع أو يعيدوا الأمور إلى نصابها، وإنما ستطلق الحرب العنان للصراع وللكراهية وللبؤس وللإحباط الذى سيغذى بدوره الحرب والصراع والإرهاب والاكتئاب لأجيال قادمة».

واليوم بعد 13 سنة من التخلص من صدام وتدمير العراق، لم تأت الديمقراطية ولا العدل والقيم الإنسانية، وإنما تحققت ثلاثة كوارث كبرى فى الشرق الأوسط.. أولها: إشعال صراع طائفى أخذ فى الانتشار كالنار فى الهشيم فى المنطقة بأسرها، مؤجلا أحلام بلير الكاذبة فى الديمقراطية إلى أجل غير مسمى، وثانيها: الإخلال بالتوازن الإقليمى لصالح إيران وإطلاق سباق التسليح الرهيب بينها وبين دول الخليج.. وثالثها: فتح أبواب التدخل العسكرى فى منطقة الشرق الأوسط، دون الحاجة إلى إصدار قرار من مجلس الأمن، مثلما يجرى فى سوريا وليبيا واليمن.

وبرحيل الشيطانين «بوش - بلير» عن الحكم، لم تتوقف خطة إشعال الحروب فى المنطقة، عند حد تقديم العراق «تسليم مفتاح» لإيران، لأن العين كانت على مصر وبدون سقوطها لن تعرف «الديمقراطية والعدالة والحرية والقيم الإنسانية»، طريقها إلى الشرق الأوسط، وجرى تفخيخ البلاد بطوابير النشطاء، وتدفقات التمويل الساخن لأوكار حقوق الإنسان، وبقية فصول المؤامرة التى تصدى لها الجيش والشعب فى 30 يونيو، وأسقطها تحت قدميه وداسها بالأحذية.

الدرس المستفاد من الاعتذار الكاذب لتونى بلير، هو أن ندافع بكل ما نملك عن الأمن والهدوء والاستقرار الذى يتحقق فى بلدنا، فبدون ذلك لا حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة ولا قيما إنسانية، ولا غير ذلك من عبارات المداهنة والزيف التى يستخدمها الغرب لانتهاك أوطاننا واستباحة الحق فى الحياة، فمنذ متى كان بلير سليل بريطانيا الاستعمارية التى أذاقتنا مرارة الاحتلال رسولا للمحبة والسلام، ومنذ متى كانت أمريكا التى تمول نشطاء الشر، باكية على حقوق الإنسان فى مصر، ولم تذرف دمعة ندم واحدة على أبشع أنواع القتل والتعذيب التى تحدث فى العراق وسوريا.

تونى بلير.. لا نريد عسلك ولا لسعك، ولا اعتذارك ولا ندمك، ومع الاعتذار لأمير الشعراء أحمد شوقى ينطبق عليك شعره «برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة