أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

سيد عبد الراضى تواضع الثوار ونبل العمال

الجمعة، 03 يونيو 2016 07:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثلاثة قادة نقابيين يساريين لا أنساهم أبدا، أحمد عبد العزيز عامل النسيج المنياوى الذى كان المعلم الأول، وعبد الحميد الشيخ القائد النقابى والذى علمنى أن الحرية النقابية لا تنفصل عن حرية الوطن، وسيد عبد الراضى، الأخ الاكبر والذى علمنى تواضع الثوار، ومعنى أن تكون عاملا ويساريا ووطنيا نبيلا، عرفت سيد منذ 1975، ينطق صمته برائحة الثورة، يناضل دون ضجيج، اخشوشنت كفاه من ملامسة الصلب، وبريق عينية يحمل صهد أفران الحديد، انصهرت خبراته فصار مثل سبيكة تمثل الوان طيف الوطنية المصرية، أب حقيقى ليس لأبنائه فحسب بل لنا جميعا، منذ تأسيس حزب التجمع 1976 وهو ينتقل من معركة إلى معركة ومن سجن إلى آخر وبرحيله، فقد اليسار المصرى والحركة العمالية والنقابية، واحدا من أبرز قادتها المخلصين لقضايا الطبقة العاملة، الذى لا توجد قضية عمالية أو نقابية إلا وتجده فى المقدمة وفى صمت ودون ضجيج، من أصلب عمال شركة الحديد والصلب المصرية، منذ اعتصام 1971، ومن القضايا العمالية إلى القضايا الوطنية حيث رفض زيارة رئيس الكيان الصهيونى العنصرى للشركة فى نوفمبر 1980، واعتصام عمال الحديد والصلب فى أغسطس 1989، وكان نزيلا دائما على سجون السادات ومبارك، وظل وفيا فى كافة المعارك النقابية والعمالية، وخاض معارك نقابية وبرلمانية متعددة. كان عمى سيد مع حق الإضراب لأنه مارسه قولا وفعلا.

وخاض عبد الراضى، مع زملائه معركة الدفاع عن القطاع العام ومقاومة خصخصته وتصفية شركاته، كما شارك فى تأسيس لجنة الدفاع عن القطاع العام فى تسعينيات القرن الماضى، وكان من أبرز القادة الذين قاموا بتأسيس اللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية 2001، كما ساهم فى إعداد مشروع قانون الحريات النقابية 2008 قبل الثورة. وكما قال الزميل سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، إنه لا يمكن الحديث عن المعارك النقابية والسياسية لعمال الحديد والصلب، دون ذكر سيد عبد الراضى كرمز لأبناء جيله داخل المصنع وخارجه متضامنًا ومساندًا لحقوق العمال فى أى مكان على أرض مصر.

كما خاض مع زملائه معركة الدفاع عن القطاع العام ومقاومة خصخصته وتصفية شركاته، وفى تأسيس لجنة الدفاع عن القطاع العام فى تسعينيات القرن الماضى، وكان من أبرز القادة الذين قاموا بتأسيس اللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية 2001، كما ساهم فى إعداد مشروع قانون الحريات النقابية 2008، ولن ينسى التاريخ لسيد عبد الراضى حينما كان وكيل لجنة القوى البشرية والإدارة المحلية بمجلس الشورى أن تقدم باقتراح للدكتور أحمد فهمى، رئيس المجلس بشأن التعجيل بإصدار قانون الحريات النقابية، وضرورة عقد جلسة مشتركة بين لجنتى القوى العاملة بمجلسى الشعب والشورى للخروج بنص يضمن حرية العمل النقابى وتنظيماته.. كل تلك المعارك لم تكسره، ولم يفت عضده المرض، بل كسرته وأحنت ظهره رحيل ابنة الفتى الثورى هانى، قابلته يبتلع دموع جمر فقدان الضنا، أة يا عم سيد.. كسنديانة حمراء ظل واقفا، وحينما جاء الرحيل ونعاه الناعى، فقدت الأخ الأكبر والصديق والرفيق رحل سيد عبد الراضى والحزب والوطن فى أشد الحاجة إليه، ومتاه العمال تمتد دون دليل، وتفكيك المصانع والمعاش المبكر والفقر والبطالة يظللون سماء المصانع.. توقفت صفارات الورديات، وسكتت الماكينات، وعلا رصاص الإرهاب. لن أقول وداعا حتى نلتقى فى عالم أكثر حرية وشفافية، وإلى أن ألقاك سلملى على هانى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة