تتجول أرواحنا كما تشاء وقتما تشاء وحيثما تشاء فتعانق قمم الجبال وتنحدر مع انحدارات السهول وتنزل فى الوديان وتستلقى أمام الحدائق والأنهار فتخط بأقلامها عالماً آخر مشابه لعالم الأجساد ولكن بحبر معطر قد امتزج برائحة الأزهار.
تحاول أرواحنا أن تصنف ما يدور حولها حتى ينجلى كل شىء فتتضح الأحداث ويظهر الواقع المخفى وراء لحم قد وضعه الله على أجسادنا ليحسن به مظهرنا فنكون على أفضل خلق وأفضل تصوير ولكن الإنسان بطبيعة الحال لا يرى إلا تحت قدميه فلا ينظر إلى ما ينتظره من عالم آخر تحت تراب قد مشى عليه يوماً على الرغم من علمه بأن ذلك اليوم آت لا ريب فيه إلا أن نوبة الغفلة قد غشت كل شىء فغطته بغطاء لا يسقط عليه ضوء ولا ينبعث منه فلا يراه إلا من أراد رؤيته بعد محاولات عدة لحل لغز اختفائه اللغز الذى حير كل من وطئت قدماه تراب هذه الزائلة إلا أن وضوحه من كثرة اعتياده قد نسيه البعض بل تناسوه تلك هى الحقيقة إلى لربما قد استحالت عند البعض إلى مرض قد أخذ ترياقه ومن هنا تأتى الصدمة ولذلك يهرب البعض منا إن لم يكن معظمنا إلى عالم آخر تعيش فيه أرواحنا بدون أجسادنا عالم لا قيود فيه بل هو نتاج النسيج العقلى والفكرى ولكن الواقعة هى اصطدامه بالواقع فنجد أحلامنا ظل لواقعنا المؤلم.
ورقة وقلم - أرشيفية