شد انتباهى إعلان عن "عقدة الخواجة" من بين الإعلانات الكثيرة فى الشهر الكريم، لأنه إعلان مس الواقع المؤلم الذى كان الإعلام والإعلان سبباً مباشراً فيه وهذه العقدة لم تأت من فراغ، فالمديح من الإعلام للمنتج المستورد والإعلانات التى كانت ومازالت تروج له بل وتتفاخر بأن مكونات منتجها مستوردة بالكامل! وكأن المنتج المصرى "كخة"!!، كما أن الموروث السىء من عادات الشراء والبيع ساهم كثيراً فيما حدث، وحيث أننى أعيش منذ فترة طويلة فى الخارج وأشترى كما يشترون الأجانب بالقطعة الواحدة وبالجرام أحيانا دون أى حرج، وما أشتريه فى الخارج يعد عيباً ومثار للسخرية لو حاولت فعله فى بلدي، لأن المقياس عندنا بالكم وليس على قدر الحاجة، وننظر نظرة "مش ولابد" لمن يشترى كميات صغيرة من فاكهة أو خضار بينما فى الخارج من الطبيعى بل والدارج أن تشترى قدر حاجتك مثل قطعة واحدة من اللحمة أو جزء معين من فرخة أو من الفاكهة كقطعة من بطيخة مثلاً أو حبة واحدة من البصل أو فص واحد من الثوم دون أن يسألك البائع ساخراً "هو أنت عندكم ضيوف"؟! وهناك الكثير من السلع المصرية يرغب فيها الأجانب بل ويتهافتون عليها لأنها مصرية مثل البطيخ والجوافة والبرتقال والخضروات حتى المجمدة منها والأجهزة الإليكترونية كالتلفزيونات بمختلف أنواعها ورغم ارتفاع سعرها عن نظيرها الأجنبى إلا أنهم يفضلونها ! لكننا فى مصر نفعل العكس ونفضل المستورد على المنتج المحلى !
كما أن الأندية المصرية أيضاً تستقدم مدربين ولاعبين أجانب بملايين الدولارات وكأننا من الدول الغنية، رغم التفوق المهارى والبدنى للاعبين المصريين وكذلك المدربين المصريين الذين يتقاضون رواتب زهيدة إذا ما قورنت بما يحصل عليه الأجنبى وها هو المدرب المصرى "مدرب المصرى البورسعيدى" حسام حسن فاز على الأهلى رغم الإمكانيات التى لا تقارن بإمكانيات الأهلى وها هو نادى الزمالك حقق مع المدرب المصرى محمد حلمى ما لم يحققه سابقيه من المدربين الأجانب الذين أفرغوا وأرهقوا ميزانيات الأندية التى لا بد وأن تعى أن البلاد تمر بأزمة فى العملات الأجنبية ولابد أن يكون لديهم الحس الوطنى حاضراً وتوفير ما يمكن توفيرة من عملات للبلد، وقبلهم يجب على إتحاد الكرة أيضا أن يعمل على توطين الجهاز الفنى للمنتخب خاصة وأننا وصلنا لكأس العالم بمدرب مصرى هو المرحوم محمود الجوهرى وحصلنا على كأس أفريقيا ثلاث مرات متتالية بمدرب مصرى هو الكابتن حسن شحاتة وخرجنا من تصفيات أفريقيا وكأس العالم أكثر من مرة بمدربين أجانب اختلفت أسماءهم والنتيجة واحدة !! ولكن فى مصر العجائب والغرائب نجد مزمار الحى لا يطرب !!
حسن شحاتة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة