عماد عبد الحى الأطير يكتب: أسـرار الحب

الثلاثاء، 28 يونيو 2016 12:10 ص
عماد عبد الحى الأطير يكتب: أسـرار الحب حب - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحب من أجمل وأروع الأشياء فى الحياة وهو النعمة التى وهبها الله للإنسان والحيوان فى الأرض فلولا عاطفة الحب لتحولت الحياة إلى جحيم ودمار وخراب وأنتشر القتل سواء بين الغرباء أو الأهل فالحب هو تلك القوى الخفية التى تسيطر على الجميع.

الحب هو من يجعل الأم والاب يعتنون بأبنائهم وهو أيضاً الذى يجعل الحيوان يخرج الطعام من فمه لكى يطعم صغيره كما نراه فى مشاهد العصافير على الأشجار، والحب هو الذى يجعل الإنسان يضحى بنفسه فى سبيل من يحبه فقد ينام الآباء بدون طعام من أجل إطعام أطفالهم. فهذا الحب هو من يدفع الآباء بأن يرضون بأقل القليل فى سبيل توفير متطلبات أبنائهم فهذا نابع من القوى الخفية التى قذف بها الله فى قلوب البشر فى عالم يغلب عليه الطابع المادي، وهذا الحب له أسرار منها أسرار غامضة ومنها أسرار يراها الجميع ولكن هناك أيضاً أسرار لا يعلمها إلا من عاش الحب.

أنا هنا أقصد الحب الحقيقى الذى تملك قلب المحب إنه الحب الروحى وليس الحب الجسدى، فهو الحب الذى يبحر المحب فى السماء ويعيش فى جنة العشاق ويدفعه إلى التغيير فيتغير حاله من حال إلى حال وتتبدل أهدافه ومشاعره وأحاسيسه وفكره وعقله فهو يتحول إلى إنسان أخر غير الإنسان الذى لم يدق قلبه بالحب.

وفى تلك اللحظة يعيش العاشق أسرار الحب بل يراها أمام عينه ويعيش فيها وينتقل من خلالها من سر إلى سر أخر وفى تلك الفترات نراه يتلذذ بها وأحياناً أخرى نراه يتعذب ولكن عذاب مختلف فهو عذاب له طعم أخر فحتى عذاب الحب متعة لا يعلمها إلا من عاش الحب الحقيقى. وهذه بعض أسرار الحب ؟

ـــ سر العلاقة الأبدية: يعلم الشخص إن العلاقة هنا هى علاقة أبدية وليس علاقــة مؤقتــة فهــو قد قـرر عدم الافتراق إلا فى حالة واحدة وهى حالة الموت، وغير ذلك فالعلاقة أبدية غير قابلة للتفاوض أو التنازل أو التخلى فهو الحب الذى أخترق قلب المحب وتمسك وبنى بداخل قلبه قصور عالية وأسوار حصينة لا يستطيع أحد أن يجعله يتخلى عن هذا الحب.

ـــ النور الروحانى: إنه النور الذى لا يراه إلا من عاش الحب الحقيقى فالمحب لا يرى مثل البشر العادى من خلال عيونه لكى يرى بها الأشياء المادية والمجسمة بل هو يرى من خلال قوى روحانية لا يعلمها إلا كل عاشق عاش تلك المرحلة فهو يرى ما لا يراه غيره فهو يلتقى مع من يحبه فى سماء العشاق فى عالم الأرواح التى تتلقى فيها أرواح المحبين فهو يتعمق بداخل الروح ويرى فى من أحبها كل شيئاً جميلا فهو عشق روحها قبل أن يعشق جسدها، فالحب الحقيقى لا ينظر إلى الأجساد فهو ينظر إلى جمال الروح وليس جمال الجسد، فمن عشق الروح تقبل الجسد.

ـــ سر الخيال ورهفه المشاعر: إنه السر الذى يحول المحب إلى إنسان مرهف الإحساس يحتوى على كم من المشاعر تكفى أن تغطى العالم كله بمشاعر الدفء والحنان فهو يعيش العشق بمعناه الحقيقى ويسمع ما لا نسمعه فهو ينظر فى السماء لكى يسمع موسيقى العشاق الصادرة من سماء العاشقين. فتلك الموسيقى ليست مثل الموسيقى التى نسمعها فى العالم الأرضى ولكنها موسيقى الخيال موسيقى المشاعر التى تحركه وتدفعه دائما نحو حبيبته وتجعله لا يرى سواها ولا يريد غيرها فهى كل أحلامه وكل ما يتمناه من عالم مادى لا يُقدر أحيانا معنى الحب الحقيقى.

إن العاشق عندما يرى فى السماء يرى حبيبته مكان القمر الذى يضيئ الكون من خلال وجهها المشرق وضحكتها تمثل الشمس التى تعم العالم بالدفء والحنان من برودة الماديات فهو يراها كما لا نراها فالحبيبة هنا ليست بالنسبة له بشراً عادى.

ــ سر الشوق المستمر: تتوالى الأسرار فى الحــب حتى يصل العاشق إلى سر الشوق المستمر إنه الشــوق الذى لا ينتهى فهو العشق الدائم لمن أحب فهو الشوق الذى لا ينتابه أى نوع من الملل أو الرتابة أو الكأبة إنه الشـــوق المستمر سواء كان مع حبيبته فى عش الزوجيه أو لم يحن الوقت بعد، فالحب الحقيقى ينمو ويكبر وليس به ملل أو زهق بل كلاهما يبحثان عن الأخر وكلاهما فى شوق للأخر.

(إنه الحب وأسرار الحب فمهما كتبنا ومهما قرأنا وتعلمنا وسمعنا عن الحب وأسراره إلا إنه فى النهاية يبقى للحب أسرار غامضة فهو سر الوجود الذى وهبه الله للإنسان والحيوان لكى تستمر الحياة).





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة