محمود حمدون يكتب: حل سحرى يريح الجميع

الإثنين، 09 مايو 2016 04:01 م
محمود حمدون يكتب: حل سحرى يريح الجميع حريق - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قديما (ربما حتى الآن) كان شهر يونيه، يمثل فترة زمنية تقضّ مضجع كثير من الرؤوس والقيادات الإدارية بالدولة، إذ تمثل نهاية الشهر، نهاية موازية للسنة المالية للدولة بكاملها، وتوطئة لإعداد حسابات ختامية بكل ما أُنفق من مال عام، بما فى ذلك معرفة تفصيلية بكافة أصول وموجودات الجهات الإدارية بمخازنها.

وذلك أمر كان يُقلق بعض السادة، فيُهرعون لإضمار النار فى مخازنهم التى فى عهدتهم، فكنّا نعتبر شهر يونيه، شهرا للحرائق التى تشتعل بليل بمخازن الجهات الحكومية، تشتعل فجأة بماس كهربى أو بعقب سيجارة مجهول الهوية فتأتى على الأخضر واليابس، وتُخفى كافة الأدلة الشاهدة على الإهدار والنهب المنّظم والمتعمّد للمال العام.

فارتبط فى الذهن العام أن ثمة علاقة بين شهر يونيه من كل سنة وبين كثير من المشكلات والمصائب التى تُرتكب طوال العام المالى، ثم تأتى الحرائق الفجائية أو غيرها، كحلا سحريا يُريح الجميع، لتعود الحياة سيرتها الأولى بداية من الشهر التالى "يوليو".

"موسم الجرد السنوى" أصبح بمرور الوقت منهجا ومدرسة للفقه الإدارى للتخلص من المصائب والكوارث المصطنعة، نهاية طبيعية لترتيبات تتم بالليل خلف مصنع الكراسى بين بعض من المهتمين بالمال العام والمعتقدين فى قرارة أنفسهم أن ليس ثمة فارق بين ما يملكون من مال خاص وما هو ملك للعامة جميعا.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة