المرأة إمامًا للصلاة.. مدحت صفوت يقرأ فى الأسانيد الأصولية لرفض إمامة النساء: أبو ثور والطبرى والمزنى تلميذ الشافعى ذهبوا إلى صحة صلاة المرأة بالرجال.. والنبى أمر أم ورقة جامعة القرآن أن تؤم أهل دارها

الجمعة، 01 يوليو 2016 05:00 م
المرأة إمامًا للصلاة.. مدحت صفوت يقرأ فى الأسانيد الأصولية لرفض إمامة النساء: أبو ثور والطبرى والمزنى تلميذ الشافعى ذهبوا إلى صحة صلاة المرأة بالرجال.. والنبى أمر أم ورقة جامعة القرآن أن تؤم أهل دارها المرأة إمامًا للصلاة- أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مدحت صفوت

•الأصوليون فى الإديان السماوية يشيطنون النسوة ويعتبرونهن ناقصات عقل ودين



انتهينا فى الموضوع السابق "المرأة رئيسا للدولة" إلى أن رفض الأصوليين تولى المرأة أية مناصب قيادية هو ربطهم بين الإمامة السياسية وإمامة الصلاة.

فالممارسة السياسية لدولة الخلافة الإسلامية تربط بين رئيس الدولة وإمام الصلاة، وهو ربط غير مبرر فقهيًا ولا نصيًا، لكن رواسبه ظلت فى بنية العقل الأصولي، وتخوفات الأصوليين أن يروا امرأة تقود الصلاة، تجعلهم يرفضون منحها أو اكتسابها أى دور سياسي، يصل إلى رفضها تولى منصب تشريعى أو قضائي.

- قبل ما نخوض فى هذه المسألة علينا أن نرى المجتمع العربى كيف يرى المرأة، وما أصل هذه الصورة التى تكونت فى العقلية العربية..

الخطاب الأصولى الدينى، إسلامى ومسيحى ويهودى، يرى أن المرأة وظيفتها الرئيسية وأحيانًا الوحيدة، تأكيد تفوق الرجل وتمرير فعاليته وهيمنته و"قوامته". هنا تتشابه الرؤيتان الإسلامية والمسيحية عن المرأة، حتى يبدو الأمر وكأنه نابع من ذات المصدر، فالمرأة لدى الأصوليين "ناقصة عقل ودين"، وإذا كان قد كمل من الرجال كثير فلم يكمل من النساء إلا آسيا ومريم وخديجة وفاطمة، يلاحظ هنا أن اكتمال النساء فى الماضى تام ومنته، ما يعنى أن بقية نساء العالمين سيصيبهن النقص سواء فى العقل أو الدين أو فى كليهما، فهى التى خلقت من ضلع أعوج.

المقولة الأخيرة ترددها الأصولية المسيحية، لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل، كما أن الرجل لم يخلق من أجل المرأة بل المرأة "خُلقت" من أجل الرجل، فالرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح أيضًا رأس الكنيسة. ولا تغدو المرأة سوى مصدر "الفتنة" التى هى من الشيطان، عند الأصوليتين مسيحية وإسلامية. وعبارة "الرجل هو رأس المرأة" ليست تنويهًا بسيطًا؛ بل شعار ومبدأ موجه لتعاليم من يطلقون عليه أحيانًا اسم "معمار" المسيحية، وليس منعزلًا عن صلب العقيدة المسيحية!! التى لم تتخط الجانب الشكلى ولم تتخط المسألة أكثر من حرية عدم ارتداء الحجاب وبعض الملابس القصيرة، والسبب فى تبنى هذه الرؤية هى الأصولية اليهودية.

وتتفق اليهودية بأصوليتها مع الأصوليتين الإسلامية والمسيحية فى الموقف من المرأة، لتصبح نصوص اليهودية مصدر التصور الشيطانى عن النساء، وعلى الرغم من أن "الشيطنة النسائية" ليست اختراعًا توراتيًا، فسبقت اليهودية تصورات دينية وغير دينية عن المرأة الشيطان، ومركز الغواية، والملعونة بغضب الإلهة، فإن الأصولية اليهودية بنصوصها الأولى شرعت وشرعنت التصور المشيطن عن المرأة.

وضعت الديانة الموسوية إطار النسق التشريعى والمبرر لاحتقار المرأة وتحميلها مسئولية الشرور، ومحور الغواية ومنبعها. بالتالى فمسئولية مقاومة الشيطنة والحد من الغواية والفتنة، والحفاظ على تقاليد المجتمع مطابقة أو قريبة من التصور الدينى تقع على كاهل الرجل/ آدم، الممثل للتصور الخيّر والمثالي، وبوصفه رمز القوامة والاستقامة المستندة فى أغلب الأحايين على الفوارق البيولوجية.

الخلاصة مما سبق أن الثقافة العربية، ربما الإنسانية فى عصور مختلفة، وصلت إلى ما يمكن تسميته بـ"كراهية النساء" Gynophobia.

وهذا يعنى أن نزعة كراهية أو خوف، بدأت فى تاريخ البشرية مع سيادة البطريركية، أى الثقافة الأبوية عقب التحول عن مرحلة زمنية من تاريخ البشرية تعرف بـ"المطريركية"، أو مرحلة عبادة الأمومة، وفيها عبد الإنسان الأنثى، ومع التحول ومجيء الأديان بدأت عملية التنظير لكراهية النساء.

* لماذا هذا الموقف من الأديان؟


استند التراث الدينى إلى رؤى خرافية وميثيولوجية فى تكوين موقفها من المرأة، فهى سبب شقاء البشرية والنزول إلى الأرض حد الرواية التوراتية، التى تزيد فى الشيطنة بخلق الأنثى من "القاذورات والرواسب لخلقها". وفى المسيحية تعد رسائل القديس بولس الأسس الأولى لكراهية النساء، من خلال إبراز الشعور بالذنب إزاء ممارسة الجنس، والتركيز على ضرورة إخضاع المرأة، والتحذير من غوايتها. وفى الإسلام ورث المسلمون الصورة العربية القديمة عن النساء، واستندوا إلى آيات قرآنية أو أحاديث نبوية من قبيل "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء" و"وَلِلرِّجَالِ عَلَيهِنَّ دَرَجَةٌ" وأحاديث كـ"ناقصات عقل ودين"!!

* أين موضوع إمامة المرأة للصلاة؟


بالبحث فى القرآن، لا نجد أى نص يحرم أو يمنع أو يستكره أن تقود النساء الصلاة. كذا لا يوجد نص يحدد شرط ذكورة الإمامة. أما آية "وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ" التى يستند الأصوليون عليها فى "قوامة الرجل"، فإن المفسرين هنا ينقلون الآية من سياق العلاقة الأسرية والزواج والطلاق حيث محور الآية الأساسى "وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ"، إلى سياق مغاير وهو إمامة الصلاة.

* أليست العبرة بظاهر اللفظ؟


بالطبع لا، حيث يتطلب فهم القرآن وضع الخطاب فى سياقاته، وهى سياق القول أى السياق المباشر الذى يقع فيه الخطاب، والسياق الثقافى وتضم شبكة التقاليد الاجتماعية والاقتصادية والمؤسساتية التى تؤثر فى تشكيل الخطاب المنتج ضمنها. وسياق المرجعية ويختص بالموضوع أو الفكرة التى يعالجها الخطاب. فمن غير العلمى أن نتجاوز كل ذلك وتقص جزء من آية لتقول العبرة بظاهر اللفظ.. وليكن هنا ظاهر اللفظ ما علاقة الإمامة فى "وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ"؟!!

* السُّنة النبوية؟


فى السنة أمور عديدة، لكن لا يوجد حديث يمنع عن المرأة قيادة الصلاة، وسنجد عكس ما سبق، أحاديث تبيح أن تؤأم المرأة الصلاة وتجيز لها ذلك، كحديث أم ورقة الأنصارية. وهو الحديث الذى استند إليه فقهاء ومفسرون "ثقاة" فى جواز إمامة النساء على الإطلاق. أما حديث “خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها“ فراويه أبو هريرة، وهو الراوى الذى لا يزال يحتاج منا دراسات وجهد لإقناع الإسلاميين بأنه أكثر الرواة الذين مُرر على لسانهم أحاديث غير صحيحة، فضلًا عن بعض الروايات الخاصة بحياة الصحابى الشخصية.

فكرة الإجماع فى أساسها وهم، فلو تتبعنا ما أجمع عليه الفقهاء من المذاهب المختلفة لن نجد سوى أسس الدين الرئيسية كالتوحيد ونبوة محمد والفروض.. والدليل أنك تسمع أجمع العلماء على رفض إمامة المرأة فى حين نجد ما بين 5 من الثقاة وما يُعرف بجمهور العلماء أجازوا الأمر.

ذهب أبو ثور البغدادى "مفتى العراق" «170هـ- 240هـ»، والمزنى المصرى والمعروف بـ"الإمام العلامة، وفقيه الملة" وهو للعلم تلميذ للشافعى «175هـ-264هـ»، الذى سنناقش أراءه لاحقًا، وابن جرير الطبرى وهو من أشهر المفسرين العرب، ذهبوا إلى صحة صلاة المرأة بالرجال مطلقًا، ونقل عنهم ابن رشد والنووى ذلك. واستندوا إلى ما رواه أبو داود وأحمد وصححه ابن خزيمة عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصارى وكانت قد جمعت القرآن وكان النبى قد أمرها أن تؤم أهل دارها وكان لها مؤذن وكانت تؤم أهل دارها. قال الصنعانى فى سبل السلام. والحديث دليل على صحة إمامة المرأة أهل دارها وإن كان فيهم الرجل فإنه كان لها مؤذن وكان شيخًا كما فى الرواية والظاهر أنها كانت تؤمه وغلامها وجاريتها. ناهيك عن مذهب المعتزلة الذى يرى بقول الجاحظ "المرأة أكثر عدلاً من الرجل فى شهادتها".

ومع عدم وجود نص قرآنى أو نبوي، بدأ الفقهاء فى تصدير النزعة الذكورية الكارهة للنساء، واجتهدوا فى منع المرأة من تولى أى ولاية، كالقضاء أو الفقه أو طبعًا الخلافة. وسبق أن اتفقنا على جواز الولاية أو الإمامة الكبرى، رئاسة الدولة، إذن فالإمامات الصغرى أو الولايات التى تليها جائز تولى أمرها النساء، ومن غير المنطقى أن يباح الأعلى ويُمنع الأدنى.

* لكننا لم نعرف عن السلف أن امرأة تولت إمامة الصلاة!!


صحيح، لكن تعال نوسع دائرة الرؤية ونسأل أسئلة من قبيل هل توجد امرأة مفسرة للقرآن؟ هل توجد امرأة فقهية صاحبة مذهب فى الفتوى؟ ولماذا لا يوجد؟ هل بالفعل النساء ناقصات عقل؟ ولماذ أصبحن فى الحاضر عالمات ومخترعات ورائدات فضاء بل عميدات لكليات "أصول الدين"؟!! الإجابة تتعلق بالسياق الثقافى الذى سبق وأشرنا إليه، أى شبكة التقاليد الاجتماعية والاقتصادية، هذه الشبكة التى لم تر فى المرأة سوى مصدر للشهوة، وأرتأت مصالح الفقه "الذكورى" فى تقنين دور المرأة لخدمة الرجل. وسقط فى ذلك جلّ الفقهاء وأولهم الشافعى.

وطبقًا لدراسات باحثين سابقين كالراحلين نصر حامد وجورج طرابيشى وعلى مبروك، فإن فقه الشافعى والإطار المنهجى لمدرسته يعد أحد أسباب جمود الفكر الإسلامى طوال القرون الماضية، وكى لا نتفرع عن موضوعنا سنكتفى بمناقشة رأى الشافعى فى إمامة المرأة.

بالمصادفة التاريخية، تعد فتوى الشافعى فى كتابه الأم عن إمامة المرأة أقدم الفتاوى فى هذه المسألة، فلم يعرف عن الإمام مالك تعرضه للقضية فى كتابه الشهير "الموطأ". ويرى "لا يجوز أن تكون امرأة إمام رجل فى صلاة بحال أبدًا"، وأنه من صلى وراءها من الرجال والصبيان لا تصح صلاته!! واستند إلى "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ" وعلى الرغم من أن الآية تخص العلاقات الزوجية لكن الشافعى كالعادة ينقل من سياق إلى سياق آخر. وانتهى به الأمر إلى عدم الجواز للمرأة أن تكون إمامًا لجماعة كاملة، وأن النساء ممنوعات من أن يكن أولياء!! أين دليلك يا مولانا؟ هو رأيه واجتهاده..

وتطبيقًا لمقولة "شر البلية ما يضحك"، منع الفقهاء المرأة من الصلاة بالمسجد بما فيها صلاة الجمعة!! واشترطوا لذهاب الأنثى للمسجد شروطًا أقل ما يمكن أن توصف بـ"المضحكة"؛ فالحنابلة مثلًا يذهبون إلى إباحة حضورها صلاة الجمعة "بشرط أن تكون غير حسناء، أما إذا كانت حسناء فإنه يكره لها الحضور"!! طيب حسناء نحسمها إزاي؟ بينما يشدد المالكية "يحرم عليها حضور صلاة الجمعة إذا كانت شابة وخيف من حضورها افتتان الرجال بها فى طريقها أو فى المسجد"، هل هذا كلام عقلانى؟!! فكل ما يدور بأذهانهم امرأة شيطانة مصدر الفتنة والغواية، وتشير خطاباتهم إلى حالة من الهوس الجنسى، وهم الفقهاء أنفسهم الذين أباحوا تجارة الإماء والجواري؛ بل خصصوا بابًا فقهيًا لذلك، ولم تكن المرأة الجارية مصدر فتنة بقدر ما كانت فى كتب الفقه مصدرًا للمتعة واللذة!!


موضوعات متعلقة..


المرأة رئيسًا للدولة.. مدحت صفوت يقرأ فى أسانيد الأصولية الرافضة لرئاسة النساء: حديث "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" من أحاديث الآحاد ومعلول سندًا وخاص ببنت كسرى.. والإمامة مصلحة عامة مفوضة لنظر الخلق





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ناجى شعبان

الى الاستاذ مدحت صفوت حقا ما تم شىء والا و نقص

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله

Ahha

انا حقا اعترض هههههههههههه

عدد الردود 0

بواسطة:

الكابتن

مين هو مدحت صفوت

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال التونسي

من انت

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من الناس

من الأفضل أن لا نُجادل بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير

عدد الردود 0

بواسطة:

سلمي

يخني عادل امام

كله يبيعجن

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

انصره يارب

ربنا يحميك يا مدحت

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

كل مرة يطلب صاحبنا تجديد الخطاب الديني يظهر اراجوز في الحال

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من عباد الله

اين الحجة في ماتقول ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم

بلاش تدليس على الناس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة