حكايات الموت على أعتاب لقمة العيش.. "عبد الرحمن" سافر للحصول على مصاريف الزواج وعصابات الهجرة قتلته مع 15 آخرين فى ليبيا.. أحد أقاربه: كان يعمل مدرسا فى مصر وعلمنا بخبر وفاته من وسائل الإعلام

الأحد، 08 مايو 2016 12:55 ص
حكايات الموت على أعتاب لقمة العيش.. "عبد الرحمن" سافر للحصول على مصاريف الزواج وعصابات الهجرة قتلته مع 15 آخرين فى ليبيا.. أحد أقاربه: كان يعمل مدرسا فى مصر وعلمنا بخبر وفاته من وسائل الإعلام الضحية عبد الرحمن رشاد
كتبت نورهان حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتوالى الأحداث، ويستمر نزيف الدم المصرى فى بلاد الغربة.. مصريون يسافرون سعيا للحصول على لقمة العيش أو تحسين مستوى معيشتهم ويعودون جثث .. كارثة تقع فى مختلف دول العالم العربية منها والأجنبية وتصل إلى حد الظاهرة فى ليبيا التى فتتها الإرهاب وقوى الشر منذ اندلاع ثورتها وسقوط حاكمها معمر القذافى.

كانت أولى المآسى التى لا ولن تغيب عن العقل الجمعى المصرى هى ذبح عدد من الأقباط بواسطة مجرمى التنظيم الإرهابى "داعش" وكانت آخرها مقتل 16 شابا مصريا فى مدينة بنى وليد الليبية على أيدى عصابات مسلحة تمارس جريمة الهجرة غير الشرعية واستقبلت مصر 9 جثث فقط بعد التعرف على هوية أصحابها وما زالت 7 جثث فى الأراضى الليبية.

"عبد الرحمن رشاد كرم" شاب يبلغ من العمر 25 سنة، يقيم فى قرية "السيل أمبركات" بمحافظة أسوان، كان أحد اللذين راحوا ضحية الفقر قال أحد أقاربه ويدعى "حمدى"لـ"اليوم السابع": عبد الرحمن تغرب منذ 7 أشهر بعد أن دفع لسمسار 20 ألف جنيه، وكان يعمل مدرس لغة عربية فى إحدى مدارس القرية، وعندما انتقل إلى ليبيا كمعظم شباب قريته التحق بطائفة المعمار.

وأضاف"حمدى": عبد الرحمن لديه أخ أكبر وأخين أصغر منه وكل أهل قريته كانوا يحبونه ، لحسن سيرته وأخلاقه وتركيزه فى عمله ومستقبله وبره لوالديه وبعد ما فقدناه مش عاوزين حاجة من حد".

وأوضح حمدى، أن السبب الرئيسى فى سفره للعمل بليبيا هو ارتباطه عاطفيا بفتاة فى القرية حيث رفض التقدم لها بشكل رسمى إلا بعد سفره وجمع المال اللازم للزواج منها، خاصة وأن تقاليد قرية السيل أمبركات، تجعل جميع تجهيزات الزواج على العريس، لذلك جمع المبلغ الذى طلبه سمسار السفر وانطلق إلى ليبيا فى شهر أكتوبر من العام الماضى.

وتابع: "علمنا بخبر مقتل مصريين فى ليبيا من التلفزيون، فقلبنا اتقبض، وخوفنا يكون عبد الرحمن جرى له حاجة" وأسرعنا بالسفر إلى القاهرة للتأكد من عدم وجود أسمه بين القتلى وقرأنا فى المواقع الإخبارية والصحف" اسمه ضمن الضحايا وتوجهت بصحبة 5 من أفراد أسرته لمشرحة زينهم الخميس الماضى وقضينا الليلة فى حوش المشرحة" واستلمنا الجثة فى اليوم التالى وتوجهنا بها على متن طائرة إلى أسوان ووصلنا فى العاشرة مساء وأدى الأهالى على عبد الرحمن صلاة الجنازة ودفناه فى مقابر العائلة.

وتساءل "حمدى": ما الذنب أو الفاحشة التى ارتكبها عبد الرحمن حتى يقتل؟ ولماذا لم تقدمه السلطات الليبية للمحاكمة إذا كان أخطأ أو أرتكب جرما فى حق أحد من الشعب الليبى؟

فى السياق، انتهت مصلحة الطب الشرعى، برئاسة الدكتور هشام عبد الحميد، من كتابة التقارير المبدئية لـ9 من المقتولين على أيدى عصابات مسلحة إرهابية فى ليبيا، وتبين إصابتهم بطلقات فى مختلف أنحاء الجسد خاصة البطن والرقبة والصدر.

وأكدت التقارير أن 9 جثث وصلت مشرحة زينهم وكانت متعفنة بشكل كامل، نتيجة حفظها أكثر من 10 أيام بدون استخدام مادة "الفورمالين" التى تحافظ على الجسد بعد الوفاة، لافتا إلى أن أطباء الطب الشرعى سحبوا منها عينات "DNA"وأخرى من الأنسجة بعد تصوير وترقيم الجثث وتسليم 7 جثث لأقارب أصحابها لدفنها وباقى جثتين فى ثلاجات المشرحة لم يصل أحد لاستلامهما، وهما لكل من: "محمد محمد توفيق محمد " 28 سنة و"خليل محمد مؤمن" 40 سنة، حيث تم التعرف على هويتهما من خلال بطاقتهما الشخصية.

ومن المقرر تسليم تقرير الطب الشرعى النهائى للنيابة العامة خلال أيام، لاستكمال التحقيقات فى القضية.
يشار إلى أن المصريين المقتولين دخلوا ليبيا دون أوراق رسمية، واشتبك أحدهم مع سائق ليبى من عصابات الهجرة غير الشرعية، وقتله فيما قتل بعض المصريين سائقين آخرين واستولوا على سيارات المهربين.

وكشفت مصادر ليبية، أن عناصر تابعة لعصابات الهجرة غير الشرعية لاحقت المصريين وفتحوا عليهم وابلاً من الرصاص، ما أدى لمقتل 16 منهم فى طريق النهر جنوب مدينة بنى وليد، ونقل جثثهم لمستشفى بنى وليد العام.

يشار إلى أنه تم التعرف على هوية 9 جثث فقط من ضمن الضحايا الـ 16 اللذين لقوا مصرعهم مؤخرا ما يعنى أن 7 جثث ما زالت موجودة داخل الأراضى الليبية لم يتم التعرف على هوية أصحابها حتى الآن.


- الطب الشرعى: جثامين المصريين المقتولين بليبيا وصلت فى حالة تعفن كامل






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة