قال تعالى وتبارك: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " صدق الله العظيم.
نستنتج من الآية الكريمة عددا من الأمور التى يتقرب بها العبد إلى ربه، فبحمد الله تعالى على نِعمه التى أنعم بها علينا لأن الحمد يُعتبر وسيلة للتقرب من الله لأن الله يزيد ويبارك لمن يحمده فى ماله وصحته ورزقه وأولاده فأكثروا من الحمد، والامر الثانى الذى يُقربنا إلى الله عز وجل الإيمان باليوم الآخر لأن الإيمان باليوم الآخر يُعد من الإيمان بالله تعالى فمن آمن باليوم الآخر وأنّ الله تعالى مالك يوم الدين وبيده زمام الأمور فإنه بذلك يتقرب من الله تعالى، ومن الأمور الأخرى التى تقربنا من الله عز وجل هى عبادته والاستعانة به فأى عبادة يقوم بها العبد من صلاة وصيام واستغفار وغيرها تُعد من طرق التقرب إلى الله تعالى حيث أمرنا بذلك فى سورة الفاتحة والاستعانة بالله تعالى والاتكال عليه فى كل الأمور من إحدى الطرق التقرب إلى الله.
ولكى نستدل على الطريق إلى الله تعالى يجب تطهير القلب من كل شر وحقد بالاستغفار والذكر وقراءة القرآن، ومعرفة الله تعالى من خلال التأمل بمخلوقات الله تعالى ومعرفة عظمة خلقه وعدم الغفلة عن ذكر الله تعالى، لأنه إذا غفلت عن ذكر الله تعالى فإنك أبعد ما يكون عن الطريق إلى الله تعالى.
الطريق إلى الله هى غاية ما ننشده فى هذهِ الحياة، والطريق إلى الله سبيل النجاة، فهى الطريق المستقيم وطريق الحق، وإذا أردنا أن نعرف طريقنا إلى الله فعلينا أن نعرف الله، ومعرفة الله عزّ وجلّ تكون بالنظر فى خلقهِ وفى كونِهِ المنظور، وفى كتابهِ الحكيم المسطور القرآن الكريم، الذى لا يب فيه ولا شكّ، نعرِف طريقنا إلى الله بالهداية وهدايتنا بالإسلام، هدايتنا باتباع رسولهِ الخاتم محمّد صلّى الله عليه وسلّم، هدايتنا بطاعة أوامره، فإذا تحقّقت الهداية وتحقّق الاتباع لما جاءنا فى القرآن الكريم وما جاءنا به سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فهذِهِ بلا شكّ هى الطريق إلى الله، وهى النجاة من الطرق المُهلكة.
من الطرق أيضاً طريق الصلاة، فالصلاة هى الصلة التى تربطنا مع الخالق جلّ وعلا، إذ يكون العبد فى أثناء صلاته أقرب ما يكون إلى الله تعالى، حيث إنه يكون بين يدى الله تعالى وإذا دعا العبد ربه فى أثناء الصلاة فإن الله تعالى بإذنه يستجيب له، وهذا دليل على عظمة الصلاة وهى من أهم وأول الأمور التى يتقرب من خلالها العبد إلى ربه.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ
وآخر دعوانا الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ورقة وقلم - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة