المروءة خلق من أخلاق المسلم يجمع كل مكارم الأخلاق، وهى لغة على وزن فعولة من لفظ المرء، كالإنسانية من الإنسان، والرجولة من الرجل ، وهى تعنى اتصاف النفس بصفات الإنسان التى فارق بها الحيوان والشيطان محاولاً الاقتراب من الملائكة .
فالنفس الانسانية تتنازعها ثلاثة دواع متجاذبة :
داعى الشيطان الذى يجذبها الى الكبر والحسد والشر عموماً .
وداعى الشهوة الذى يدعوها الى أخلاق البهائم .
وأخيراً داعى الخير الذى يدعوها إلى أخلاق الملائكة من الإحسان والعلم والبر والطاعة.
وباجابة الداعى الثالث تكون المروءة، حيث يتغلب العقل على الشهوة. ولا شك أن صوم شهر رمضان فرصة كبيرة لتدريب النفس على السمو ومقاومة الغرائز التى نشارك فيها البهائم والشياطين حتى نقترب من الاخلاق التى يرتضيها الله والمروءة أحدها وهى تنقسم الى درجات ثلاث :
الأولى : مروءة المرء مع نفسه فيحملها قسراً على ما يجمل ويزين وترك ما يدنس ويشين فلا يفعل خالياً ما يستحى من فعله على الملأ .
الثانية : المروءة مع الخلق ، بأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويستعمل معهم شروط الادب والحياء والخلق الجميل .
الثالثة : المروءة مع الحق سبحانه وتعالى وذلك بأن يكون عبداً محضاً فلا يشتم منه رائحة من روائح الربوبية بالاستحياء من نظره إليه واطلاعه عليه فى كل لحظة ونفس واصلاح عيوب النفس جهد الامكان .
وقد قيل ان المروءة هى استعمال كل خلق حسن واجتناب كل خلق قبيح ، فمروءة اللسان حلو الكلام وطيبه ولينه ، ومروءة الخلق سعته وبسطه للعدو وللحبيب ، ومروءة المال اكتسابه من حلال وبذله فى حلال ، ومروءة الجاه بذله للمحتاج اليه ، ومروءة الاحسان تعجيله وعدم رؤيته حال وقوعه ونسيانه بعد وقوعه ، وهكذا .
اللهم انا نسألك ان توصلنا الى هذه المنزلة وتقيمنا فيها بمنك وكرمك وتوفيقك ..آمين
الصلاة - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة