أكرم القصاص - علا الشافعي

د. سمير البهواشى يكتب: رمضان شهر الصبر

الأربعاء، 08 يونيو 2016 04:44 م
د. سمير البهواشى يكتب: رمضان شهر الصبر شهر رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصبر هو ثبات باعث الدين فى مقابلة باعث الشهوة والهوى، وهو من خصائص الآدمى إذ أن الإنسان يتنازعه بعد بلوغه الحلم جندان
الأول جند الله
والثانى جند الشيطان
فإذا تغلب جند الله مطلقا على جند الشيطان أوشك الإنسان أن يكون ملائكيا وإياه ينادى المنادى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِى إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِى فِى عِبَادِى (29) وَادْخُلِى جَنَّتِى (30)" الفجر.

وإن تغلب جند الشيطان مطلقا كان الإنسان أقرب إلى الشيطنة منه إلى الإنسان، وذلك من الذين قيل فيهم: "وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّى لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)".

أما معظم الخلق فالغلبة بين الجندين سجال فيتركون من الشهوات ما هو أضعف ويعجزون عما هو أغلب، وهم فى جميع الأحوال متحسرون على عجزهم ومستمرون فى المجاهدة، وذلك هو الجهاد الأكبر وهؤلاء مما قال الله فيهم: "وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أن اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)".

والحاجة إلى الصبر عامة فى جميع الأحوال، لأن الإنسان يقابل خلال حياته إما ما يوافق هواه أو ما يخالفه، فأما الذى يوافق الهوى فهو كالصحة والثروة والأولاد والجاه والصبر على هذه النعم يكون بعدم الركون إليها ومعاملة كل منها على أنها وديعة لديه سوف يستردها صاحبها فى الوقت الذى يحب هو، لا الذى يسمح المتنعم به، فلا ينهمك فى الغفلة وينسى تأدية حق الشكر فيه، وأما ما يخالف الهوى فكالصبر على الطاعة من صلاة وصيام وزكاة وحج ويكون بعدم التكاسل عن الصلاة أو البخل بالنسبة إلى الزكاة والصبر عن المعاصى ثم فى الاخير الصبر على المصائب وتحمل أذى الغير، وهو أشد على النفس مما قبله، قال ابن عباس رضى الله عنه الصبر فى القرآن على ثلاث مقامات: صبر على أداء الفرائض وله ثلاثمائة درجة وصبر على محارم الله وله ستمائة درجة وصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى وله تسعمائة درجة وقال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: "إذا وجهت إلى عبدى مصيبة فى ماله أو فى ولده أو فى بدنه ثم استقبل ذلك بصبر جميل، استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديوانا، لذلك كان الصبر نصف الإيمان والنصف الآخر هو الشكر..

اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين فى الضراء والشاكرين فى السراء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة