ياسمين محمد الغريب تكتب: صراع التفكير المميت

الجمعة، 17 يونيو 2016 04:00 ص
ياسمين محمد الغريب تكتب: صراع التفكير المميت اكتئاب - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وها أنا أعود مجددا إلى صومعة فكرى الصامتة التى لا يزورها إلا أنا وفكرى والصراع المستمر بينهما أشعر وكأننى سعيدة بتلك الوحدة. فأنا وأنا أجالس أصدقائى وقرنائى أشعر أيضا بتلك الوحدة بل وأشد منها الشعور بالزهد ويذهب عقلى أيضا إلى تلك الصومعة من الفكر وأكون معك جسد بلا روح بلا فكر فالفكر يتواجد فى مكان شبيه باللانهائية والفراغ. وهو التفكير فى اللاشىء.

أتساءل دوما لم يزعجنى هذا فأنا دائما أفكر. أفكر فى حياتى الماضية فى أحداث وأشياء وأشخاص تركتهم خلفى وحزنت على فقدهم أو اصابتنى بسهم من الحزن اللذى جعلنى أكثر صلابة وعزز تلك الوحدة، أفكر فى حياتى الحالية وماهيتها هل أخطط لها ! أم أتركها تسير هكذا كحياتى الماضية وإذا خططت لها هل سيحالفنى الحظ وأسير تباعا لتلك الخطة !!. أفكر فى المستقبل الذى لا ملامح له.

فتستنكر نفسى الداخلية وتقول: وهل أنتى لم تخططى له أو أن حياتك بدون أهداف؟!
فأجب مسرعة: لا بل أخطط لها دوما وأعلم أهدافى المهنية وأسعى دوما من تطوير نفسى علميا وثقافيا ومهنيا. ولكن السؤال هنا هل هذا الطريق الذى سأسعد به من اين تاتى تلك الهوة المستمرة بالفقد ونقص السعادة لا شىء يكتمل كما نريد.لم! لم لا يوجد شىء فى هذه الحياة يجعل الشخص مكتملا وسعيدا وقانعا بحياته أهو التفكير المستمر السبب فى هذا الالم والشعور باليأس أم أن هذا التفكير فى المستقبل المبهم يولد الشعور بالقلق المستمر والشعور الدائم بعدم الراحة ام انه هذا العصر الملىء بالمشاكل والضغوطات والسرعة فى تكنيز المال والشهرة جعلتنا نفتقد تلك الحياة الهادئة البسيطة اللتى يتمثل بها راحة البال فقط.
مشكلة الإنسان فى هذا العصر أنه يسعى باستمرار ويظن أن الطريق الذى يسلكه هو الطريق الذى سيؤدى إلى سعادته ويظن أن السعادة تتشكل فى مال أو شهرة أو منصب أو شخص أحيانا فيسعى ثم يسعى إلى أن يحقق ما يصبو إليه ثم يقف فى منتصف الطريق ويكتشف أن هذا ليس هو ما يتمناه أو أنه لا يعلم فى الأساس ما يتمناه فقد سار مثلما يسيرون وراء مال أو غيره فإن ما يفتقده حقيقة فى هذا الطريق المجهول هو الشعور بالرضا. فهل من سبيل !!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة