أكرم القصاص - علا الشافعي

عماد عبد الحى الأطير يكتب: اغتصاب شرعى

السبت، 07 مايو 2016 10:00 م
عماد عبد الحى الأطير يكتب: اغتصاب شرعى زوجان - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحياة الزوجية لابد أن تبنى على التفاهم والحب والمودة والرحمة ومعرفة كل طرف لظروف واحتياجات الطرف الآخر لأن الزواج مشاركة بين شخصين قد يكونان مختلفان فى الطبـــاع وفى التفكير ولكنهمـا اتفقا على أن يخوضان رحلة الحياة الزوجية معاً.

إن الكثير مننا سواء كان شاباً أو فتاة يحلم بهذا اليــوم الذى يصبح فيـه فى بيت واحــد مع شريكه فى الحيـاة وكلا مننــا يتخيل تلك اللحظة فالشـــاب يحلم أن يكون له بيت مستقل ويكون لديه أسره ويحلم أن يكون أب والفتاة تحلم أن تخرج من بيت العائلة التى عاشت فيـه كفرد فى أســرة إلى بيت شريكها أو مملكتها الجـــــديدة وتكون هى الملكة فى مملكتها الجديدة.

فكلاهما يحتاج إلى الأخر لكى يحقق رغباته ويتم تحويل الخيال الذى حلم كلا منهم إلى واقع وحقيقة، لذلك يجب أن تكون النظرة أعمق وأن يكون الحب هو المحرك والدافع للزواج، وليست الرغبة فقط أو النظر إلى المال، كما يجب أن يكون هناك تفاهم بين الطرفين من خلال فترة تعارف كافيه يتم اكتشاف كلاهمــــا للآخر حتى لا يكون هناك غموض وعدم معرفة بطباع الآخر.

الكثير من الأزواج يستعجلون فى إقامة العلاقة الشرعية مع الزوجة بأسرع وقت وفى أى وقت دون النظر إلى ظروفها وإلى احتياجاتها النفسيه والعاطفية، وقد يقوم بهذا الحق بطريقه بها بعض العنف والقسوة، لأنه أراد أن يشبع رغباته دون النظر إلى عواطف ومشاعر الطرف الآخر مما ينتج عن هذا بدايـــــة اختلاف بين الطرفين وبداية انهيار رحلة زواجهما بأخطاء متسرعة تحكمت فيها الرغبة.

إن بعض الأزواج ليس لديهم خبرة بطريقة وأسلوب التعامل مع المرأة فى بداية الزواج ويكــــون لديه نوع من التسرع نتيجة أفكار خاطئة مستمدة من السمع والأحاديث العامية وقد يكـــون السبب هو إثبات لرجولته وإنه المتحكم وإنه صاحب الرأى والقرار فى البيت، ولابد أن تقوم الزوجة بما يــريد فى أى وقت حسب ما يرغب لأنه هو الرجل وهذا حقه فتتحول العلاقة من علاقة شرعيه بين الزوجين إلى علاقة اغتصاب شرعى ولكن هذا الاغتصاب لا يكون بعقاب لأنه يقع تحت مسمى الشرع ولا يعاقب عليه القانون.

إن قلة القراءة والثقافة لدى الأغلبية مننا والاعتماد على السمع وتجارب من قبلنـــا وكذلك الثقافة المستمدة من الأفلام الثقافية ومن الغرب التى لا يتفق مع أخلاقياتنا أحد الأسباب المهمـــة فى فشل العلاقـــــة الزوجية فالبعض يعتقد إنها معركه حربيه لابد أن يكون هو المنتصر، فالدين الإسلامى قد شرح العلاقة بين الأزواج من خلال أحاديث عن النبى (صلى الله عليه وسلم) الذى قدم لنا العديد من الأحاديث عن الزواج والعلاقــــــة بين الأزواج.

فقد تم توضح لنا كيف يأتى الزوج زوجتــه من خـــلال مراحل الملاطفـــة والمقدمات لإن المـرأة كائن ذو مشاعر وأحاسيس مختلفة عن الرجل فالكلام والعواطف والمشاعر هما المحــــرك الأساسى للمرأة فهى تعشق بأذنيها قبل أن ترى بعيونها، ولكن الرجل يكون المحـــــرك له عيـونه قبل حواســـه الأخرى فكلاهما مختلف ولكن بينهما نقطة أتفاق وإنهما يبحثان عن المتعة والسعادة.
نتيجة هذا الاغتصاب الشرعى تحت مسمى حقوق الزوج تحدث الكوارث وتتحول العلاقة إلى تأدية واجب وتكون النتيجة سلبية على الطرفين فالزوجة تتعامل بجسدها وليس عواطفها فهى تتحول إلى جسد صلب ليس به مشاعر وعواطف وأحاسيس مع الرجل ولا يكون لديها الرغبة وقد يكـــون بداخلهـــــا كره من ذلك الزوج الأنانى الذى بحث عن إرضاء رغباته.

خطورة تلك النقطة أن البيت يتحول إلى تعاسة وقد تضعف الزوجة أمــام محاولات أى شخص يدخل فى حياتها وقد تقع فى الخيانة مع أول رجل يدق قلبها من خلال كلمات حلمت أن تسمعها من زوجها ومن خلال مشاعر وعواطف تمنت أن تجدها مع زوجها فتعيش بين نار الزوج وجحيم الخيانه. فالزوجة لم تجد المشاعر والأحاسيس مع زوجها ولكن شعرت بها مع الطرف الأخر من خلال الكلام الذى أصبح يرضيها أكثر من العلاقة الحميمية مع زوجها، وأعتقد أن أغلب حالات الخيانة والزنا قد يكون ذلك هو السبب الرئيسى فنحن نحتاج أن نفهـم ونقرأ ونتعرف على الطرف الأخـــــر ونتعلم من كتب الزواج الإسلامى فيوجد فى المكتبات كتب عن الزواج بدون ألفاظ خادشة أو كلمات ليس فيها حياء.

يجب على الزوج أن يتعامل مع زوجتــــه بلطف فليست القســــوة هى التى تثبت الرجولة فالمرأة تحتاج إلى الملاطفه والحنان فى التعامل وليس الشدة وكذلك يجب على الزوجــة أن تحب زوجهــــا بإخلاص وتحاول أن تلبى رغباته بقدر استطاعتها وأن تعامله باحترام وتقدير، وأن تجد الوقت المناسب لكى تجلس فيه مع زوجها ليكون هناك مصارحة بينهم ويجب أن يستمع كلاهما للآخر. يجب على كل طرف أن يقوم بتوضيح الأشياء التى لا تعجبه فى الأخــــر وماذا يريد كلاهما من الآخر فليس هناك أقرب منهم أن يتم المصارحة والمكاشفة بينهم بدون خوف أو توريه حتى يصلان فى نهاية الأمر إلى النجاح فى حياتهم الزوجية.

إن السعادة واستمرار الحياة الزوجية ونجاحها يبدأ من التوافق الجنسى فكلما وصل الزوجين لمرحلة الرضا فإن كل طرف ســوف يبذل كل مجهـــوده ويفعـل كل ما فى وسعه لكى يسعـد الأخر ويتغلب على صعوبات الحياة إنها أشياء لا تكلف الزوج شيئاً ولن تنقص من رجولتـــه، ولكن من خــــلال إصراره على إهمــــال مشاعر الزوجه والتعرف على رغباتها واحتياجاتها العاطفية تتحول الحياه الزوجيه إلى اغتصاب تحت مسمى الشرع والحقوق الزوجية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ميدو

تسلم

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد عبد الحى الاطير

اشكرك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة