فضائيات التنوير الزائف، على كثرتها لا تقدم مضمونا جيدا، لا ثقافيا، ولا اجتماعيا ولا إخباريا. بل فى طريقها لتجريف ما تبقى من قيم اجتماعية وحضارية.
وإذ قارنا ما يقدمه الإعلام المرئى اليوم، بإعلام حقبة الثمانينيات بالقناتين الأولى والثانية، تصب المقارنة لصالح الثمانينيات، العصر الذهبى للتليفزيون المصرى، حمل مشاعل التنوير التى أضاءت جنبات القطر المصرى فى القرى والنجوع، رسائل توعية صحياً، جرعات ثقافية تنويرية مكثفة للمرأة والطفل والشباب والفلاح – حكايات سر الأرض.
ففى القناة الأولى كان للمعاقيين برنامجهم الأسبوعى – العزيمة – برامج كانت تربطنا بقارة أفريقيا الأم، مثال – بيت العرب – نافذة على العالم – جولة الكاميرا – عالم الحيوان، برامج دينية لعلماء إجلاء فى الفتوى والحديث – فتاوى وأحكام – برنامج ندوة للرأى الذى كان يطوف محافظات الجمهورية، يعقد الندوات فى الجامعات. والشباب يسأل عما يجوب بخاطره كما يشاء بحرية، وكانت تذاع كل يوم جمعة بعد البرنامج الاجتماعى - حياتى. أما القناة الثانية فكانت مختصة بالمنوعات الأجنبية وعلوم التكنولوجيا وعلوم البحار.
سؤال يطرح نفسه: هل مصر بحاجة لكل هذه القنوات الفضائية التى أصبحت تساوى مجموع قنوات إعلام الست قارات، فضائيات اليوم مشروعات تجارية ربحية لأصحابها لا تقدم سوى الإعلانات بشكل فج وبرامج التوك شو التى صارت معول هدم، ترسخ للبغض والخرافات والشعوذة واتساع دائرة الخصام بين المتخاصمين، وحكايات التحرش التى تصدع بنيان المجتمع، ففى نشرها إثارة الفزع والخوف، فلم يكتسب المشاهد شيئا، بل صنعت من المتحرش والمتحرش بها نجوما ينتقلون من قناة إلى قناة.
وما حدث مؤخراُ بحلقه العاشرة مساء بين الكابتن شوبير والسيد أحمد الطيب، استهزاء وإهانة للمشاهد المغلوب على أمره يتجرع سم البذاءات، فى وقت نحتاج فيه لإلقاء الضوء على النماذج العاملة المشرفة الساهرة للبناء والاستقرار، لشحذ الهمم ورفع العزيمة لدفع الوطن خطوة إلى الأمام، فمن امثالنا الشعبية الشئ عندما يزيد عن حده انقلب إلى ضده، فالإفراط فى برامج التوك شو وكثرة السجال والجدال والشتم والسب والتشابك بالأيدى شىء من الحماقة، سيأخذ بالوطن إلى ما لا تحمد عقباه.
خناقة شوبير والطيب
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ع. خالد
رائع ولكن ما الحل
الأمر يتطلب تدخل سيادي.
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed
مقال مهم جداً
عدد الردود 0
بواسطة:
المهندس توفيق ميخائيل
الأستاذه المستنيره حنان عمار